موقع أصولي: قيادة «الجماعة الليبية المقاتلة» على وشك الظهور على قناة فضائية لإعلان تراجعاتها

تحسن في أحوال السجناء الإسلاميين بسجن بوسليم

TT

منذ ما يقرب من عامين بدأ الحوار بين الدولة الليبية وقادة الجماعة الإسلامية المقاتلة في السجون، وكان من ثمار هذا الحوار الإفراج عن أكثر من مائة من عناصر «المقاتلة» المحتجزين في سجن بوسليم، بعد أن تراجعوا عن فكر الجماعة وحمل السلاح في وجه النظام. ومؤخرا دار الحديث عن جولة نهائية للحوار بين الجماعة والدولة بقيادة مؤسسة القذافي للتنمية، التي يرأسها سيف الإسلام نجل الرئيس الليبي، ومن أهم ما رشح عن هذه الجولة الحوارية الإعلان عن قرب صدور مراجعات فكرية للجماعة المقاتلة وقناعاتها على غرار المراجعات التي أصدرتها الجماعات الإسلامية في مصر، «الجماعة الإسلامية» و«الجهاد»، (مبادرة وقف العنف للجماعة الإسلامية 1997، ووثيقة ترشيد العمل الجهادي للشيخ سيد إمام 2007).

«الشرق الأوسط» تلقت أمس بيانا من مركز المقريزي الذي يشرف عليه الإسلامي المصري الدكتور هاني السباعي، يفيد أن قيادة الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة على وشك الظهور في إحدى القنوات الفضائية لعرض تراجعاتها على غرار تراجعات الدكتور سيد إمام في مصر. وكشف البيان الأصولي نقلا عن إسلاميين في سجن بوسليم في طرابلس عن أن هناك اجتماعا سيتم يوم الأول من أغسطس (آب) المقبل بين الجماعة والحكومة، وذلك لدراسة كيفية عرض التراجعات على إحدى القنوات الفضائية.

وقال البيان الأصولي إن الوضع داخل السجن بدأ في التحسن التدريجي، فهناك السماح بدخول المجلات المحلية مثل «قورينا» و«أويا» و«الشمس» وغيرها. وسمحت السلطات كذلك بجهاز تلفزيون واحد لكل قطاع فيه قناة ليبية (الجماهيرية الليبية فقط)، كما أن مدة الزيارة تمت زيادتها قليلا، وكذلك السماح بخلوة شرعية لبعض المساجين، بالإضافة إلى السماح للمساجين بشراء بعض الأطعمة كالعسل وزيت الزيتون بأموالهم الخاصة عن طريق إدارة السجن. وأشار البيان إلى أن السجن يضم عدة جماعات، منها أدعياء السلفية وعددهم تقريبا من 30 إلى 40, والغلو الذين يرون بكفر جميع الناس، 7 أشخاص تقريبا, والسلفية الجهادية ويمثلون الأغلبية وينقسمون إلى قسمين, وهناك أعداد كبيرة من الشباب الذين تم اعتقالهم في سورية وهم ليبيون وكانوا على وشك الدخول إلى العراق، وكذلك بعض الإخوة الذين اعتقلوا، إما في الجزائر أو في الحدود الليبية، وهم في طريقهم إلى الجزائر. والعدد الإجمالي للمساجين تقريبا 1500. ويشرف على الحوار داخل السجن أبو عبد الله الصادق أمير الجماعة، وأبو منذر الساعدي المسؤول الشرعي في الجماعة، ومؤلف كتاب «خطوط عريضة في منهج الجماعة الإسلامية المقاتلة»، وعدد آخر من قادة الجماعة في السجون.

وتكونت الجماعة الليبية المقاتلة في ليبيا بعد عودة الأفغان الليبيين من الحرب ضد الروس في أفغانستان عام 1990، وعملت الجماعة في جو من السرية، واضعة نصب عينها الإطاحة بنظام القذافي لإقامة دولة إسلامية، إلا أن السلطات الليبية تمكنت من كشفها عام 1995، وهو ما دفع الجماعة إلى الإعلان عن نفسها لتستمر المواجهات المسلحة مع النظام حتى عام 1999، حينما أعلن القذافي قضاءه على الجماعة. ونقل مركز «المقريزي» عن أحد السجناء الليبيين الذين احتجزوا في سجن بوسليم بطرابلس قبل الإفراج عنه: «تقريبا بدأ الحوار في عام 2005 أو 2006، ولكن لم يكن هناك شيء واضح، فقيادة الجماعة كانت متكتمة على هذا الأمر حتى مع العناصر التابعة لها, حيث كانت الحكومة تطلب قيادات الجماعة وهم: عبد الوهاب قايد (أبو إدريس)، وهو شقيق أبو يحيى الليبي. والداودي (عبد الغفار)».