مدريد تعمل على عقد قمة أوروبية مع الرباط في إحدى المدن المغربية

وزير الخارجية الإسباني يتوقع انعقادها خلال النصف الأول من 2010

TT

قال وزير الخارجية الإسباني، ميغيل أنخيل موراتينوس، إن بلاده تعمل من أجل انعقاد قمة بين الاتحاد الأوروبي والمغرب في إحدى المدن المغربية خلال الأشهر الستة الأولى من العام المقبل، حينما تتولى إسبانيا الرئاسة الدورية للاتحاد. وتراهن مدريد على تدعيم سياسة الجوار مع المغرب وغيره من البلدان الأفريقية، حيث يتوقع أن تلعب جزر أرخبيل الكناري، قاعدة الانطلاق نحو موريتانيا والسنغال وغيرهما من الدول الأفريقية المطلة على المحيط الأطلسي. وكان موراتينوس عبر عن الأمنية نفسها مباشرة بعد التوقيع في بروكسل، على اتفاق «الوضع المتقدم» الذي منحه الاتحاد الأوروبي إلى المغرب، بل إن رئيس الدبلوماسية الإسبانية، كان متحمسا ومبتهجا ربما أكثر من المغاربة أنفسهم، حينما وصف الحدث في حينه بـ«الخبر السار»، لكن الرباط لم تعلن منذ ذلك الوقت عن موقفها من فكرة عقد القمة الأولى بين قادة دول الاتحاد والعاهل المغربي الملك محمد السادس في المغرب.

واعتبر وزير خارجية إسبانيا العشرية الأولى من حكم العاهل المغربي «فترة مضيئة في التطور السياسي للمغرب الحديث، تميزت بعدة إصلاحات كبرى في مختلف المجالات السياسية والاجتماعية». واستشهد موراتينوس خلال حديث أدلى به الليلة قبل الماضية إلى محطة إذاعية إسبانية بالإصلاحات التي تحققت في المغرب من طرف ملك البلاد، والتي استفادت منها فئات واسعة بينها المرأة على الخصوص، كما أشار إلى الرؤية الاقتصادية الجديدة المتبعة التي ساعدت على تطور الفئات الاجتماعية الوسطى في المغرب. وأضاف قائلا «كل مسلك له طريق وقابل للتطور والتحسن، والمهم أن الحصيلة إيجابية في المغرب».

وتطرق موراتينوس إلى العلاقات الثنائية بين بلاده والمغرب، التي يقال إنها تجتاز مرحلة فتور في المدة الأخيرة، وقال إن المغرب هو الجار الأساسي والجوهري بالنسبة لإسبانيا، معربا عن اعتقاده أن مستوى الثقة بين البلدين سيقوى في المستقبل.

إلى ذلك، يعتبر تصريح موراتينوس، الموجود خارج بلاده، بمناسبة ذكرى تولي العاهل المغربي الحكم في بلاده، أول موقف علني يصدر عن مسؤول حكومي إسباني رفيع. وفي السياق نفسه، تواصل الصحافة الإسبانية بمختلف توجهاتها الحديث عن السنوات العشر من عهد الملك محمد السادس، حيث تمزج الوصف بالتحليل الذي لا يخلو في الغالب من نظرة جزئية غير منصفة لا تدرك، لسبب من الأسباب، حقيقة وعمق التحولات التي جرت في المغرب في ظرف عقد من الزمان. لكن يمكن القول إن تقييمات الصحافة في مجملها ليست بالانحياز التام الذي درجت عليه في السنوات الماضية، بل توجد تقييمات مشابهة أو أقل حدة من التي نشرتها الصحافة المغربية المستقلة.