رئيس هندوراس المخلوع يخيم على حدود بلاده.. بانتظار العبور

الجيش يعرض على زوجة زيلايا نقلها إلى نيكاراغوا للانضمام إليه

TT

قال رئيس هندوراس المخلوع مانويل زيلايا إنه سيخيم على حدود بلاده مع نيكاراغوا لحشد التأييد من أجل عودته إلى بلاده مرة أخرى، بعد أن كان قد عبر يوم الجمعة الحدود إلى هندوراس لوقت قصير. وبعبوره الحدود عرّض زيلايا نفسه لخطر إلقاء القبض عليه، في إطار جهوده لاستعادة السلطة بعد فشل جهود الوساطة في حل حالة الجمود التي تعاني منها الدولة الواقعة في أميركا الوسطى. ويعتزم زيلايا الذهاب إلى واشنطن يوم الثلاثاء، وفقا لتصريحات المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيليب كراولي.

وفي مدينة لاس مانوس الحدودية في نيكاراغوا، تعهد زيلايا بالنوم في خيمة خلال الأيام القليلة القادمة، داعيا مؤيديه «للوقوف بقوة». وقال إنه حصل على تأييد العالم، وإن المجتمع الدولي أدان الانقلاب في هندوراس. وعلى الجانب الهندوراسي من الحدود، تدفق مئات من أنصاره كما فعلوا أمس، متحدين حظر التجول الذي مددته حكومة الأمر الواقع في تيغيسيغالبا حتى فجر أمس.

ويصر زيلايا الذي تم خلعه وطرده من قبل الجيش في 28 يونيو (حزيران)، على العودة لهندوراس بعد فشل جهود الوساطة في تحقيق استعادته لمهام منصبه. وكان قد دعا مؤيديه للتجمع على منطقة الحدود ومصاحبته إلى العاصمة تيغيسيغالبا، على الرغم من تهديد حكومة الأمر الواقع هناك باعتقاله إذا وطأ أراضي هندوراس. وكان برفقة وزير خارجية فنزويلا نيكولاس ماديورو وإيدن باستورا الثوري السابق في نيكاراغوا. وجرى إحباط أولى محاولات زيلايا للسفر بواسطة الطائرة إلى هندوراس في 5 يوليو (تموز) بعد أن أغلق الجيش مدرج المطار ولم يسمح لطائرته بالهبوط.

وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة أعلنت تأييدها لإعادة زيلايا إلى منصبه، فإنها انتقدت محاولته عبور الحدود أول من أمس، وقالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في واشنطن إن «محاولة الرئيس زيلايا للوصول إلى الحدود محاولة طائشة». وأضافت «إنها لا تسهم في الجهود الأوسع لاستعادة الديمقراطية والنظام الدستوري في هندوراس. لذلك نحث الرئيس زيلايا وجميع الأطراف الأخرى على إعادة تأكيد التزامهم بالتوصل إلى حل سلمي عن طريق التفاوض، وبسلامة الديمقراطية في هندوراس، وسلامة ورفاهية شعب هندوراس».

من جهة أخرى، عرض قائد الجيش في هندوراس الذي كان العامل الأساسي في الانقلاب على الرئيس، على زوجة زيلايا الالتحاق بزوجها في نيكاراغوا، كما قال لشبكة «سي إن إن» التلفزيونية الأميركية. وأضاف الجنرال روميو فاسكويز أنه عرض على السيدة زيلايا خيومارا كاسترو نقلها بالطائرة إلى نيكاراغوا بسبب «المخاطر على الطريق البرية». وكان الجيش رفض السماح لزوجة زيلايا بالوصول إلى الحدود عندما أعربت عن رغبتها في لقاء زوجها أول من أمس خلال دخوله القصير إلى الأراضي الهندوراسية.

إلى ذلك، أعلن دبلوماسي فنزويلي أن موظفي سفارة فنزويلا في هندوراس كانوا لا يزالون في تيغيسيغالبا، غداة انتهاء مهلة الساعات الاثنتين والسبعين التي حددتها لهم حكومة الأمر الواقع لمغادرة البلاد. وعلى غرار الأيام السابقة، أحاط عشرات من أنصار زيلايا مقر إقامة السفير الذي يقيم فيه موظفو السفارة، لحمايتهم من هجوم قد تشنه الشرطة. وقال القائم بالأعمال أرييل فارغاس «أمس، اقترب من السفارة ثمانية من عناصر الشرطة الذين كان بعض منهم ملثمين ومدججين بالسلاح، لكنهم بقوا على مسافة منها ولم يقتربوا أكثر، على مرأى من فريق شبكة (فنزولانا) التلفزيونية الذي كان يصورهم».

وفارغاس يتولى مسؤولية السفارة منذ مغادرة السفير أرماندو لاغونا الذي استدعته كراكاس بعيد الانقلاب. وقال لاغونا لوكالة الصحافة الفرنسية في لاس مانوس على الجانب النيكاراغوي من الحدود، إن حكومة الأمر الواقع «أرسلت عناصر شرطة ملثمين في مهمة تهديدية على ما يبدو، لكن موظفينا لزموا أماكنهم لأنهم محميون باتفاقية جنيف والمعاهدات بين الدولتين». وكانت وزارة الخارجية الهندوراسية أمهلت الثلاثاء موظفي السفارة 72 ساعة لمغادرة هندوراس، لكن كراكاس أمرت دبلوماسييها بملازمة السفارة، لأن فنزويلا لا تعترف بحكومة «الانقلابيين» التي يتزعمها روبرتو ميتشليتي.