وزير الخارجية التركي من لبنان: نحتاج إلى سلام شامل على كل المسارات في المنطقة

أكد استعداد بلاده لممارسة سياسة «ناشطة وفاعلة»

TT

قال وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو، خلال زيارته لبنان، أمس، «أعتقد أننا في حاجة إلى سلام شامل في المنطقة. ويجب أن يشمل ذلك كل المسارات، أي المسارات الثلاثة (لبنان وسورية وتركيا). ونحن مستعدون للمساهمة ولدينا اتصالات عميقة ومشاورات مع كل الأطراف والبلدان في المنطقة. ونأمل في أن تضطلع تركيا، في المستقبل، بدور بناء وإيجابي كالعادة، في سبيل إرساء الاستقرار وجعل منطقة الشرق الأوسط منطقة سلام وازدهار واستقرار». وفي ما خص التزامات تركيا في عملية السلام، قال «لدينا سياسة ناشطة وفاعلة في كل ما يتعلق بعملية السلام في المنطقة وسنتابعها. ولدينا علاقات طيبة مع كل الأطراف المعنية بها، ولبنان منها طبعا، إنه لشرف عظيم لتركيا أن تساعد في تقدم عملية السلام وتعمل من أجل ذلك». وفيما ذكّر بـ«مساعدة تركيا في المفاوضات غير المباشرة بين سورية وإسرائيل» وبمساهمتها في «إجراء خمس جولات من المحادثات غير المباشرة بين سورية وإسرائيل»، أسف لـ«الأحداث التي حصلت في غزة والتي علقت تلك المحادثات». وأكد أن «تركيا لا تزال تشدد على ضرورة استئناف المفاوضات في الوقت الصحيح والملائم وعندما تكون كل الأطراف السياسية جاهزة في المنطقة». وكان أوغلو قد استهل زيارته لبنان، التي تستمر يومين، بلقاء مع كل من رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس البرلمان نبيه بري والرئيس المكلف سعد الحريري ورئيس حكومة تصريف الأعمال فؤاد السنيورة، فضلا عن وزير التربية والتعليم العالي بهية الحريري، على أن ينتقل اليوم إلى الجنوب، حيث سيزور الكتيبة التركية العاملة ضمن الـ«يونيفيل» ويفتتح عددا من المشاريع التربوية والاجتماعية. ولدى وصوله، أعرب عن «ارتياح تركيا للتطورات الإيجابية التي حدثت ولا تزال في لبنان وبشكل خاص استحقاق الانتخابات النيابية الأخيرة والانطباع الإيجابي والديمقراطي والحضاري الذي أعطاه لبنان للعالم. كذلك بالنسبة إلى المشاورات الصحية والطبيعية لمسار تأليف الحكومة المقبلة بعد الانتخابات»، مضيفا أن «تركيا تدعم كل التطورات الديمقراطية التي تحصل في لبنان. ونحن سعداء لتطور الأمور في لبنان».

وعقب الخلوة مع الحريري، قال «كان اجتماعا ممتازا مع الرئيس الحريري. وأنا ممتن له لاستقبالي. فلبنان بلد مهم جدا بالنسبة إلينا وعلاقاتنا الثنائية هي من أفضل العلاقات التي تسهم في تثبيت الاستقرار في المنطقة». وأشار إلى أن «العلاقات اللبنانية ـ التركية مثال جيد للعلاقات في منطقتنا»، معربا عن «سرورنا جدا للشفافية التي تمت فيها العملية الانتخابية في لبنان خلال يونيو (حزيران) الماضي». وهنأ الحريري على «نجاحه في الانتخابات وحكمته السياسية في تأليف حكومة وحدة وطنية بعد الانتخابات»، آملا في أن «يتكلل تأليف حكومة وحدة وطنية بالنجاح». ولفت إلى أنه نقل «رسالة من رئيس الوزراء التركي (رجب طيب) أردوغان للشعب اللبناني، وفحواها أنه في كل الظروف أن الشعب والحكومة والقادة الأتراك سيكونون بجانب الشعب اللبناني والحكومة المقبلة»، آملا في أن «زيارات قريبة على مستوى عال بين بلدينا» وأن «نكون على تواصل مع الحكومة المقبلة». وعن دور تركيا في العلاقات اللبنانية ـ السورية، قال «زرنا حلب الأسبوع الماضي مع رئيس الوزراء أردوغان، واجتمعنا بالرئيس (السوري بشار) بشار الأسد والوزير (الخارجية السوري) وليد المعلم. وتبادلنا وجهات النظر حيال التطورات اللبنانية. وكنا مسرورين جدا لرؤية الدور الإيجابي لسورية في هذا الإطار. كما أننا مسرورون جدا لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. وكل هذا يشكل مؤشرات إيجابية. ونحن كأصدقاء للبلدين نحمل دائما رسائل إيجابية مشتركة للبلدين الشقيقين». وعن مشكلة الحدود بين البلدين، قال «مستعدون للمساعدة في كل المسائل. مسألة الحدود مهمة، وبلداننا أشقاء ونأمل في أن تسير الأمور بشكل جيد بين كل من سورية وتركيا ولبنان.