اليمن: مسلحون يقتلون 4 جنود في هجوم بأبين

ضبط سيارة تحمل أسلحة إلى أحد عناصر «القاعدة» والفضلي يرفض الوساطات

TT

قتل 4 من جنود الأمن اليمنيين وجرح خامس في هجوم مسلح من قبل مسلحين مجهولين في مثلث أم عين بمديرية لودر شمال محافظة أبين. وقالت مصادر أمنية إن مجموعة من المسلحين المجهولين هاجموا سيارة عليها جنود من قوات النجدة وقتلوا 4 من جنود الشرطة، وجرح جندي خامس من شرطة النجدة بمديرية لودر التي تقع على بعد 150 كيلومترا شمال مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين. وقالت المصادر إن المهاجمين لاذوا بالفرار، ولم تحدد أجهزة الأمن دوافع أو هوية المهاجمين لشرطة النجدة في هذه المديرية. وهذا هو أول هجوم تتعرض له قوات أمنية بعد يوم الخميس الدامي الذي شهدته مدينة زنجبار في الاشتباكات بين قوات الأمن ومن تصفهم المصادر الأمنية بالخارجين عن النظام والقانون.

وهو التوصيف الذي تطلقه المصادر الحكومية على من يسمون «الحراك الجنوبي».

وذكرت مصادر في الداخلية اليمنية أن الجنود القتلى هم: عماد محمد الجماعي، نبيل محمد أحمد السلفي، مراد عبد الله العفيري، وإسماعيل محمد الفرزعي. أما الجندي المصاب فهو كافي محمد صالح.

ويعتقد مراقبون أن استهداف الجنود في جنوب اليمن يأتي انتقاما لسقوط 20 قتيلا الخميس الماضي على يد قوات الأمن اليمنية أثناء قمع مسيرة لما يعرف بـ«الحراك الجنوبي» أقيمت في مدينة زنجبار وقادها الجهادي والقيادي في الحزب الحاكم سابقا، الشيخ طارق الفضلي الملاحق حاليا من قبل قوات الأمن اليمنية على خلفية أحداث الخميس. وقالت مصادر في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» إن مساعي تبذل حاليا من قبل قيادات في أحزاب اللقاء المشترك المعارضة للتوسط بين السلطات اليمنية من جهة والفضلي وقيادات «الحراك» من جهة أخرى. وتشير المعلومات إلى أن جملة من المقترحات طرحت لاحتواء التوتر في محافظة أبين تقضي بمعالجة الجرحى ووقف الملاحقات وإطلاق معتقلين. غير أن المصادر لا ترجح نجاح تلك المساعي بعد اشتراط السلطات اليمنية مغادرة الشيخ طارق الفضلي لمحافظة أبين لمدة غير محددة ووجهة غير محددة أيضا، وبعد رفض الفضلي لهذا الشرط وإعلانه أنه سيستمر في «النضال السلمي» ولن يغادر «إلا في الكفن».

وأدان المجلس المحلي في محافظة أبين الذي انعقد أمس، ورأسه المحافظ أحمد المسيري، مقتل الجنود الـ4 وجرح الخامس من قوات النجدة الأمنية الذي وقع فجر أمس، وحذرت القيادة في المجلس المحلي ممن سمتهم الواهمين والمتآمرين من دعاة الانفصال ومشاريع الجنوب العربي، من المساس بالوحدة اليمنية. وقال بيان صدر بهذا الخصوص إنه ليس من حق أي جماعة انفصالية أو إرهابية فقدت مصالحها المساس بوحدة البلاد.

إلى ذلك قالت مصادر في الحزب الحاكم المؤتمر الشعبي العام إن أجهزة الأمن في مدينة جعار من محافظة أبين ضبطت سيارة تحمل أسلحة كانت في طريقها إلى عناصر إرهابية يقودها شخص اسمه طاهر طماح يعتقد أنه من تنظيم القاعدة. وقالت المصادر إن الأمن في منطقة باتيس بمديرة جعار اعتقلت مجموعة من العناصر التخريبية التي اعترفت في التحقيقات الأولية التي أجرتها السلطات مع المعتقلين الذين لم تحدد المصادر عددهم.

واكتفت المصادر بالتصريح بأن الأسلحة والمتفجرات كانت متجهة صوب العناصر الإرهابية التي يقودها طماح، وأكدت المصادر ذاتها على أن الأمن أحال المعتقلين إلى الأجهزة المختصة بتولي مثل هذه الأمور.

في هذه الأثناء تستمر أعمال الاحتجاجات في جنوب اليمن المنددة بحادثة زنجبار وبإطلاق المعتقلين. فقد شهدت منطقة يافع الشهيرة في محافظة لحج مظاهرة لأنصار «الحراك الجنوبي»، نددوا فيها بقمع مظاهرة زنجبار، وطالبوا بسرعة إلقاء القبض على الجناة ومحاكمتهم وكذا إطلاق المعتقلين. وكانت السلطات اليمنية أعلنت خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية اعتقال قرابة 45 عنصرا من «الحراك الجنوبي» في محافظتي الضالع وحضرموت بتهمة المشاركة في مسيرات غير مرخصة ورفع شعارات تهدد الوحدة الوطنية.

من جهتها أكدت السلطات اليمنية أنها ستواصل الانتشار الأمني خصوصا في المناطق التي يلجأ إليها «المخربون». وقال وزير الإعلام اليمني، الناطق الرسمي باسم الحكومة اليمنية، حسن أحمد اللوزي، إن اليمن لا يعاني انفلاتا أمنيا كما يطرح البعض ولكنه يواجه «تحديات أمنية حقيقية في بعض المديريات».