الاجتماع اللبناني ـ الإسرائيلي الدوري برعاية دولية يتزامن مع استنفار وخروق إسرائيلية على الحدود

السفير الإيطالي «واثق» من عودة العلاقات بين «يونيفيل» والجنوبيين إلى سابق عهدها

TT

فيما كانت الحدود اللبنانية الجنوبية تشهد استنفارا إسرائيليا منذ صباح أمس، كان ممثلون للجيش اللبناني يشاركون في الاجتماع الدوري الثالث الذي عقد في أحد المقرات الدولية عند نقطة رأس الناقورة الحدودية مع ممثلين للجيش الإسرائيلي برعاية دولية، وذلك للبحث في مجمل الخروق المتعلقة بالخط الأزرق وفي حادث خربة سلم الأخير.

ولم تكتف القوات الإسرائيلية بالاستنفار، ذلك أنها استتبعت حركتها بخروق جديدة تمثلت بتقدم أربع دبابات إسرائيلية من نوع «ميركافا» من موقعها في رويسة السماقة في أعالي العرقوب إلى محيط الخرق الذي أحدثه الإسرائيليون مطلع الشهر الحالي داخل الأراضي اللبنانية قرب بوابة حسن قصب، وانتشرت على مسافة مائة متر من هذه البوابة. في المقابل، أعلن الجيش اللبناني المنتشر على هذا المحور حالة من الاستعداد والجهوزية ووزع جنوده وآلياته في مواجهة القوات الإسرائيلية، كما وضعت قوات «اليونيفيل» على هذا المحور في حالة من الحذر والترقب. وفي موازاة هذه التحركات، حلقت ست طائرات حربية إسرائيلية بشكل مكثف فوق هذه المنطقة، ثم توغلت شمالا لتحلق فوق مناطق حاصبيا والبقاع الغربي وإقليم التفاح ومرجعيون. كما أعلن الجيش اللبناني، في بيان له، أن «طائرة استطلاع إسرائيلية معادية خرقت (أول من) أمس الأجواء اللبنانية من فوق (منطقة) الناقورة (الحدودية)، حيث نفذت طيرانا دائريا فوق الجنوب وبيروت، ثم غادرت اليوم (أمس) من فوق بلدة رميش باتجاه الأراضي المحتلة». وفي موازاة حال التشنج هذه، نشط أفراد من الكتيبة الإسبانية العاملة في إطار القوات الدولية «اليونيفيل» وأفراد من الجيش اللبناني لمسح محيط بركة بعثائيل في منطقة كفر شوبا التي شهدت خروقا إسرائيلية متكررة. ونصبوا، بمساعدة بلدية المنطقة، أعمدة حديدية حول البركة تمهيدا لوضع شريط شائك منعا لدخول الأبقار من إسرائيل إلى البركة، مع إبقاء ثلاثة منافذ لوصول الماشية من الناحية اللبنانية. وترافق ذلك مع تحركات إسرائيلية في تلال كفر شوبا، تمثلت بثلاث دبابات ميركافا وناقلة جند، عمل عناصرها على مراقبة الأعمال اللبنانية في محيط البركة.

وكان ناطق باسم السفارة الإيطالية في بيروت أكد في اتصال مع «الشرق الأوسط» أن السفير الإيطالي غبريال كيكيا «ليس متأكدا فقط، بل واثق من عودة العلاقات إلى طبيعتها بين القوة الدولية العاملة في جنوب لبنان والأهالي»، مشيرا إلى أن «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية اللبنانية التي استندت إليها «الشرق الأوسط» في الخبر المنشور في عددها أمس اقتطعت عن طريق الخطأ مقطعا من كلام كيكيا قبل أن تعيد تصويبه.