غيتس يؤكد أن انسحاب قواته من المدن «يحقق أهدافه» ويبحث مع المالكي صفقات سلاح

وزير الدفاع الأميركي يصل إلىالعراق في زيارة مفاجئة ويتفقد قواته في الناصرية

TT

وصل وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس العراق في زيارة مفاجئة، وقال إن انسحاب القوات الأميركية المقاتلة من قواعدها في المدن يحقق أهدافه؛ حيث تتولى القوات العراقية زمام الوضع الأمني الهش.

ومن المتوقع أن يتناول غيتس مبيعات السلاح المحتملة للعراق خلال زيارته ويحاول المساعدة في رأب الصدع بين الأغلبية العربية والأقلية الكردية التي يخشى كثيرون أن يقوض الشقاق بينهما المكاسب الأمنية التي تحققت حتى الآن.

وقال غيتس عن التعاون الأميركي ـ العراقي في أعقاب 30 يونيو (حزيران) الذي كان الموعد النهائي لانسحاب القوات المقاتلة الأميركية من قواعدها في المدن «لا يوجد ولي أمر ولا محتل أو مهما كان المسمى الذي تطلقه وإنما هناك إحساس حقيقي بتمكين العراقيين». وكان الانسحاب علامة بارزة في خطة سحب جميع القوات الأميركية من العراق بحلول عام 2011 لكنه أثار المخاوف لدى بعض العراقيين من أن القوات المحلية التي لم تختبر من قبل لن تكون قادرة على منع العراق من الانزلاق نحو إراقة دماء أشد.

ونقلت وكالة «رويترز» عن غيتس للصحافيين بعد إلقاء خطاب أمام الجنود الأميركيين في قاعدة طليل الجوية، في الناصرية جنوب العراق، التي تكسوها أشعة الشمس في أحد أيام الصيف الحارة «أشعر حقا بالتشجيع رغم أنه مر أقل من شهر على الانسحاب»، وقال إن الوضع الأمني «مختلف بصورة مذهلة» عما كان في زيارته الأولى للعراق كوزير للدفاع في ديسمبر (كانون الأول) عام 2006 في ذروة إراقة الدماء الطائفية التي أدت إلى قتل الآلاف من العراقيين منذ الغزو الأميركي عام 2003.

واجتمع غيتس مع نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي كما عقد مؤتمرا صحافيا مشتركا مع وزير الدفاع العراقي عبد القادر جاسم. كما سيزور وزير الدفاع الأميركي إقليم كردستان حيث تزداد الفجوة فيما يبدو بين المسؤولين هناك والحكومة المركزية في بغداد في خلافات حول النفط وأراض متنازع عليها.

ومن المتوقع أن يجتمع برئيس الإقليم الكردي مسعود البرزاني.

ويصر الأكراد على مواصلة مطالبتهم بمناطق مثل كركوك المنتجة للنفط في إطار حرصهم على سيطرة أكبر على احتياطات النفط والغاز.

وتسعى الولايات المتحدة لمنع أي اشتباكات قد تعود بالنفع على مقاتلين من السنة يسعون إلى تصوير أنفسهم على أنهم حصن للعراق من التعديات الكردية.

وقال مسؤول وزارة الدفاع الأميركية الذي طلب عدم نشر اسمه «نحن الآن في موقف يمكننا من القيام بدور الوسيط النزيه». وصرح بأن القوات الأميركية في شمال العراق تقوم بدور هام «لبناء الثقة» في نزاعات ذات صلة بقوات أمن كردية متمركزة خارج كردستان. وأضاف المسؤول أن «البعد العربي ـ الكردي هو على الأرجح الأكثر إلحاحا في الوقت الراهن فيما يتعلق بالقضايا التي نحتاج إلى التعامل معها لتعزيز مكاسبنا الأمنية».

ويأمل غيتس أن يبني محادثاته على ما تحقق خلال المحادثات التي جرت الأسبوع الماضي بين المالكي والرئيس الأميركي باراك أوباما في واشنطن في إطار السعي إلى ما وصفته الدولتان بروابط ثنائية «أكثر طبيعية» مع تواصل الانسحاب التدريجي للقوات الأميركية من العراق.

وجزء من هذا هو مليارات الدولارات التي من المتوقع أن ينفقها العراق على الأسلحة. وكان الفريق أنور أحمد قائد القوات الجوية العراقية قال في وقت سابق إن بغداد تريد أن تشتري في البداية 18 طائرة «إف 16» هذا العام بهدف الحصول على 96 طائرة بحلول عام 2020 مشيرا إلى مخاوف من إيران وسورية.

وقال المسؤول الأميركي «قلنا إننا نعتقد أنها فكرة جيدة أن يحصلوا على مقاتلة متعددة المهام تكون من إنتاجنا.. نعتقد أيضا أنه من مصلحة العراق أن يشتري سلاحه من أقل عدد ممكن من الموردين لأنك تتحدث هنا عن عمليات نقل وإمداد وصيانة وتشغيل متناسق» مع الأسلحة الأخرى.

وسيبحث غيتس مع المالكي والوزراء إمكانية تزويد العراق بأسلحة خصوصا مقاتلات من طراز «إف 16» بهدف زيارة القدرات الدفاعية للعراق. وباستثناء عدد من المروحيات، لا يملك العراق أسطولا جويا، الأمر الذي يحتم عليه الاعتماد على القوات الأميركية للقيام بعمليات.

وكان المالكي التقى خلال زيارته واشنطن غيتس الخميس الماضي لبحث احتياجات الجيش العراقي في مجال التجهيز. وقد أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) جيف موريل بعد اللقاء أن العراقيين «بحاجة لتجهيزات كبيرة ولا يخافون من التعبير عن ذلك» مشيرا إلى أن «احتياجاتهم تشمل الجو والبر والبحر». لكنه رفض الكشف عن تفاصيل ما تضمنته طلبات بغداد للتسلح.