أفغانستان في دوامة العنف قبل شهر من الانتخابات

مرشح لمنصب نائب الرئيس الأفغاني ينجو من كمين

مؤيدو المرشح الدكتور عبد الله عبد الله للانتخابات الرئاسية الأفغانية يطلقون الشعارات المؤيدة له خلال زيارته مقاطعة بروان شمال كابل أمس (أ.ب)
TT

يرى عدد من الخبراء أن حركة طالبان عازمة تماما على عرقلة إجراء الانتخابات الرئاسية في أفغانستان، من خلال توسيع دائرة العنف الدائر في البلاد، حيث تضاعفت الهجمات وبلغ عدد القتلى من الجنود الأجانب رقما قياسيا قبل أسابيع من الاقتراع. وقال الأميرال غريغوري سميث المتحدث باسم قائد القوات الأميركية في أفغانستان ستانلي ماكريستال «منذ البداية قلنا إننا نتوقع أن يغتنم المتمردون فترة الانتخابات ليمرروا رسالتهم.

إنهم لا يريدون لهذه الحكومة أن تنجح، ولا يريدون أن ينتخب الناس». وقبل نحو شهر من الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في 20 أغسطس (آب)، بلغت أعمال العنف مستويات قياسية منذ الإطاحة بنظام طالبان نهاية 2001 على يد تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة. وعلى الرغم من وجود نحو 90 ألف جندي أجنبي في البلاد، ما زال المتمردون قادرين على تنفيذ هجمات توقع خسائر فادحة بين المدنيين والعسكريين. وقد أعلنت وزارة الدفاع الأفغانية أمس مقتل 16 متمردا وجنديين أفغانيين في مواجهات مختلفة أول من أمس في شرق أفغانستان. وأصيب أربعة جنود إيطاليين أيضا السبت إثر انفجار قنبلة زرعت على حافة طريق في ولاية هرات (غرب) كما أعلنت الشرطة ومتحدث باسم القوة الدولية للمساعدة على إرساء الأمن (ايساف) التابعة للحلف الأطلسي. وكانت حركة طالبان قد شنت السبت سلسلة من العمليات الانتحارية في خوست (جنوب شرق). وقتل مدني وجرح 17 في هذه الهجمات التي تعد الثالثة من نوعها في خمسة أيام في بلد يعاني منذ عقود من الحروب. وأشار الخبير في المركز الأفغاني للأبحاث والدراسات السياسية هارون مير في كابل إلى «تجدد مشاكل الأمن المستعصية في جنوب أفغانستان وشرقها».

وقال إن هذه الهجمات تشير إلى أن «عناصر من القاعدة أو طالبان يريدون تعطيل الانتخابات». وبحسب موقع مستقل مختص بإحصاء الخسائر العسكرية في العراق وأفغانستان فإن 67 جنديا أجنبيا قتلوا في أفغانستان منذ مطلع يوليو (تموز)، وهو المعدل الأكبر منذ 2001. وقتل معظم ضحايا يوليو (تموز) بقنابل يدوية الصنع. وأقر المبعوث الخاص للولايات المتحدة إلى باكستان وأفغانستان ريتشارد هولبروك أول من أمس في كابل بصعوبة المهمة وبأن تنظيم الانتخابات سيكون «بالغ الصعوبة». من جهة اخرى قال مسؤولون إن أحد المرشحين لمنصب نائب الرئيس الأفغاني حميد كرزاي في انتخابات الشهر القادم نجا من كمين نصبه متمردو طالبان أمس. وقال مجددي زلماي المسؤول الكبير في الحملة الانتخابية إن كمينا نُصب لمحمد قاسم فهيم الرئيس السابق لتحالف أطاح بطالبان في 2001 على طريق في إقليم قندوز بشمال البلاد حيث كان يقوم بحملة انتخابية نيابة عن كرزاي استعدادا للانتخابات التي ستجرى في 20 أغسطس (آب). وقال محمد عمر محافظ قندوز إن فهيم كان في طريقه إلى إقليم طخار المجاور بعد ظهر أمس عندما تعرضت قافلته لهجوم المتمردين. وقال عمر لـ«رويترز» في قندوز: «فهيم على قيد الحياة وبخير». وأوضح مجددي أن أحد حراس فهيم أصيب في الهجوم الذي استخدم فيه عدد غير محدد من المتمردين نيران أسلحة صغيرة وأخرى ثقيلة ضد موكب فهيم. ورشح كرزاي فهيم وهو طاجيكي وكان شخصية معارضة كبيرة في وقت من الأوقات ليكون واحدا من نائبين له يخوض معهما الانتخابات. وجاء هذا الترشيح في مايو (أيار) مع سعي كرزاي إلى تعزيز قاعدة دعمه عن طريق اجتذاب معارضيه السابقين إلى جبهته خلال معركته الانتخابية. وهذا هو الهجوم الثاني على مرشح خلال أقل من أسبوع، فقد تعرض الملا سلام روكيتي، وهو واحد من 38 مرشحا لمنصب الرئاسة ينافسون كرزاي، لكمين عندما كان طريقه إلى كابول عائدا من بغلان.