ميليباند يدعو إلى الحوار مع معتدلي طالبان

أفغانستان تتوصل لهدنة مع طالبان في منطقة نائية قبيل بدء الانتخابات

مؤيدون للرئيس حميد كرزاي يعلقون صورته في مقاطعة تاخار شمال أفغانستان خلال حملة انتخابية لأنصاره (إ.ب.أ)
TT

حث وزير الخارجية البريطانية ديفيد ميليباند الحكومة الأفغانية على بذل المزيد من الجهد لإجراء حوار مع العناصر المعتدلة في حركة طالبان. ودعا ميليباند لتبني «استراتيجية سياسية للتعامل مع التمرد عن طريق المصالحة وإعادة التكامل» وقال «إن التقدم الاستراتيجي يعتمد على تقويض قوى التمرد من خلال السياسات». وأضاف أن هذا أهم شيء لأن المتمردين الأفغان يمثلون «تحالف مصلحة واسع النطاق ولكنه ضحل» ولذلك فهم منقسمون. ومن ثم فإنه من المهم أن نقدم للمتمردين الذين يظهرون الرغبة في العيش وفقا للدستور الأفغاني فرصة لكي يتركوا أسلحتهم وأن نحميهم ضد انتقام زملائهم السابقين إذا فعلوا ذلك». ولكن في الوقت نفسه يجب على الحكومات الغربية أن تستمر في قتال التمرد بقيادة طالبان حتى يشعر المقاتلون بأن لا مستقبل لهم في القتال. وأضاف «في نهاية الأمر فإن الخيار سوف يكون بيد المتمردين إذا كانوا يريدون توفيق أوضاعهم أم لا». وكان ميليباند يتحدث في مقر حلف شمال الأطلسي «الناتو». ويشارك حوالي 9000 جندي بريطاني حاليا في العمليات العسكرية للحلف في أفغانستان حيث تعد بريطانيا ثاني أكبر دولة ترسل جنودا إلى هناك بعد الولايات المتحدة الأميركية. وأثارت قضية المهمة البريطانية في أفغانستان تساؤلات جديدة في بريطانيا في أعقاب وفاة 20 جنديا بريطانيا في شهر يوليو (تموز) الجاري فيما يعد الشهر الأكثر دموية للقوات البريطانية منذ أن بدأت عملها في أفغانستان. من جهته صرح وزير التنمية الدولية البريطاني دوجلاس الكسندر أمس بأن بريطانيا تعتقد أن عملية السلام في شمال أيرلندا يمكن أن تكون نموذجا يحتذى به لإنهاء الصراع في نهاية الأمر في أفغانستان عن طريق «إجراء محادثات مع أعضاء طالبان الأكثر اعتدالا». وقال دوجلاس الكسندر في حوار مع شبكة هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» إنه أصبح من الصعب للغاية علي السياسيين أن يوضحوا للشعب البريطاني «الرسالة الصعبة» المتمثلة في تزايد أعداد الوفيات في أفغانستان.

إلى ذلك أعلن سياماك هيراوي المتحدث باسم الرئاسة الأفغانية أمس أن مسلحي طالبان في إقليم أفغاني غرب البلاد وافقوا على وقف إطلاق النار وعدم مقاطعة الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في 20 أغسطس (آب) القادم. وقال هيراوي إنه تم التوصل للهدنة يوم السبت الماضي بحضور قادة طالبان المحليين في منطقة بالا مورغاب في إقليم بادغيس بوساطة من حكماء محليين. وأضاف «إنه وفقا للاتفاق فقد وافق قادة طالبان على سحب قواتهم من ثلاث مناطق في الإقليم وتسليم السلطة للحكماء المحليين» وأشار إلى أن القوات الحكومية لن تهاجم المسلحين طالما كانت الهدنة سارية. وقال «إن مسلحي طالبان وافقوا أيضا على عدم التعرض لعمل اللجنة الانتخابية في الإقليم والسماح للمرشحين الرئاسيين بفتح مكاتب حملاتهم الانتخابية». وأشار إلى «انه لم يحدد موعد نهائي لوقف إطلاق النار ونحن نرحب به ما دام ساري العمل به». وقال هيراوي إن هذا الاتفاق يعد الخطوة الأولى في سلسلة الجهود المماثلة التي تقوم بها الحكومة من أجل ضمان جو آمن يوم الانتخابات وأضاف «إن هذا أول مكان نطبق فيه مثل هذا الاتفاق ولدينا خطط للتوصل لاتفاقات مماثلة مع عناصر مناهضة للحكومة في أجزاء أخرى من البلاد».

وقد تصاعدت موجة العنف التي تقودها طالبان في أنحاء البلاد بحلول فصل الصيف ومع انضمام آلاف التعزيزات الأميركية للقتال ضد المسلحين الإسلاميين. ويشارك آلاف من الجنود الأميركيين والبريطانيين والكنديين في الهجمات الكبيرة ضد طالبان في جنوب وشرق أفغانستان من أجل توفير ظروف أكثر أمنا للانتخابات القادمة. ويشترك في السباق الرئاسي حوالي 40 مرشحا منهم كرازاي وسيدتان. وعلى الرغم من أن كرازاي يبدو أنه المرشح الأوفر حظا في الفوز في الانتخابات فإن العنف المتزايد في مناطق جنوب وشرق البلاد التي تعد القاعدة السياسية له من المرجح أن يصعب على كرازاي مهمة الحصول على أكثر من 50 % من الأصوات والفوز في الجولة الأولى.

وأفادت مصادر أن حكومة كرازاي ورجال حملته الانتخابية يجرون اتصالات ببعض قادة طالبان في الجنوب في محاولة منهم لإقناعهم بعدم تعكير جو الانتخابات في هذه المناطق.