إيران: الإصلاحيون يطالبون بالسماح لهم بإحياء ذكرى المتظاهرين القتلى

وفاة ثاني طالب أوقف خلال المظاهرات في السجن > لاريجاني يدعو للإصلاح من خلال النقد الذاتي

امرأة تغطي وجهها خشية كشف هويتها وترفع صورة للزعيم الإصلاحي موسوي خلال مظاهرة نظمت في واشنطن أول من أمس (أ.ب)
TT

طلبت المعارضة الإصلاحية في إيران أمس السماح لها بتنظيم احتفال تأبيني لقتلى المظاهرات التي تلت إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد، الذي ما زال عرضة لانتقادات حادة.

وكتب الزعيمان المعارضان مير حسين موسوي ومهدي كروبي في رسالة وجهاها إلى وزارة الداخلية: «نعلمكم أننا نرغب بإقامة احتفال في المصلى الكبير في طهران لإحياء الذكرى الأربعين للأحداث الحزينة التي أدت إلى وفاة عدد من مواطنينا». وأضافا أن «الحفل لن يتضمن كلمات، وسيشتمل فقط على الاستماع بصمت إلى تلاوة للقرآن». وشهدت إيران احتجاجات شوارع واسعة عقب انتخابات الرئاسة التي جرت في 12 يونيو (حزيران) الماضي وأعيد فيها انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد. وأسفرت الاحتجاجات التي تلت الانتخابات عن مقتل وإصابة العشرات من الأشخاص. وعقب أعمال العنف التي اندلعت خلال الاحتجاجات حظرت السلطات التجمعات العامة في العاصمة، خاصة تلك التي تنظمها المعارضة. وعلى الرغم من المنع جرت مظاهرات في مختلف المناسبات. ونزل الآلاف إلى الشارع في التاسع من يوليو (تموز) الحالي لإحياء ذكرى مظاهرات الطلاب عام 1999.

في غضون ذلك، أفادت صحيفة «اعتماد» الإصلاحية أمس أن طالبا ثانيا أوقف في مظاهرة التاسع من يوليو (تموز) توفي في السجن. وأول من أمس، أعلنت صحيفة أخرى عن وفاة متظاهر آخر قيد الاحتجاز هو محسن روح الأمين، 25 عاما، الذي أوقف في تجمع في اليوم نفسه. وأفادت الصحيفة أن الشاب هو نجل عبد الحسين روح الأمين، مستشار المرشح للرئاسة محسن رضائي الذي ترأس في السابق جهاز الحرس الثوري الإيراني.

وكان قادة المعارضة الإصلاحية قد طالبوا أول من أمس القادة الإيرانيين بوضع حد «للقمع» الذي تمارسه السلطات منذ المظاهرات التي تلت الانتخابات الرئاسية. وجاء في البيان الموقع من موسوي وكروبي والرئيس الإصلاحي السابق محمد خاتمي: «نحن ننتظر منكم يا كبار القادة الدينيين، أن تذكروا السلطات بالتداعيات الوخيمة لعدم احترام القانون وأن تمنعوها من مواصلة اللجوء إلى القمع في الجمهورية الإسلامية». ونشر البيان على موقع موسوي وموقع حزب كروبي «اعتماد ملي». وندد القياديان بطريقة إدارة الانتخابات الرئاسية التي شابتها عمليات تزوير واسعة كما يقولان، واعتبرا أن الحكومة الجديدة للرئيس محمود أحمدي نجاد لن تكون لها أية شرعية. واتهم قادة المعارضة الثلاثة النظام بـ«البربرية»، ونددوا بـ«الأساليب المعتمدة في التحقيقات التي تذكر بالمرحلة الظلامية للشاه».

إلى ذلك، دعا رئيس مجلس الشورى (البرلمان) علي لاريجاني أمس السياسيين في إيران «لأن لا يمنحوا العدو مجالا وفرصة دعائية»، مضيفا أن «من الضروري أن نبادر لإصلاح المسار من خلال النقد الذاتي». أوضحت وكالة «مهر» أن لاريجاني أشار أمس في الجلسة الأولى بعد ختام العطلة الصيفية لمجلس الشورى، إلى الأحداث الأخيرة التي وقعت في البلاد. وقال لاريجاني إن عظمة الانتخابات الرئاسية العاشرة ومشاركة 85 في المائة من الناخبين في الاقتراع، أبرزتا نموذجا من التعايش الاجتماعي الديمقراطي الديني للنظام الإسلامي، وليس من المستغرب أن يبذل الأعداء، خاصة أميركا وإسرائيل، جهودهم من أجل المساس بهذه المكانة، وتشويهها». ثم تساءل: «هنا يوجد سؤال رئيسي، لماذا يوفر السياسيون المجال والفرصة الدعائية للعدو، ليتشجع الغرب على إطلاق الكلام اللاذع والتصورات الواهية» بحق الجمهورية الإسلامية. وحسب وكالة «مهر»، فإن لاريجاني علق على التصريحات الأخيرة لوزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون التي قالت فيها إن واشنطن وفرت المجال للحوار مع طهران، «لكن يبدو أن انشغالهم بقضاياهم الداخلية يمنعهم من اتخاذ القرار». وأضاف لاريجاني: «طبعا ليس سيئا أن يستغرقوا في تخيلاتهم هذه، لكن من المناسب والضروري أن نبادر لإصلاح المسار من خلال النقد الذاتي».