حزب الله يلمس «تقدما» وفرنجية يصر على «الثلث المعطل»

نائب مقرب منه قال إنه يعول على أن تكون «ل.ل» مدخلا إلى «س. س» > الحريري يعرض صيغة «لا أكثرية لاغية ولا أقلية معطلة» للحكومة

TT

تقدم التفاؤل في لبنان بإمكان تأليف الحكومة خلال أيام، لكن التشاؤم لم يتراجع بالمقدار نفسه، إذ بقيت الأمور ضبابية رغم التصريحات والأجواء المتفائلة التي أوحى بها أكثر من فريق. ولم تؤشر المعلومات المتوفرة لـ«الشرق الأوسط» إلى «ردود إيجابية» من المعارضة، وتحديدا «حزب الله» و«التيار الوطني الحر»، الذي يقوده النائب ميشال عون، على ما يقترحه الرئيس المكلف، سعد الحريري، من تشكيلة حكومية تتوزع فيها نسب التمثيل بطريقة 15+10+5، أي عشرة مقاعد للأكثرية البرلمانية، وعشرة للمعارضة، وخمسة لرئيس الجمهورية الذي سيشكل مع فريقه الوزاري نقطة الثقل في هذه التركيبة، باعتبار أنها لا تمنح الأكثرية أكثر من نصف الوزراء بما يمنعها من «التفرد» بالقرارات الحكومية والتعيينات، لكنها لا تعطي، في الوقت نفسه، المعارضة «حق التعطيل» في ما يتعلق بالقرارات الرئيسية.

وأكد عضو تكتل «لبنان أولا»، الذي يرأسه الحريري، النائب عقاب صقر لـ«الشرق الأوسط» أن الحريري يقدم «حلا معقولا ومتوازنا وواقعيا، ويعتقد أنه يجب أن يرضي الجميع»، مشيرا إلى وجود «ترويكا» متفائلة، في إشارة إلى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، ورئيس مجلس النواب، نبيه بري، والحريري. وقال: «هناك أجواء تفاؤل من قبل الرؤساء، ومع هذا هناك مناخ تشاؤمي». ورأى أن «هناك فرصة كبيرة لأن تكون صيغة (ل.ل) (لبنان ـ لبنان) مدخلا إلى (س.س)» (في إشارة إلى ما يقوله الرئيس بري من ضرورة التوافق السعودي ـ السوري وانعكاساته الإيجابية على لبنان). مشيرا إلى أن الحريري «يعول كثيرا على أن تكون لبنانية الحل مدخلا إلى تعزيز العلاقات السعودية السورية، بدلا من أن يكون العكس صحيحا».

وكان سليمان قد استقبل أمس وفدا من كتلة نواب «حزب الله»، برئاسة النائب محمد رعد، الذي أشار إلى أن اللقاء مع الرئيس كان «لمحاولة عرض تطورات الوضع الحكومي والوضع في المنطقة عموما، وللثناء على مواقفه الوطنية بدءا من شرم الشيخ، وصولا إلى يوم أمس، ولتأكيد التعاون الكامل مع فخامته من أجل أن يعبر لبنان هذه المرحلة بمزيد من التماسك الوطني». وقال: «في الشأن الحكومي، لمسنا أن تقدما ما في مكان ما يمكن أن يؤسس لمزيد من التقدم في الأيام المقبلة»، مشيرا إلى أنه «لا عراقيل معطلة، بل يوجد ما يمكن أن يؤسس عليه المرء لمزيد من الخطوات الإيجابية». ورأى أن الحديث عن ثلث ضامن مموه «تعابير تستخدم عادة». وقال: «نحن نريد حكومة متماسكة تعبر عن تطلعات اللبنانيين وتحصن لبنان في مواجهة الأخطار والتحديات».

لكن رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية جدد أمس التأكيد «أن المعارضة لن تسير في عملية تأليف الحكومة من دون الثلث الضامن»، معتبرا «أن المشكلة في المضمون لا في الشكل، أي أن الوزير الحادي عشر يجب أن يحظى بموافقة المعارضة ورضاها أيا يكن موقعه». وقال ردا على سؤال عن قبوله الوزير الحادي عشر من حصة رئيس الجمهورية: «ليست عندنا مشكلة في أن يكون هذا الوزير، أو من حصة من، المهم أن تكون المعارضة وافقت عليه، حتى ولو كان من حصة (14 آذار)، لكن المعارضة هي التي تختاره. قد يرى الفريق الآخر أن المشكلة هي في الشكل، هذا غير صحيح، لأن المشكلة عندنا في المضمون لا في الشكل. هم يعتبرون أنهم قد حلوها شكلا، بوضعهم هذا الوزير هنا أو هناك وليس نحن. نحن نريد المضمون، نريد أحد عشر وزيرا، فإذا أعطونا إياهم فلا مشكلة، وإذن لا (فما رح يمشي الحال)». وعن رأيه في تفاؤل بري قال: «أنا دائما متفائل، وعندما يكون الرئيس بري متفائلا فكلنا نكون متفائلين. وهذا يفسر على أن هناك حلحلة بهذا الاتجاه أي بالوزير الحادي عشر، لأن الرئيس بري أيضا لا يفرط في حقوق المعارضة. وإذا بقي التفاؤل فمعناه أن الحلحلة هي في هذا الاتجاه. وتوقع أن تكون حصة تياره وزيرا، لكنه أعلن أنه «حتى الساعة لم تعرض أي صيغ حكومية».

وعن لقائه مع رئيس الجمهورية قال: «في الأساس كان لقاء مصارحة بعد الانتخابات. لأنه كان عندنا موقف قبل الانتخابات. الرئيس دعانا ونحن لبينا الدعوة، وأنا أتشرف بلقاء فخامة رئيس الجمهورية. كانت هناك مصارحة وتوضيح لبعض الأمور، والبعض يتساءل، لماذا أنا اختلفت مع رئيس الجمهورية، وهنا أجيب أنا لست على خلاف مع أحد، ولا أهوى الخلافات، بل أنا انتمي إلى موقع سياسي أتمسك به، وعندي قناعة سياسية متمسك بها في أماكن قد «اسوّد» فيها وجهي مع كثيرين، وأتشبث بقناعاتي أكثر من غيري. ولكني لا أهوى الخلاف مع أحد، خصوصا مع رئيس الجمهورية، الذي تجمعني به علاقة شخصية، وهناك احترام كبير لشخصه. في الانتخابات وفي السياسة، أنا أنتمي إلى موقع سياسي، وأنا حليف الجنرال ميشال عون، ومن هنا يمكن أن أكون متطرفا أكثر من غيري. الحلف مع الجنرال عون سيستمر مهما قال البعض من كلام حول «زعل» الجنرال أو غيره، لأني أقول لكم إن كل الذي يحصل هو بالتنسيق مع الجنرال عون، وبالاتفاق معه، والثقة كبيرة بيننا وبينه، ولا أتصور أن الجنرال يعارض أي لقاء، بل هو يشجع مثل هذه اللقاءات».

وفي المواقف، رأى عضو تيار «المستقبل»، النائب أحمد فتفت، أن «العقدة الأساسية تكمن في أن هناك من يريد، عبر الثلث المعطل، تغيير كل النظام اللبناني»، مشددا على «أننا في معركة سياسية ونظرة مستقبلية للنظام في لبنان، وليس الموضوع موضوع تشكيل حكومة». وقال: «الرئيس بري يحضر دائما المخارج لنفسه ولفريقه السياسي، عبر التصريحات التفاؤلية والأمور ليست موضوع تحميل مسؤولية»، مؤكدا ضرورة «تحديد أي دولة نريد، وما إذا كانت الأكثرية تحكم والمعارضة تعارض، أم لا؟».

من جهته، قال السفير الإيراني في بيروت، محمد رضا شيباني: «نحن أعلنا سابقا، ونعلن حاليا، أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية على أتم الاستعداد لوضع كل الطاقات والإمكانات المتوافرة لديها من أجل مساعدة التيارات والفئات السياسية اللبنانية على الوصول إلى حالة توافق في ما بينها. وقد نفذنا هذا الأمر عمليا. ونحن نأمل أن يترتب على هذا الأمر تأثيرات إيجابية».

ورأى النائب فؤاد السعد (كتلة النائب وليد جنبلاط) أن تشكيل الحكومة «أصبح من سابع المستحيلات» وقال: «العقدة في تأليف الحكومة ليست عند الرئيس المكلف، فقد أصبح تشكيل حكومة في لبنان من سابع المستحيلات، لأن الشروط المطروحة من كل الفئات على الرئيس المكلف تجعل من عملية التشكيل عقدة لا حل لها، وكل فئة تعتبر نفسها حاكمة بأمرها، وترى فرض شروطها على الجميع». ورأى أن رئيس الجمهورية هو «الحل الأخير والمرجع الأخير»، رافضا «بدعة الوزير الملك (الذي لا يصوت ولا يستقيل)»، معتبرا أنها «هرطقة دستورية ليس لها أي معنى».