جدل بين الحزب الوطني والإخوان حول صفقة سياسية

عاكف لـ«الشرق الأوسط» : تلقينا عرضا منذ شهور ووافقنا.. ولم نتلق ردا * هلال: لا صفقات

TT

رغم الرسائل «غير الرسمية» المتبادلة بينهما من آن لآخر، وضربات الأمن لعناصر الجماعة، فإن عيون المسؤولين في كل من الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم بمصر، وجماعة الإخوان المسلمين، لا تخطيء النظر، كلاهما باتجاه الآخر، وفي كل الأحوال فإن «النفي سيد الموقف»، فبالأمس تحدثت الأنباء عن صفقة بين الجماعة والحزب الحاكم، لكن الحزب سارع بالرد نافيا وجود أي صفقات مع الجماعة «المحظورة»، وقال الدكتور علي الدين هلال، أمين الإعلام بالحزب الوطني «لا يمكن أن نعقد معهم صفقات». في المقابل حمل تعليق الجماعة على النفي اتهامات جديدة من الإخوان للحزب الوطني، قائلة على لسان المرشد العام محمد مهدي عاكف، لـ«الشرق الأوسط»، كل ما حدث أنني تلقيت عرضا منذ شهور وافقنا عليه بشكل مبدئي، وتوقف العرض دون رد، حيث طلبنا من الوسيط الذي نقل العرض ممن أسماه «شخصية هامة» أن تجلس معنا تلك الشخصية لكن أحدا لم يرد».

وكانت تقارير صحافية نشرت في القاهرة، تحدثت عن وجود صفقة بين الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم، وجماعة الإخوان المسلمين، تتضمن الإفراج عن قيادات الجماعة المعتقلين، أو الذين يقضون أحكاما قضائية، مقابل أن توقف الجماعة بعض الأنشطة، التي تراها السلطات المصرية تحريضا سياسيا داخليا وخارجيا، وعدم خوض الانتخابات البرلمانية المقبلة المقررة العام القادم، وأفادت التقارير أن الجماعة قبلت العرض، إلا أنها لم تتلق ردا نهائيا من السلطات حتى الآن».

وقال الدكتور علي الدين هلال، أمين الإعلام بالحزب: «ما نشر عن وجود صفقة بين الحزب وجماعة الإخوان المحظورة، لا أساس له من الصحة»، مؤكدا أن الحزب لا ينقل رسائل سرية إلى الإخوان أو إلى أي طرف آخر».

وأضاف هلال «تصريحات مهدي عاكف (المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين) بشأن وجود عرض من شخصية سياسية رفيعة بعدم خوض الانتخابات التشريعية القادمة، مقابل الإفراج عن جميع المعتقلين من قياداتها، هو أمر يصعب تصديقه ولم يتم بحث مثل هذه الأمور في هيئة مكتب أمانة الحزب الوطني أو مناقشتها له».

واعتبر القيادي البارز في الحزب الحاكم، أن الجماعة تسعى لصرف الأنظار عن الاتهامات الموجهة إلى قياداتها، بالمشاركة في عمليات غسيل أموال بالتعاون مع التنظيم الدولي للإخوان المسلمين.

وفي اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» قال المرشد العام للإخوان المسلمين مهدي عاكف، «لا ولم توجد صفقات بيننا وبين النظام الحاكم في مصر، كل ما حدث أني تلقيت عرضا منذ شهور وافقنا عليه بشكل مبدئي وتوقف العرض دون رد».

وأضاف «لا ولم توجد صفقات بيننا وبين النظام الحاكم في مصر، كل ما حدث أنه منذ شهور جاءني الكاتب الإسلامي أحمد رائف، وقال لي إنه يحمل رسالة من شخصية مهمة في النظام المصري، مفادها أن الحكومة ستفرج عن المعتقلين وستوقف عمليات الاعتقال والتشديد، مقابل وقف التحريض وعدم خوض الانتخابات البرلمانية، فقلت له أنا كمرشد الجماعة موافق، ولكني اشترطت أن تأتي تلك الشخصية المهمة لتجلس معنا، لأن القرار بيد مكتب الإرشاد، لكنني لم أتلق عليه ردا حتى الآن».

وردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول ما إذا كان التخلي عن خوض الانتخابات البرلمانية المقررة العام المقبل، في ظل فوز الجماعة بـ20 في المائة من مقاعد مجلس الشعب في الانتخابات الماضية عام 2005، لأول مرة في تاريخها، ثمنا مناسبا للإفراج عن المعتقلين، قال عاكف: «أنا قلت لهم إنني موافق على العرض من ناحية المبدأ، وكنت أنتظر الشخصية المهمة التي ستجلس معنا في مكتب الإرشاد، للتحدث معها أكثر في تفاصيل العرض، والتحدث بشكل أكثر وضوحا عن مستقبل مصر، لنصل إلى ما فيه الخير للبلد أيا كان».

ورفض عاكف اتهامات الدكتور علي الدين هلال، للجماعة بمحاولة صرف الأنظار عن اتهام قادتها بغسيل الأموال، وقال «لا شأن لي بما يقول، فليقل ما يشاء»، مضيفا «لا أستطيع تفسير تصرفات النظام المصري باعتقال قيادات الجماعة، ويبدو أن أحد المسؤولين كان صادقا عندما قال لي: «دول بيشتغلوا من غير ليه».

وأضاف عاكف، «إنهم يعتقلون خير أبناء مصر ويضعونهم في السجون والمعتقلات».

ودافع عاكف عن جماعته قائلا: «معروف أننا جماعة لها مبادئ ورسالة ونحافظ على مبادئ الإسلام، ويحاول الغرب والصهاينة القضاء علينا، ويبدو أن الصهاينة لهم عملاء في مصر يريدون القضاء على هويتها الإسلامية ونحن لهم بالمرصاد».

وقال: «الذي يقوم به النظام المصري ليس له إلا تفسير واحد هو أن الغرب والصهاينة يريدون إشعال النار في مصر، ونحن لن ندع لهم الفرصة لذلك، فحقن دماء المصريين هدف أساسي لنا ونحتمل من أجله كل ما نتعرض له».