أوباما يعقد «قمة» للصلح بين أكاديمي وشرطي.. تجاوز الاهتمام بها قممه مع قادة الدول

البيت الأبيض رأى في جلسة الغد خطوة أولى لحل الجدال بشأن التمييز العنصري

TT

بدأ الأمر كاقتراح عادي: ثلاثة رجال يجلسون لمناقشة مشكلاتهم أثناء شرب الجعة، لكن الرئيس الأميركي باراك أوباما عرض استضافة اللقاء بين الشرطي والأستاذ الجامعي المشتبكين في جدال حول التمييز العنصري أصبح إيذانا بدبلوماسية رفيعة المستوى. لكن رغم ذلك، قلل مساعدو البيت الأبيض من حجم توقعاتهم بشأن النتائج التي يمكن أن تسفر عنها قمة جلسة الشراب التي اقترحها أوباما الأسبوع الماضي. وأكد مسؤول بالإدارة مساء أول من أمس أن من المقرر عقد تلك القمة يوم غد الخميس؛ وقد أعلن كل من السيرجينت جيمس كرولي من قسم الشرطة بكامبريدج بماساتشوستس، وهنري لويس غيتس الأستاذ الجامعي بجامعة هارفارد موافقتهما على حضور القمة، ما يعني أنه يتعين على أوباما تحقيق قدر من التوافق في تلك القمة. ويفوق الاهتمام بالقمة المرتقبة القمم التي جمعت أوباما مع مجموعة من القادة الأجانب في الشهور الأخيرة. وكان أوباما قد أهان مشاعر شرطة كامبريدج عندما قال إنهم قد تصرفوا بـ«غباء» أثناء اعتقالهم الأستاذ الجامعي بتهمة الإزعاج في منزله الخاص في 16 يوليو (تموز) بعد تلقيهم اتصالا هاتفيا يفيد بمحاولة اقتحام ذلك المنزل.

وقد ترك كل من غيتس وكرولي الباب مفتوحا لاحتمال أن يقاضي كل منهما الآخر. ولم يعتذر أي من الثلاثة بالرغم من أن أوباما قد أوشك على الاعتذار الأسبوع الماضي عندما قال إنه لم يختر كلماته بعناية.

ما الذي يتوقعه الرئيس إذن من المقابلة؟ يقول روبرت غيبس الناطق الرسمي باسم البيت الأبيض في حوار أجري معه إن ذلك ربما يكون الخطوة الأولى باتجاه التقارب. ويضيف غيبس: «إن الكثير من ذلك سوف يحدث بينهما (غيتس وكرولي) بدون أن يتدخل الرئيس، فلدينا مشكلة هنا. وأيا كان السبب فكلا الشخصين لا يستطيع التراجع. وعلى الأقل سوف يتيح ذلك فرصة لكي نظهر للناس أن ذلك ممكن ونأمل أن يؤدي ذلك إلى حوار أكبر».

وسيتم مراقبة تلك القمة بعناية، فالعديد من القادة ذوي الأصول الأفريقية يعتقدون أن أوباما كان دقيقا للغاية في تعليقه الأول، وهم لا يريدون أن يمر الموقف بدون مناقشة شاملة لموضوع التمييز العنصري. وتقول هيلاري شيلتون مديرة مكتب واشنطن لـ«الرابطة الوطنية لتقدم الملونين»: «لقد كانت استجابته الأولى ملائمة تماما فقد وصف سلوك ضابط الشرطة بالغبي ولم يصف الضابط نفسه بالغباء، ولا أعتقد أن أوباما سوف يذهب ليقول: «جميعنا قد تجاوز بعض الشيء، ولكن الأمور تسير على ما يرام الآن، فدعونا نأخذ كأسا من البيرة، بالمناسبة، كيف حال أسرتك؟». وتضيف شيلتون: «إذا كانت تلك هي نيته، فتلك فرصة رائعة يجب ألا نضيعها. ولكن القضية أكبر من ذلك. فما زال يجب علينا التعامل مع سلوك الضابط والتعامل كذلك مع قضية التمييز العنصري».

وسوف تراقب سلطات تطبيق القانون أي علامة تشير إلى انحياز الرئيس لصديقه غيتس على حساب كرولي. وقد ظهرت تفاصيل جديدة لموضوع الاعتقال أول من أمس، في شكل مكالمة النجدة التي حذرت الشرطة من احتمال وجود مشكلة في منزل غيتس. وقد سأل الشخص الذي يجيب في المخفر المتصلة عن إثنية الرجلين الذي رآهما يدفعان الباب.

ولم تصف المتصلة، لوتشيا ويلين، أيا من الرجلين بأنه أسود بالرغم من أنها قالت إن أحدهما ربما يكون لاتينيا. كما أخبرت المسؤول عن الرد على الهواتف كذلك أنها رأت حقائب سفر على مقربة من الباب، وبالتالي فربما يتعلق الأمر بأن أحدهما لديه مشكلة في التعامل مع مفاتيح منزله. وكان غيتس بالفعل عائدا من الصين ولم يستطع فتح باب منزله الأمامي. يقول ويندي مورفي محامي ويلين: «إنها لم تستخدم أبدا كلمة «أسود» لوصف الرجل. ليس في المكالمة التي أجرتها مع النجدة وليس بعد ذلك».

وقد أسقطت الشرطة في النهاية التهم الموجهة ضد غيتس، ولكن خبر اعتقاله أصبح يتصدر كل الأخبار المحلية. وفي الحقيقة، فعندما كان مساعدو الرئيس يساعدونه في إعداد مؤتمره الصحافي في 22 يوليو (تموز) الحالي، أخبروه أن الواقعة قد أصبحت قصة أساسية وأنه ربما يتلقى سؤالا بشأنها في المؤتمر الصحافي، وكان أوباما مستعدا. ولكنه صعد الموقف بكلمة واحدة سرعان ما سيندم عليها: «بغباء». ويقول غيبس: «أعتقد أنه لو تكرر ذلك الموقف، فإنه سيستخدم إجابة مختلفة».

وقد ساعدت عبارة الترضية التي استخدمها أوباما بعد المؤتمر الصحافي بيومين في نزع فتيل القنبلة. ويضيف غيبس: «حتى إذا كان الرئيس قد اختار أن يتعامل بطريقة مختلفة مع شرطة كامبريدج فربما كان من الصعب تجنب ذلك الجدل أيضا». ويقول غيبس وهو جالس خلف مكتبه في الجناح الغربي: «عندما يتعلق الأمر بالعرق والسياسة فإنه يصبح مثل القش كل ما يحتاج إليه هو الشرارة.. ويسعد التلفزيون أن يقوم بتلك المهمة».

* خدمة «لوس أنجليس تايمز» خاص بـ«الشرق الأوسط»