اليمن السعيد.. الخروج من النفق (7): مشروع لإقامة 4 مدن جديدة حول صنعاء.. بمليارات الدولارات

دراسات وخبراء يحذرون من انتشار عشوائيات البناء واختفاء جماليات المعمار اليمني

مبنى يمني حديث (من مرحلة البناء الجديدة) بطراز معماري قديم («الشرق الأوسط»)
TT

تعتزم محافظة صنعاء بناء ما لا يقل عن أربع مدن جديدة تحيط بمدينة صنعاء، عاصمة البلاد، بحيث لا تقل المسافة بين كل مدينة من هذه المدن التي يجري الإعداد لإقامتها، ومدينة صنعاء، عن عشرة كيلومترات وحتى أربعين كيلومترا. ومع أن الحكومة تُعد لطرح هذه المدن الأربع الجديدة، التي ستبلغ كلفتها مليارات الدولارات على المستثمرين اليمنيين والعرب والأجانب، إلا أن الحكومة لديها، ولدى محافظة صنعاء أيضا، شروط جوهرية تتعلق بطبيعة بناء المدن المقترحة، بحيث لا تقل في تصميمها المعماري، وفي مظهرها الخارجي عن الطابع العام الذي تتميز به غالبية المدن اليمنية، وصنعاء على وجه الخصوص، مع إضفاء الطابع العصري والتحديثي على هذه المباني القادمة في الطريق.

المقترح حتى الآن، أن يقترب الشكل العام للمدن الحديثة بالطابع الذي توجد عليه مدينة صنعاء، خاصة التوسعات التي أشرفت الحكومة على القيام بها، خلال السنوات الأخيرة، وأضفت عليها الأجواء المعتادة لمباني صنعاء المزخرفة، إضافة لتنسيق معماري وهندسي وفني أضفى نوعا من الغموض والسحر على هذه المباني التي لا يزيد عمر بعضها على ثلاث سنوات، لتتناغم مع الطراز البنائي لصنعاء القديمة الذي يعود لمئات السنين.

وأصبحت مباني مدينة صنعاء الحالية تنقسم إلى ثلاث مراحل، الأولى تعود للمدينة الموغلة في القدم، التي تأسست منذ نحو خمسمائة سنة على مساحة صغيرة من القاع الجغرافي الفسيح المحاط بالجبال من كل جانب.. هذه المدينة القديمة، التي يعني اسمها «حُسن صنعة ما فيها»، كانت حتى النصف الأول من القرن الماضي، محاطة بأسوار وتغلق أبوابها على سكانها مع حلول المساء، حتى الصباح، كانت حدودها لا تزيد على حدود السور الطيني الدائر حولها.. أي حوالي ثلاثمائة فدان. والمرحلة العمرانية الثانية لمدينة صنعاء بدأت خارج أسوارها القديمة، بموجة بناء شابها الكثير من العشوائية، وانطلقت بنهاية الحكم الإمامي وقيام الثورة اليمنية في ستينات القرن الماضي. ومع تزايد «العمران العفوي» حول المدينة القديمة أصبح موقعها، بِحَاراتِها الضيقة، ومساجدها الصغيرة، لا تمثل سوى «قطعة في جانب» من القاع الجغرافي الفسيح الذي تقوم عليه مدينة صنعاء كاملة حاليا، ليتغير مركز المدينة، ويصبح «وادي السايلة»، وهو مجرى للسيل، يقع في وسطها، بعد أن كان سابقا يمر خارج أسوار المدينة القديمة، في مواسم الأمطار.

ويقول محافظ صنعاء، نعمان دويد، إنه «للأسف بعض البناء حتى اليوم فيه عشوائيات، لأن هذا جاء نتيجة احتياج.. حين كان اليمنيون تحت حكم الإمامة، محرومين من البناء، ومن المسكن الجيد، ومن أبسط مقومات الحياة، وحين تم السماح لهم بالبناء، قاموا بالبناء كيفما اتفق»، وإن كان غالبيتها يتسم بطريقة أو بأخرى بأجواء المباني القديمة، وطريقة تصميمها وبنائها. أما المرحلة الثالثة من نمو صنعاء، فتشمل التجمعات السكنية والخدمية التي توسعت العاصمة في إقامتها خلال السنوات العشرين الأخيرة، وحافظت فيها أيضا على رائحة الماضي المعماري العتيق.

ووفقا للمسؤولين في الحكومة سيكون بناء المدن الأربع الجديدة خارج القاع الجغرافي للعاصمة، أي خارج المنطقة المزدحمة للعاصمة والواقعة بين المرتفعات السوداء الشاهقة من جبل نقم شرقا حتى جبل عيبان غربا.

والتوجه العام للإبقاء على الطابع المعماري اليمني الشهير، بدأ منذ عام 1980، حين شرعت الحكومة في تنفيذ برنامج للحفاظ على معالم مدينة صنعاء القديمة وطابعها المعماري الفريد وتطوير الخدمات وإبراز التراث الحضاري فيها، باعتبارها تراثا إنسانيا، وهو الأساس الذي تبنت به المنظمة الدولية للتربية والثقافة والعلوم (اليونيسكو) حملة دولية منذ ذلك الوقت لحماية المدينة من العولمة والحداثة والعبث.

وتمتد مدينة صنعاء الحالية، بقديمها وجديدها، في الاتجاهين الأفقي والرأسي، وبينما تبدو مبانيها مكتسية بالزخارف الغنية وكتل الأبراج والأسوار والمساجد، تشكل في مجملها تراثا يذكّر كل من يزور صنعاء بالأصول المعمارية العائدة إلى الطرز الحميرية في البناء، خاصة أن أحد مباني صنعاء القديمة يبلغ عمره نحو سبعة قرون.

وأعدت الجهات المحلية والدولية العديد من الدراسات التي تستهدف الحفاظ على المظهر اليمني، والحد من المناطق العشوائية، وترسيخ مبدأ البناء المخطط، سواء من خلال الحكومة أو الأهالي، محذرة من عمليات التوسع الحضري الذي لا يخضع للسيطرة.. ومن الدراسات التي أعدها البنك الدولي بهذا الخصوص، وهي من إعداد سونيا سبروت، وأكدت فيها على ضرورة تبني الدولة اليمنية لاستراتيجية محددة لتخطيط المناطق الحضرية الهامشية في البلاد، ومراجعة الوضع الراهن للإسكان، بعيدا عما أسمته الدراسة «الاستثمار التخميني».

وتقول الدراسة إن 47.7% من العائلات في صنعاء يستأجرون مساكنهم، وأن ما يتراوح بين 50% إلى 75% من الأُسر في المدن اليمنية الرئيسية «يعيشون في ظروف سكن مزدحمة»، كما أوصت دراسات أخرى بوضع خطط شاملة لحل مشكلة الإسكان، والبعد عن التكدس العمراني داخل المدن التي أصبحت مزدحمة أصلا بسكانها، بحسب ما يقوله المهندس عبد الرحمن علي، صاحب مكتب استشارات هندسية بصنعاء، والذي يعلق على خطة الحكومة التوسع في إنشاء مدن جديدة حول العاصمة، بأنه.. «مشروع من الممكن أن يخفف الضغط على مدينة صنعاء، التي تنمو بشكل متزايد بسبب الهجرة من الريف إلى المدينة وإقبال مستثمرين عرب، أو يمنيين يعيشون بالخارج، على الاستثمار العقاري في المدينة». ويشير المهندس «علي» إلى مشكلة العقارات التي تعاني منها صنعاء القديمة، وهي نظام البيوت الواحدة التي لا تصلح للبيع والشراء أو الاستثمار فيها، خاصة للأسر المتوسطة، لعدة أسباب، فبالإضافة إلى كونها مباني أثرية ممنوع هدمها، واستبدالها بمبان عصرية، هناك مشكلة أخرى تتعلق بالغرض الذي أنشئت من أجله هذه النوعية من المباني، لأنها كانت أساسا معدة للأسر اليمنية التي تعيش في شكل عوائل محافظة بطبعها، وتستخدم المبنى المكون من ثلاثة أو أربعة طوابق في المعيشة، دون أن يكون هناك غرباء ضمن السكان، وبالتالي فإنه في حالة الاستثمار في مثل هذه المباني التي تنتشر بكثرة في الأحياء اليمنية خاصة القديمة منها، يكون من الصعب على الأسرة المتوسطة شراء مبنى كهذا من بابه، لأنه لا البائع يقبل ببيع جزء من هذا المبنى، باعتبار أنه، على اتساعه وتعدد طوابقه، مجرد مبنى واحد مفتوح على بعضه، لا يصلح إلا لعائلة واحدة، كما أن المشتري لا يقبل بالسكن كشريك مع آخرين، حتى لو كان المبنى كبيرا، لأن تأسيس مثل هذه المباني اعتمد على «مطبخ واحد»، و«حمام واحد»، و«مكان واحد لاستقبال الضيوف (الديوان)».

ويوضح المهندس «علي» أن تغيير النمط البنائي في مدن جديدة تقام حول صنعاء سوف يعمل على تحقيق التوازن بين العرض والطلب.. «الطلب كبير والعرض ليس هو ما أصبح يحتاجه اليمنيون ونحن في الألفية الثالثة». وتأسست بنايات صنعاء قديما معتمدة على أحجار «الجعم» السوداء الصغيرة، وهي أحجار غير منتظمة لكنها ذات صلابة عالية، لكن في الوقت الحالي من النادر استخدامها بعد ظهور مصانع الطوب الأسمنتي ذي المواصفات التي تتماشى مع اللون الرمادي؛ السمة الغالبة على مباني صنعاء.. على الرغم من أن أحجار «الجعم» معروف عنها تحملها للأثقال، ومقاومتها للرطوبة، إلا أن البناء بها لم يعد يُستخدم في العمارات الشاهقة التي تبرز هنا وهناك. وطريقة البناء بـ«الجعم» كانت تستلزم الاستعانة بالتربة الطينية المبللة لكي تملأ الفراغات بين هذه الأحجار، مما يساعد على تلطيف أجواء المناخ الحار، بين جدران البيوت دون الحاجة إلى تكييف صناعي.

وعلى خلاف طريقة البناء الحالية، التي تتطلب وضع أساسات من الخرسانة والحديد المسلح في أعماق التربة، قبل بناء الطوابق المرتفعة، كانت علمية البناء لا تكلف غير توفير «الجعم» والطين والبنائين اليمنيين المهرة بطبيعتهم.. ويقول «جمال»، وهو بنَّاء من صنعاء، ما زال يعمل بالطريقة التقليدية، إن بناء منزل يمني مكون من ثلاثة طوابق أو حتى خمسة، لا يعني أن هناك أُسرا مختلفة ستعيش داخله، ولكن أسرة واحدة، من رجل وزوجته وأولادهما وأقارب لهما من الأسرة ذاتها، كالجد والجدة.. وهذا يختلف عن الهدف من بناء العمارات في الوقت الحالي، لأن الغرض من العمارة الحالية أن يسكن بها عائلات لا تعرف بعضها بعضا، أو أن تقام فيها مكاتب لشركات ومحامين ومحاسبين وغيرهم.

والطريقة التقليدية في البناء، والتي ما زال يفضلها البعض من اليمنيين، تبدأ بحفر الأساسات على عمق لا يزيد على متر أو متر ونصف المتر، حيث إن غالبية الأراضي في صنعاء صخرية، ويكون سُمك جدار الأساس ما بين 70 سنتيمترا ومتر.. وبعد التأكد من صلابة الأساس، يبدأ بناء حيطان الطابق الأول بالحجر البازلتي الأسود، وتليه أحجار بيضاء حيث يتم بناء الجدران الخارجية بطريقة مزدوجة ذات صفين متلاصقين.

ويبلغ سُمك الجدران حوالي 60 سنتيمترا في المتوسط، أما الطوابق التالية، من بعد الأرضي، فيتم بناؤها بالآجر خفيف الوزن، ويحتوي كل دور على فتحات صغيرة تسمح بدخول الإضاءة والتهوية، بخلاف النوافذ التي تسهم، بشكلها، في إضفاء جو من الجلال على البناء. ولا بد من أن تكون واجهات الأدوار المبنية بالياجور غنية بالزخارف والتشكيلات الهندسية المختلفة. أما الأسقف فعبارة عن أخشاب تغطى بالطين والتراب.

ويستعين اليمنيون في التشطيبات والزخرفة داخل دورهم بـ«جصٍّ» والنقوش الحائطية. ويفصل كل طابق عن الآخر، من الخارج، حزام منقوش بأشكال هندسية وزخرفة جصية، ورسوم لنوافذ تبدو كأنها نوافذ حقيقية، فيما يوجد على واجهات كل طابق شرفات تسترها جدران بارتفاع يبلغ نحو متر واحد، لكي تحمي الأطفال من السقوط، وتستر النساء «من عيون البيوت المجاورة»، كما يقول البنَّاء «جمال».

ولا يقتصر الأمر على الحيطان وزخارف الجص، بل يمثل الخشب الذي يوضع للأبواب والنوافذ والشرفات، واحدا من المكونات التي تضيف الطابع الجمالي على البيوت اليمنية، وفي كل مبنى من المباني المنشأة على الطراز اليمني الأصيل، لابد أن يكون بالباب المصنوع من خشب الطنب، أشكال مخرَّمة داخلها رقائق من النحاس الأصفر. وتعطي منظرا خلابا، بعد أن تُدهن بالسليط المخلوط بالقطران، أو تزين بجلد مدبوغ من جلود الحيوانات، لكن مثل هذه الأبواب المشغولة، والنوافذ ذات الكنة (حاجز كاسر لأشعة الشمس) تقتصر غالبا على بيوت الأثرياء. وهي البيوت ذاتها التي ظهرت في الفيلم العالمي «ألف ليلة وليلة» للمخرج الإيطالي بيير باولو بازوليني بداية سبعينيات القرن الماضي.

وبعد زيارتها اليمن، انتهت كاورلين دو ساد، رئيسة تحرير «أرشيتيكتورا فيفر»، وهي من كُبرى الدوريات الفرنسية المتخصصة في فنون العمارة، إلى أن المباني اليمنية القديمة، بتصميم منازلها العالية، يمكن أن تلهم المعاصرين في عملية بحثهم عن فن معماري مُستدام. ورغم الجهود التي تبذلها الحكومة حاليا، لإيجاد تناغم معماري بين الجديد والقديم، فإن المهندس المعماري والمخطط البيئي اليمني سعد سالم، يشير إلى الفارق الشاسع بين ما كانت عليه المباني الصنعانية القديمة، وما تحمله من لغة معمارية طينية فرضتها البيئة والزمن في مرحلة سابقة، وبين المباني الجديدة التي يدخل فيها الحديد المسلح والخرسانة.. «لكن يمكن التعامل مع المعطيات العصرية في البناء من خلال الاستفادة بالتراث المعماري اليمني، خاصة فنون الزخرفة المعمارية داخليا وخارجيا، وهذا ما تم تطبيقه بالفعل في عشرات العمارات التي تم بناؤها أخيرا في الامتدادات العمرانية الجديدة داخل مدينة صنعاء وما حولها».

ولا يخفي المهندس «سالم»، تخوفه من أن تؤدي أعمال البناء المستمرة في ضواحي صنعاء إلى تآكل المظهر الجمالي الذي اعتاد عليه اليمنيون في مبانيهم، وكذا اعتاد زوار اليمن وصنعاء على التغني به، باعتباره من الجماليات العربية التي بدأت تختفي في الكثير من المدن التاريخية بالمنطقة، سواء في مصر (القاهرة) أو العراق (بغداد) أو سورية (دمشق). ويقول «المهندس سالم» إن صنعاء تمكنت حتى الآن من المشي إلى الأمام حاملة ماضيها على كتفيها ويمكن أن ترى العمارات الحديثة في الشارع الذي يقع به المبنى الإداري الجديد لمحافظة صنعاء، بها نفس الألوان والعناقيد والأهلة المحيطة بالنوافذ والشرفات.. وكذلك النوافذ الكاذبة التي تظهر كأنها نوافذ حقيقية»، مشيرا إلى وجود حرص في المربعات السكنية الجديدة بصنعاء، على وجود المساحات الخضراء والساحات الخالية، والجولات (الميادين) الكبيرة»، وهو يرى في جامع «الرئيس الصالح» بالعاصمة صنعاء، أنموذجا معماريا يتضافر فيه التراث مع المعاصرة.

و«المهندس سالم» من الداعين لتوثيق المعالم المعمارية التاريخية، وحمايتها من التلوث بطرز المعمار الغريبة، وتدريس العمارة اليمنية القديمة في المدارس والجامعات، والجهات التنفيذية المسؤولة عن منح تراخيص البناء لأي مشروعات سكنية مقبلة، مشيرا إلى أن قسم العمارة بكلية الهندسة في جامعة صنعاء لم يدخل عليه أي تحديث منذ إنشائه بالجامعة في أواخر الثمانينات.

ويشير الدكتور سالم عوض، الأستاذ بجامعة الأندلس في العاصمة اليمنية، إلى مخاطر دخول الأنماط الغريبة في العمارة اليمنية، لأن هذا سيقود إلى الإخلال بالنمط التقليدي ويطمس هويته المتميزة، مطالبا الجهات الرسمية بالعمل للحفاظ على هوية الطابع البنائي اليمني، وسن التشريعات والتقيد بتطبيقها وتنفيذها.

وزير التعليم العالي والبحث العلمي اليمني، الدكتور صالح باصرة، شدَّد على أهمية ما يقوم به قسم العمارة في كلية الهندسة بجامعة صنعاء، خاصة مع وجود نماذج عمرانية بدأت تظهر هناك وهناك، وهي بعيدة عن الطراز المعماري اليمني، مؤكدا، خلال ورشة عمل ضمن مهرجان هندسي في كلية الهندسة بجامعة صنعاء، خلال شهر يونيو (حزيران) من هذا العام، على أهمية نشر الوعي بالعمارة اليمنية والعمارة العربية، والاستفادة من التطور الذي شهده فن العمارة في العالم.

محافظ صنعاء، نعمان دويد، يشير إلى التوسعات الجديدة في المحافظة، بما فيها المنطقة الجديدة التي تم الانتهاء من تأسيسها، والمعروفة باسم «بيت بوس» جنوبا، ونقل مبنى المحافظة إليها، قائلا لـ«الشرق الأوسط» إن سبب التوسعات يرجع للنمو السكاني الكبير الذي أصبحت عليه مدينة صنعاء.. «تكثر الهجرة من الريف إلى المدن الرئيسية، ليس فقط في اليمن، بل في العالم كله.. فالقادمون إلى صنعاء يبحثون عن أشياء كثيرة؛ هناك من هو قادم للبحث عن فرصة عمل، وهناك من يشارك في العمل السياسي والفعاليات الكبرى، وهناك أصحاب رأس المال الذين يعتبرون صنعاء المركز التجاري الرئيسي»، وأردف موضحا «نعم.. يوجد ضغط كبير على مرافق العاصمة.. ولهذا لدينا توسعات كبيرة.. هناك 26 نفقا يجري تنفيذها الآن بداخل صنعاء.. وفي داخل نطاق المحافظة توجد خطط كثيرة للتوسع.. والجسور والأنفاق والطرق التي تم إنشاؤها في الفترة الأخيرة هي بدعم خارجي، ومن الصناديق الدولية والعربية والإسلامية، إضافة لدعم مركزي من الحكومة».

وفيما يتعلق بخطة بناء مدن جديدة حول صنعاء، يقول إن هذه الخطة تتضمن إقامة حوالي 4 مدن جديدة حول أمانة العاصمة صنعاء.. «هذه التكتلات ستعمل على تخفيف الضغط عن مركز المدينة، ونحن نتمنى أن نكون أبعد من وسط أمانة العاصمة.. ونطمح في بناء مدن جديدة.. لدينا طموح لبناء مدن خالية من العشوائيات». ويضيف: نحن الآن لدينا اتجاه لبناء مدن جديدة مخططة، وستظل الهوية اليمنية موجودة فيها، لكن بتكنولوجيا حديثة، و.. «ستطرح أمام المستثمرين اليمنيين والعرب والأجانب، للجميع، لأي مستثمر.. لدينا في منطقة بني حشيش مكان جميل جدا في أرض كلها خضراء غنية بزراعة الأعناب، وسيقام بها مدينة ترفيهية، أو استثمارية.. وتكاليف هذه المدن ستبلغ مليارات الدولارات، ولن تكون على ميزانية الدولة بل ستكون على نفقة المستثمرين، لكن بالمواصفات التي تضعها السلطة المحلية، سواء فيما يتعلق بعدد بناء الطوابق، أو نوع الأحجار المستخدمة في البناء، والشكل الخارجي.. بحيث يكون هناك انسجام مع الطابع اليمني، وسيتم طرح المرافق أيضا للمستثمرين، عدا الأشياء التي تخص الحكومة أو الأراضي التي تخص المواطنين، حيث سيترك لهم البناء بحريتهم، لكن بشكل منظم، يتوافق مع المظهر العام للمدن الجديدة».