باكستان تساعد واشنطن في البحث عن الجندي الأميركي الأسير

إسلام آباد زادت من تعاونها عبر الحدود مع أفغانستان للمرة الأولى خلال السنوات الأخيرة

TT

أفاد مسؤولون عسكريون أميركيون أن تبادل المعلومات الاستخبارية والتعاون العسكري بين الولايات المتحدة وباكستان آخذ في الزيادة، وأن جهودهم لاستقطاب القادة الرئيسيين في إسلام آباد ربما تكون قد بدأت تؤتي ثمارها. وأشاروا إلى أن باكستان زادت من تعاونها عبر الحدود مع أفغانستان للمرة الأولى خلال السنوات الأخيرة، حيث يقومون بإشعار الأفغانيين والقوات الأميركية بعملياتهم التي يشنونها ويطلبون استجابة منسقة لحصار المقاتلين الإسلاميين. كما يقدم المسؤولون الباكستانيون أيضا معلومات استخبارية للمساعدة في عملية البحث عن الجندي الأميركي المخطوف في شرق أفغانستان.

بيد أنه خلال تلك الفترة كانت الولايات المتحدة تتقاسم المعلومات الاستخبارية مع المسؤولين الباكستانيين حول نتائج رحلات الطائرات العسكرية الأميركية بدون طيار التي تستهدف جمع المعلومات الاستخبارية للمناطق التي ينتشر فيها المتمردون في باكستان.

وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى «هذا أفضل مستوى من التعاون شهدته من قبل، ولقد رأيت الكثير». وتأتي الخطوة في وقت ضاعفت فيه القوات الباكستانية من جهودها ضد المتمردين المحليين واكتسبت الثقة عبر سلسلة من العمليات الناجحة.

وكانت إسلام آباد قد ترددت لفترة طويلة في تحويل انتباهها من خصمها (الهند) للتعامل مع تهديد طالبان و«القاعدة» في المقاطعات بالقرب من الحدود مع أفغانستان. لكن الجيش بدأ هذا العام في حملة مقاومة للتمرد على مدار ثلاثة أشهر في وادي سوات الواقع على بعد أقل من 100 ميل من العاصمة الباكستانية بهدف طرد مقاتلي طالبان الذين استولوا على المنطقة.

وقال مسؤول عسكري أميركي بارز، شريطة عدم ذكر اسمه لدى مناقشة تقاسم المعلومات الاستخبارية الحساسة «كان الباكستانيون يحاربون بقوة خلال الشهور الثلاثة الماضية». على الجانب المقابل من الحدود أشار الكولونيل كيفن فاغيدز، الذي يشرف على تدريب قوات الأمن الأفغانية، إلى أن التعاون يتزايد في الأقاليم الحدودية الثلاثة الشرقية حيث يعمل. وأضاف فاغيدز «كان الباكستانيون يقومون في السابق باتصالات مع القوات الأفغانية أو المدربين الأميركيين بعد وقوع العملية لمناقشة نتائجها. لكن في خلال ثلاث مرات في الأسابيع الماضية ناقشوا ونسقوا عمليات مسبقا وطلبوا من القوات الأفغانية منع المقاتلين من الهرب».

وقال فاغيدز «أتوقع حدوث تقدم كبير خلال الشهور الستة القادمة، فروح التعاون قائمة بالفعل، والباكستانيون حققوا نجاحا كبيرا فيما يقومون به. وقد بدأ الجميع في دراسة ما قد يحدث على الجانب الآخر من الحدود عندما يقومون بعملياتهم».

ربما يكون ازدياد التعاون الحالي ناتجا عن التفهم الواضح بين الباكستانيين بأن المقاتلين يمثلون تهديدا جديا للبلاد. وقد أسهم النجاح في سوات بالكثير أيضا.

بيد أنه برغم ذلك لا تزال العلاقات بين الولايات المتحدة وإسلام آباد غير مستقرة، فالمسؤولون الأميركيون يواصلون الضغط برفق على الباكستانيين لقبول عدد أكبر من المدربين الأميركيين لتدريب قواتهم على عمليات مكافحة التمرد.

وعلى الرغم من إمكانية مساهمة تقاسم المعلومات الاستخبارية في تحسين العلاقات السياسية بين إسلام آباد وواشنطن، فإن العلاقات تظل في مجملها معقدة وهشة، ويستمر القادة الأميركيون في شجبهم لهجمات الطائرات الأميركية بدون طيار على أهداف المقاتلين في المنطقة القبلية من البلاد، وبما يعود ذلك بصورة جزئية إلى أن الهجمات لا تحظى بشعبية على الإطلاق بين الباكستانيين، فقد قتلت تلك الهجمات مشتبها بهم لكنها سببت أيضا خسائر بين المدنيين العزل مما أغضب أولئك الذين نظروا إلى تلك الهجمات على أنها انتهاك لسيادة دولتهم.

علاوة على ذلك عبّر بعض القادة الباكستانيين عن مخاوفهم بشأن الحملة الأميركية الأخيرة في إقليم هلمند الأفغاني. وتعتقد الحكومة الباكستانية أن العملية العسكرية الأميركية في هلمند ستدفع المقاتلين للتوجه إلى باكستان خاصة إقليم بلوشستان حيث تحاول الحكومة الباكستانية قمع حركة انفصالية.

كما طلب مسؤولون أميركيون من الجيش الباكستاني اعتقال بيت الله محسود، قائد المقاتلين، الذي يحمّله الأميركيون مسؤولية الهجمات الانتحارية في باكستان. وعلى الرغم من أن الجيش الباكستاني لم يبدأ بعد حملة واسعة ضد مقاتلي طالبان منطقة جنوب وزيرستان فإن مسؤولا أميركيا عبر عن سروره بالخطوة الأولى التي تشكل بداية للعمليات ضد بيت الله محسود.

* «لوس أنجليس تايمز» خاص بـ«الشرق الأوسط»