الصومال: طرد 5 نواب من البرلمان.. والحزب الإسلامي يعلن عن تشكيل إدارة لمقديشو

بعد أن تغيبوا عن الجلسات الاعتيادية لأكثر من 4 أشهر وهي المدة القانونية

عنصر من الميليشيات الإسلامية المتشددة يقوم بدورية في أحد شوارع العاصمة الصومالية مقديشو أمس (رويترز)
TT

أعلن رئيس البرلمان الصومالي الشيخ آدم مدوبي عن طرد 5 نواب من البرلمان الصومالي من عضوية البرلمان، وتوجيه تحذير إلى مجموعة أخرى من النواب بطردهم من عضوية البرلمان إذا لم ينتظموا في حضور جلسات البرلمان.

ومن بين النواب الذين تم الإعلان عن طردهم من البرلمان إسماعيل محمود بوبا وزير الخارجية الصومالي السابق، وأحمد محمد إسلان أحد قادة المحاكم الإسلامية. وقال رئيس البرلمان إن النواب المفصولين من عضوية البرلمان أمس تغيبوا عن الجلسات الاعتيادية لأكثر من 4 أشهر وهي المدة القانونية المسموع بها بتغيب عضو البرلمان عن الجلسات.

ومن النواب الذين تم توجيه التحذيرات إليهم علي محمد جيدي رئيس الوزراء الصومالي السابق وسياسيون آخرون بارزون.

وتعرض المقر المؤقت للبرلمان الصومالي لقصف بقذائف الهاون من قبل المقاتلين الإسلاميين أمس، وتزامن القصف في وقت كان فيه النواب مجتمعين في المقر لعقد جلسة حضرها الرئيس الصومالي شريف شيخ أحمد لمناقشة الاتفاق الذي وقعته الحكومة الصومالية مع كينيا حول ترسيم حدود الجرف القاري بين البلدين في أبريل (نيسان) الماضي، وسقطت عدة قذائف الهاون في محيط مقر البرلمان لكنها لم تؤدِّ إلى إصابات في صفوف أعضاء البرلمان الذين اضطُروا إلى إنهاء الجلسة والفرار من المكان، وأعلن رئيس البرلمان آدم مدوبي إنهاء الجلسة، وإجلاء النواب من القاعة، على أن يتم استئناف الجلسات صباح اليوم الثلاثاء.

وكان البرلمان الصومالي قد استأنف جلساته بعد نحو 3 أشهر من تعليقها لأسباب أمنية في أبريل (نيسان) الماضي، وكان البرلمان الصومالي يعقد اجتماعاته في مجمع تابع للشرطة الصومالية بشمال العاصمة، لكن هذا المقر سقط بيد المقاتلين الإسلاميين قبل نحو أسبوعين وانتقلوا إلى مبنى تابع لمحافظة العاصمة قرب ميناء مقديشو وهو الذي تعرض للقصف الصاروخي أمس، وبدأ القصف عقب انتهاء الرئيس الصومالي من خطابه الافتتاحي أمام أعضاء البرلمان، ولم يحمل خطاب الرئيس شيئا جديدا, لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم الصاروخي الذي استهدف مقر البرلمان.

وشهدت العاصمة مقديشو منذ الليلية وحتى اليوم مواجهات متقطعة وقصفا مدفعيا كثيفا.

وشن المقاتلون الإسلاميون هجوما خلال الليل على موقع تابعة لقوات الاتحاد الإفريقي لحفظ السلام في العاصمة، وتحديدا المناطق القريبة من تقاطع الكيلو4، وشارع مكة الذي يربط بين القصر الرئاسي والمطار الدولي، تلا ذلك قصف مدفعي لعدد من المناطق من بينها سوق «البكارو»، وأسفرت المواجهات الأخيرة عن مصرع 6 أشخاص علي الأقل وإصابة أكثر من 20 آخرين معظمهم من المدنيين. من جهة أخرى أعلن الحزب الإسلامي أمس عن تشكيل إدارة جديدة تابعة له لإقليم بنادر (العاصمة وضواحيها)، وتشمل الإدارة الجديدة محافظ العاصمة ونائبه، ومسؤول الحسبة (الشرطة) ونائبه، ومسؤول القضاء ونائبه. وعين الحزب «معلم حاشي معلم فارح» وهو أحد القيادات الميدانية للحزب الإسلامي، محافظا لإقليم العاصمة، وتعهد المحافظ الجديد من الحزب الإسلامي باستكمال تشكيل أجهزة إدارته، وطالب من سكان العاصمة الوقوف إلى جانب المجاهدين على حد تعبيره، وقال إنهم يريدون تطبيق الشريعة الإسلامية في العاصمة والمناطق الصومالية الأخرى الأخرى. وبهذه الخطوة يكون في العاصمة 3 إدارات: الأولى تابعة للحومة الصومالية ويرأسها محمد عثمان علي طغحتور، والثانية تابعة لحركة الشباب المجاهدين ويرأسها «الشيخ علي محمد حسين» والثالثة تابعة للحزب الإسلامي والتي تم الإعلان عنها اليوم ويرأسها «معلم حاشي محمد فارح، وينتمي المحافظون الثلاثة إلى قبيلة واحدة على الرغم من انتماءاتهم المختلفة. وكان رئيس إدارة العاصمة التابعة للحكومة الصومالية «محمد طغحتور» قد أعلن الأسبوع الماضي عن تسريح موظفي الإدارة بشكل مؤقت لأسباب أمنية، بعد أن سيطر المقاتلون الإسلاميون على مديريات جديدة في العاصمة. إلى ذلك قال الجنرال فرانسيس أوكيلو قائد قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الإفريقي (الأميصوم) لـ«الشرق الأوسط» إن اللجنة الرباعية التي تم مؤخرا الإعلان عن تشكيلها بمشاركة الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والحكومة الانتقالية والقوات الإفريقية, تمثل فرصة جيدة للصوماليين يجب التمسك بها لإحلال الاستقرار والأمن المفقودين في البلاد وبخاصة العاصمة مقديشو.

وأضاف في اتصال هاتفي من مقره في العاصمة مقديشو: «الاستقرار هو كل ما يحتاجه الصوماليون الآن أكثر من أي شيء آخر, وهذه فرصة طيبة يتعين عليهم الاستفادة بها لتحسين مستقبلهم».