التيار الصدري ينفي موافقته الانضمام إلى الائتلاف الموحد.. ويؤكد التزامه بشروطه

قيادي في الائتلاف الحاكم لـ«الشرق الأوسط» : ما زال أمامنا بحث النظام الداخلي والهيكلية والبرنامج الانتخابي

TT

فيما تستمر لقاءات الأحزاب والكتل السياسية لإعادة تشكيل الائتلاف العراقي الموحد، نفت مصادر من التيار الصدري توقيع اتفاق يتضمن عودة التيار إلى الائتلاف الشيعي. وأكد مصادر مطلعة في الائتلاف الموحد أن أمام الكتلة بحث العديد من القضايا قبل الإعلان عن الائتلاف الجديد.

ونفى أحمد المسعودي، الناطق باسم الكتلة الصدرية، أن يكون التيار قد أبرم اتفاقا للعودة إلى الائتلاف، وقال لـ«الشرق الأوسط» لقد «أكدنا أكثر من مرة أنه لم يتم التوصل إلى أي اتفاق بشأن عودتنا إلى الائتلاف وأن الحوار ما زال مستمرا مع كل الكتل السياسية لا مع الائتلاف الموحد فحسب، وعليه لم يحصل أي اتفاقيات بهذا الشأن، وأن الأمر لا يتعدى التفاوض واللقاءات التي لم تصل إلى درجة الاتفاقات».

وتُجري أطراف الائتلاف العراقي الموحد مباحثات مكثفة بهدف الوصول إلى شكل جديد للائتلاف قد يضم أحزابا وتيارات سنية وكردية، فضلا عن إعادة الكتل التي خرجت من الائتلاف في وقت سابق وهي الكتلة الصدرية، بزعامة رجل الدين مقتدى الصدر وحزب الفضيلة.

وكان عبد العزيز الحكيم زعيم المجلس الأعلى الإسلامي العراقي وزعيم كتلة الائتلاف، قد دعا في وقت سابق إلى تفعيل كتلته قبل الانتخابات النيابية المقبلة المزمع إجراؤها نهاية يناير (كانون الثاني) المقبل.

وأكد المسعودي التزام التيار الصدري بشروطه للتحالف مع أي طرف، قائلا إن «الائتلاف مع أي كتلة يعتمد على برنامجها الانتخابي الذي تتبناه ومدى تناسبه مع التيار سيما وأن الأخير يسعى باتجاه تشكيل كتلة وطنية موحدة تضم جميع أطياف الشعب العراقي التي تهدف إلى ضمان وحدة العراق واستقلاله فضلا عن السعي من أجل تقديم أفضل الخدمات لأبناء هذا البلد».

ومن جهته، قال عبد الهادي الحساني النائب عن الائتلاف الموحد، لـ«الشرق لأوسط»: «إن الأيام المقبلة ستشهد الإعلان الرسمي لتشكيلة الائتلاف الجديد». ونفى أنه كان من المقرر أن يتم الإعلان عنه أمس.

وقال الحساني: «عندما تكتمل كل مقدمات الائتلاف الموحد، سيما في ما يخص النظام الداخلي للائتلاف وهيكليته فضلاً عن البرنامج الانتخابي، سيصار حينها إلى عقد اجتماع المجلس السياسي يبحث خلاله مجمل ما تم التوصل إليه وكذلك دراسة أبعاد توسعه وصلاحية كل هيئاته سواء العامة منها أو الرئيسة والدوائر الأخرى المرتبطة بها»، وأضاف أن «الأسبوع القادم سيشهد جلسة تناقش هذه المسائل، ليتم إقرارها ضمن فهم مشترك لجميع الكتل المشاركة والتي ستلتزم بهذا المشروع وكذلك بالنظام الداخلي له».

وقال الحساني إن «الائتلاف العراقي الموحد يستوعب كل الطاقات الخيّرة، لكن ضمن الثوابت المعروفة سواء القانونية أو الدستورية، وبالمقابل فإننا نحترم رؤى من لا يريد الانضمام إلى هذا الائتلاف».

وفي ما إذا حصلت موافقة التيار الصدري على الدخول في الائتلاف، قال الحساني إن «الكلمة الأخيرة لم تحسم من قِبل التيار الصدري، لكن كل المقدمات الإيجابية تؤشر رغبتهم بالانضمام سيما وأن التيار كان حاضرا لكل الجلسات وكذلك الأمر بالنسبة إلى تيار الإصلاح (بزعامة رئيس الوزراء السابق إبراهيم الجعفري)، وقد كان دوره ناجحا خلال المناقشات التي جرت».

وأشار الحساني إلى أن «الكتل الخمس المكونة للائتلاف الحالي وهي المجلس الأعلى ومنظمة (بدر) وحزب الدعوة، وحزب الدعوة ـ تنظيم العراق، والمستقلون، إضافة إلى التيار الصدري وتيار الإصلاح، يسعون لإنضاج المشروع خلال اجتماعاتهم المتكررة».

وأكد الحساني أن «الائتلاف سيجتمع بشكل مكتمل وبحضور رئيس الوزراء نوري المالكي»، في إشارة إلى أن الائتلاف الجديد يضم حزب الدعوة برئاسة رئيس الوزراء نوري المالكي. من جانبه، أكد حميد المعلة النائب عن الائتلاف الموحد والقيادي في المجلس الأعلى الإسلامي، أن الإعلان عن تشكيلة الائتلاف الجديدة تحتاج إلى «أبعد من ساعات»، وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «اجتماعا سيُعقد اليوم (أمس) لوضع اللمسات الأخيرة حول المسودات المقدمة بشأن الائتلاف، والتهيئة للإعلان المرتقب»، لافتا إلى أن «أغلب الكتل التي تشارك بالائتلاف مدعوة وموجودة أصلا سيما خلال الاجتماعات التي حصلت».