أبو ماهر غنيم: عاد منتصرا لعباس

عارض أوسلو ورفض الدخول إبان عهد عرفات

TT

ذهب الرئيس الفلسطيني محمود عباس خصيصا إلى عمان ليصطحب معه القيادي الفتحاوي أبو ماهر غنيم إلى رام الله. كان عباس يريد تكريم الرجل بطريقته، إذ إن عودته إلى رام الله الآن، لا تعتبر عودة عادية لأحد قيادي الحركة من أجل المشاركة في مؤتمرها السادس وحسب، بل إن غنيم الذي عارض اتفاق أوسلو ورفض إبان عهد الرئيس الراحل ياسر عرفات، العودة إلى رام الله، بسبب معارضته لاتفاقات السلام، ويعود الآن بتصريح إسرائيلي، ليقيم في الضفة الغربية، ينتصر، في حقيقة الأمر، بحسب ما يراه الفتحاويون، لأبو مازن، في مواجهة تيار معارض يلف فتح يقوده خصم عباس اللدود فاروق القدومي، وكان غنيم أحد أبرز وأهم أركانه. وفي رام الله، بعد 40 عاما من الغربة، قال الطيب عبد الرحيم، أمين عام الرئاسة لغنيم، «عودتك تؤكد أنك دائما كنت تقف في كل المنعطفات إلى جانب الشرعية الفلسطينية». والمواجهة بين غنيم وعباس، بشأن عقد مؤتمر فتح في الخارج أو الداخل، لم تكن بعيدة، إذ رفض الرجل إعلان عباس عقد المؤتمر في الداخل وقال إن اللجنة التحضيرية التي كان يرأسها هي من تقرر. لكنها مواجهة لم تستمر طويلا واستطاع عباس أن يحسمها لصالحه، بهدوئه المعهود، بعكس ما تطورت إليه مع القدومي الذي اتهم عباس بأنه تواطأ لاغتيال عرفات.

ويقول أحد مسؤولي فتح، إن عودة غنيم لم تشكل ضربة للقدومي وحسب، بل للتنظيم في الخارج. وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن «عباس قرر أن يعقد المؤتمر في الداخل وانتصر على المركزية، وفي الحقيقة كان قراره بأن من يقاطع المؤتمر فإنه سيبقى على الرف». وبحسب المصادر، «أدرك غنيم أن القول الفصل أصبح للأرض المحتلة وليس لمكاتب في تونس وعمان». ويحظى غنيم باحترام في صفوف الفتحاويين.

وفي استقبال غنيم، كان إلى جانب عباس، قادة فتح، ومنظمة التحرير، والقوى الوطنية، وعدد كبير من المسؤولين المدنيين والعسكريين. وقال غنيم، حين وصل إلى رام الله ووضع إكليلا من الزهور على قبر رفيقه الكبير ياسر عرفات، «جئنا لنكمل الطريق معا». وأضاف أن «هذا اليوم غير عادي، فهو يوم نؤكد فيه إصرارنا على تجديد العهد، ومواصلة النضال حتى تحقيق النصر لترتفع رايات فلسطين الحرة فوق أرض فلسطين».

وهناك اتفاق أدبي في فتح على انتخاب غنيم مرة أخرى لعضوية اللجنة المركزية لفتح، لكن اسمه تردد غير مرة ليكون نائبا لعباس. إلا أن التعقيدات التي يعانيها المشهد الفلسطيني حالت دون ذلك. ويعتبر غنيم الذي ولد في مدينة القدس عام 1937، من المؤسسين لحركة فتح، وقد لعب دورا أساسيا في قرار الانطلاقة المسلحة في 1/1/1965 مع عرفات.

هو عضو في القيادة العامة لقوات العاصفة، وعضو اللجنة المركزية لفتح، وسمي في بداية السبعينات نائبا للقائد العام للشؤون الإدارية، ومسؤول عن الساحة السورية بعد الخروج من الأردن عام 1971، وهو المفوض العام للتعبئة والتنظيم في فتح منذ عام 1977. عرف بالنفس الوحدوي ومتابعته لأدق التفاصيل، ويعتبر شخصية محورية داخل حركة فتح ومنظمة التحرير، وتميز ببعده عن الأضواء وتفرغه للعمل على الأرض.