الجنرال ماكريستال: هلمند مفتاح النصر في أفغانستان

قائد الجيش الأميركي: نفكر في طائرات جمع المعلومات والمراقبة.. وهناك إمكانية لتشكيل قوات «صحوة»

الجنرال ستانلي ماكريستال
TT

قال الجنرال ستانلي ماكريستال قائد الجيش الأميركي في أفغانستان إن على القوات الدولية هناك أن تجري تغييرات جوهرية في أسلوب عملها بهدف تقليل عدد الضحايا بين المدنيين. وقال ماكريستال الذي تولى منصبه قبل أسبوع واحد إنه سيتم إصدار تعليمات للقوات بعدم إطلاق النار على المسلحين إذا وجد مدنيون في المكان إلا إذا تعرضت حياة الجنود الدوليين للخطر. وجاء الحوار على النحو التالي:

* قلت إن حماية السكان في أفغانستان لها الأولوية القصوى. فما معنى الاختلاف فيما تفعلونه الآن عما سبق؟

ـ يعني ذلك أننا نبذل أقصى جهد في استطاعتنا لإقرار الأمن للسكان في جميع المناطق. ثم يمكننا المكوث هناك حتى يمكن تحقيق أجزاء أخرى مهمة من الحكم والتنمية.

ومن الواضح أن كل شيء له تكلفة. ويعني ذلك أننا ليس لدينا عدد كاف من القوات لنتمكن من القيام بمناورات في البلاد بأسرها. لذا علينا أن نضع أولويات صارمة. وتوجد أشياء ينبغي القيام بها فيما بعد.

* هل أصبحت قاعدة إطلاق النار الوحيدة في الجبال التي تقاتل طالبان ماضيا منتهيا؟

ـ في بعض الحالات قد تكون كذلك. وفي حالات أخرى قد لا تكون. وإذا كان السكان يقيمون في الوادي، يمكن أن يحقق لهم وجود قواعد عمليات صغيرة في الجبال الأمن اللازم. وما لا أعتقد أنكم سترونه بكثرة هو عمليات الوحدات الكبيرة حيث نجتاح مناطق شاسعة، ثم نتركها. تاريخيا، لم يفلح ذلك. ولكن نجرب جميع محاولات مكافحة الإرهاب ونتعلم الدروس المستفادة.

* تقوم الآن بمراجعة لكيفية الاستفادة من طائرات التجسس والمراقبة. فكيف تستخدمها بصورة أكثر فعالية؟

ـ نفكر في طائرات جمع المعلومات والمراقبة والتجسس بطيار أو دون طيار التي ترسل إشارات بالمعلومات. ويكمن السر الأكبر في استخدام تلك الطائرات في معرفة ما يمكننا فعله بها، وهو الدرس الذي تحتاج الوحدات إلى تعلمه. وإذا لم نعرف ما نبحث عنه، وإذا لم تكن لدينا مؤشرات لما نبحث عنه أثناء عمليات الاقتحام، فستكون العمليات بلا قيمة. وتجمع شبكة الاستخبارات المصقولة قدرتنا مجتمعة مع الدراسات الدقيقة.

وذلك أكثر فعالية. وأحيانا نضع طائرة مراقبة وتجسس على شخص واحد أو موقع واحد لعدة أيام.

* قلت إن العمليات المستمرة في إقليم هلمند تحتاج إلى تحقيق نجاح شعبي. فماذا كنت تقصد بذلك؟

ـ كانت عملية هلمند مخططة قبل أشهر من مجيئي للقيادة. ولكنها خطة جيدة وجاءت في وقتها، في منطقة حرجة يحتلها مقاتلو طالبان، وبها عدد كبير من الأشخاص الذين يحتاجون إلى التحرر من سيطرة طالبان. وهي تقع أيضا إلى جوار مساحة لإنتاج نبات الخشخاش. وسبب اعتقادي في أهمية نجاح العملية، عندما نأتي ونتحدث عن خوض هذه الحرب باستراتيجية أكثر تركيزا، هو أن الجميع يشاهدون. حركة طالبان تشاهدنا، وشعب أفغانستان. وإذا أردنا التزاما بعمليات مكافحة الإرهاب الفعالة، من المهم أن نكون صادقين في أول مثال مرئي على ذلك. ومن خلال تلك العملية، سيحكم الأفغان على عزيمتنا في الاستراتيجية الجديدة، وعلى تصميمنا على النجاح.

* إحدى الأولويات الأخرى التي أشرت إليها كانت الإسراع من عملية التوسع في قوات الأمن الأفغانية. ويبدو أن الطريق الأساسي لفعل ذلك هو مد الشراكة بين الأفغان وقوات التحالف. فما هي التعديلات التي تسعى إليها هناك؟

ـ سواء كنا سنزيد من حجم قوات الأمن الأفغانية أم لا، فإن الشراكة الوثيقة في صالحنا، ويمكننا أن نقوم بذلك بصورة أفضل من الماضي. ما نحتاج إليه هو مزيج من الإشراف والشراكة. ويضم الإشراف الأشخاص الباقين مع الوحدات طوال الوقت ويقومون بتعليمها وهي في مرحلة التطور. أما الشراكة فهي حيث نعمل معا.

* وهل توجد ملاذات آمنة في أفغانستان للإرهابيين؟

ـ إذا كان المقصود من الملاذ الآمن المكان الذي لا يكون المرء فيه معرضا لتهديد، لا يمكن أن تتعرض للقصف أو الهجوم، فيمكن القول إنه لا توجد ملاذات آمنة في أفغانستان. ولكن أقول لك عمليا إن هناك مناطق تسيطر عليها قوات طالبان. وتوجد مناطق لا تستطيع قوات الأمن الوطني الأفغانية وقوات التحالف أن تصل إليها بصورة روتينية، حيث يقوم المسلحون بعملياتهم في حرية، ويفرضون أيضا حكومات ظل. وبينما لا تعتبر تلك ملاذات آمنة، إلا أن الإرهابيين أكثر راحة مما نريدهم أن يكونوا عليه. وبذلك على مدار الوقت، نعتزم تقليل تلك المناطق.

* ولكن إذا كان عدد السكان في تلك الأماكن قليلا، هل تتمهل عليها؟

ـ بالتأكيد إنه أمر يتعلق بالأولويات. ونعتزم أن تكون الأولوية لتلك المناطق التي لدينا فيها مراكز سكانية كبيرة. وفي بعض الحالات، تكون تلك المناطق أيضا مراكز وجود كثيفة للإرهابيين. ولكن الهدف هو حماية السكان. وإذا كان المتمردون موجودين في المناطق البعيدة ذات الأعداد القليلة للغاية من السكان، فلن يتوفر لديهم الوصول إلى النجاح الذي يحتاجون إليه، لذا سنسعى إلى فصلهم عن السكان.

* وهل توجد إمكانية لتكوين قوات صحوة سنية في أفغانستان، مثلما حدث في العراق، حيث يضع المتمردون أسلحتهم ويتعاونون في بناء البلاد؟ هل توجد إمكانية لجعل بعض من قوات طالبان تتخلى عن السلاح؟

ـ بالتأكيد توجد إمكانية. معظم المقاتلين الذين نراهم في أفغانستان من الأفغان، وبعضهم معه مقاتلون أجانب. ولكن معظمهم ليس لديه حافز آيديولوجي أو حتى سياسي عميق. ومعظمهم يعمل من أجل المال، وبعضهم يعمل تحت قيادة كاريزمية. ويشعر البعض بالإحباط من القادة المحليين. وأعتقد أن هناك إمكانية كبيرة في السعي وراء ما أطلق عليهم اسم مقاتلي طالبان متوسطي ومنخفضي المستوى، ونقدم لهم فرصة إعادة الاندماج في أفغانستان في ظل الدستور.

* هل ترى أعدادا أقل من المقاتلين القادمين عبر الحدود، أم أن العدد ارتفع من جديد بعد أن انتهى الهجوم الباكستاني في سوات؟

ـ لم أشهد زيادة كبيرة في أعداد المقاتلين القادمين بعد أن انتهى الهجوم على سوات.. ولم نشهد تدفقا في انتقال المقاتلين إلى أفغانستان في الفترة الأخيرة.

* خدمة «غلوبال فيو بوينت تريبيون ميديا» خاص بـ«الشرق الأوسط»