«حزب الله» يتهم الأمم المتحدة بالنظر «بعين إسرائيلية».. ويعلن أن المقاومة أقوى مما كانت عام 2006

السفير الإيطالي «ليس متأكدا» من عودة علاقات «يونيفيل» وأهالي المنطقة إلى سابق عهدها

وحدة من الجيش الكوري الجنوبي تحتفي أمس، في قاعدة عسكرية كورية، بوداع الجنود المنتقلين إلى لبنان في عملية تبديل لزملائهم في القوات الدولية (إ.ب.أ)
TT

جدد أمس رئيس المجلس التنفيذي في «حزب الله»، السيد هاشم صفي الدين، التأكيد أن «المقاومة أقوى بكثير مما كانت عليه في يوليو (تموز) 2006». وفي احتفال نظّمه الحزب في «الذكرى السنوية لشهداء المقاومة الإسلامية والذكرى الثالثة لحرب يوليو (تموز) الإسرائيلية على لبنان»، قال «إذا فكر العدو، في يوم من الأيام، في أن يعتدي على وطننا وشعبنا وأرضنا، فإن المقاومة المنتصرة في تموز هي اليوم أقوى بكثير مما كانت عليه في تموز 2006 وستبقى جاهزة دائما للدفاع عن الجنوب ولبنان وإلحاق الهزيمة النكراء بهذا العدو الصهيوني».

وأضاف «أهل الجنوب هم اليوم أكثر الناس تمسكا بالمقاومة وسلاحها وشبابها ومجاهديها، لأنهم يعرفون جيدا أن مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وكل المناطق التي ما زالت تحت الاحتلال لا يمكن أن تعود إلا بالمقاومة وأن الحرية والأمان لا يمكن أن يكونا إلا بالمقاومة». وسأل «قبل أن يتباكى البعض على القرار 1701 هل الإسرائيلي التزم وهو ما زال يحتل الغجر وما زالت طائراته تدخل إلى سماء لبنان، وهل هناك مصداقية للمجتمع الدولي الذي وقف يتفرج علينا في حرب تموز وعلى أطفالنا ونسائنا وبيوتنا وهي تدمر؟». واعتبر أنه «ليس من قبيل الصدفة أن تلتقي مع بعض الجهات اللبنانية في الحديث عن القرار 1701 في عرقلة حكومة الوحدة الوطنية وفي التعرض الدائم لأهل الجنوب والمقاومة وسلاحها. وهذا ليس صدفة لأن مصلحتهم المشتركة هي واحدة وهي ألا يكون لبنان موحدا وقويا، لكن مصلحتنا في المقابل هي أن يكون لبنان موحدا وقويا». ورأى «أن الولايات المتحدة الأميركية لا تعرف إلا المصلحة الإسرائيلية وهي المدافع الأول والدائم عن سياسات إسرائيل في المنطقة، وهي حينما تمارس سياستها في لبنان إنما تريد أن تحفظ المصالح الإسرائيلية». وقال «ليس وظيفة أحد في لبنان والمنطقة أن يريح العدو الإسرائيلي. ومن كان يعتقد أن وظيفته هي أن يوجد الاطمئنان لدى العدو الإسرائيلي، فنحن نقول لهؤلاء بكل وضوح، إذا أردنا أن يبقى لبنان آمنا مطمئنا فوظيفتنا هي أن نبقي العدو الإسرائيلي قلقا». ورأى أنه «في اللحظة التي يشعر فيها العدو الإسرائيلي بأن لبنان أصبح ضعيفا فإن الحرب ستقع في اليوم التالي لأن للعدو الإسرائيلي ثأرا من لبنان وهو ما زال مستنفرا منذ حرب تموز في كل هذه المناطق، ويأتي البعض ليوجه الحديث عن المقاومة وسلاحها من أجل أن يحقق الهدف الذي عجز كل العالم عن تحقيقه في حرب تموز». من جهته، قال رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد إن «هناك انحيازا واضحا تمارسه الإدارة الأميركية سواء في السياسة الداخلية أو في الخروق والتجاوزات التي تحصل في الجنوب لمصلحة العدو الصهيوني من أجل أن توظفها للضغط على المقاومة». وأضاف «لا نرى في الادعاءات الأميركية أن المقاومة تمارس خروقا للقرارات الدولية إلا ادعاءات باطلة مردودة، تهدف إلى تغطية كل الخروق الإسرائيلية التي تفتح أبواب فرض وقائع جديدة ميدانيا». وأكد أن «العدو الصهيوني بعد حرب تموز لن يستطيع أن ينفذ مشروعه عبر البوابة اللبنانية، وهو أعجز من أن يمرر مشروعا دوليا استكباريا عبرها. وعليه أن يفكر في بوابة أخرى، فالمقاومة له بالمرصاد»، مؤكدا أنها «اليوم أقوى مما كانت عليه».

كذلك، قال عضو الكتلة نفسها، النائب نوار الساحلي، أن «اتهام البعض لنا بمهاجمة الأمم المتحدة، اتهام غير صحيح، رغم أن الأمم المتحدة تنظر بعين واحدة وهي العين الإسرائيلية. ونحن لا نعول عليها لأن هناك آلاف الخروق الإسرائيلية على لبنان، ولا من يسأل أو يتابع، ودائما الضحية هي المذنبة». واعتبر أن «ما حصل مع الأمم المتحدة هو غيمة صيف عابرة حاول البعض التركيز على الموضوع لتتغير المعادلة وفشل»، مطمئنا إلى أن «الأمور ستعود إلى طبيعتها بين الجيش والأمم المتحدة عن اقتناع. وأنا على يقين أن هذا الأمر لم يؤثر في شعبنا. وهناك بعض السخفاء يتحدثون عن تحرش واعتداء للمقاومة على الأمم المتحدة هؤلاء لن نرد عليهم لأنهم سخفاء».

وفي السياق نفسه، قال عضو كتلة «التحرير والتنمية»، التي يرأسها رئيس مجلس النواب نبيه بري، النائب علي بزي، إن «المطلوب ليس تغيير قواعد الاشتباك، إنما الضغط على إسرائيل والعمل لوقف عدوانها واستباحاتها بنود القرار الدولي 1701 ووقف انتهاكاتها سيادة لبنان برا وبحرا وجوا»، مؤكدا «حرص اللبنانيين وأبناء الجنوب على وجه الخصوص على متانة العلاقة مع القوات الدولية وتطوير صيغ التعاون بين الأهالي وجنود قوات الطوارئ الدولية وضباطها».

ورأى عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب أنور الخليل أن «خيار المقاومة جاء بديلا للخيارات السابقة التي فشلت منذ بدء الصراع العربي – الإسرائيلي. وتجربة لبنان الناجحة في هذا السياق، تدفعنا إلى التمسك بهذا الخيار طالما أن العدو لا يزال يحتل الأرض ويمارس اعتداءاته اليومية. وهنا لا بد من تأكيد تمسك اللبنانيين عموما، والجنوبيين تحديدا، بحقهم في الاحتفاظ بعنصر المقاومة لردع أي اعتداء على لبنان وذلك بالتنسيق الدائم مع قيادة الجيش الوطني الذي شكل الحاضن الأساس لأهل الجنوب ومقاومته».

وفي احتفال نظمته وحدة المروحيات الإيطالية العاملة في إطار القوة الدولية المعززة في الجنوب «يونيفيل»، أمل السفير الإيطالي لدى لبنان غبريال كيكيا في «أن تتمكن القوات الدولية المنتشرة جنوب الليطاني من المساهمة في ترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة بالتعاون والتنسيق مع الجيش اللبناني والسكان». وشدد على «العلاقات الطيبة التي تربط اليونيفيل بالأهالي». وقال «لست متأكدا أن العلاقات بين (يونيفيل) وأهالي المنطقة ستعود إلى سابق عهدها». أما قائد «يونيفيل» الجنرال كلاوديو غراتسيانو، فقال «نعمل هنا ونضحي لينعم أبناء هذه المنطقة بالاستقرار والسلام»، مضيفا أن «الكثيرين سقطوا من أفراد القوات الدولية على مذبح السلام في جنوب لبنان كما سقط الكثير من أفراد شركائنا في مهمتنا في الجيش اللبناني أيضا»، آملا في «استمرار التعاون والتنسيق بين الجانبين ومع السكان المحليين».