مسؤول محلي في صعدة: 300 قتيل و500 مخطوف على يد الحوثيين خلال عام

أحزاب المعارضة تعلق حوارها مع الحزب الحاكم

يمنيون من أنصار المعارضة المعروفة باسم الحراك الجنوبي يتظاهرون في مدينة الحبيلين في محافظة لحج أمس (أ ف ب)
TT

أعلنت أحزاب المعارضة اليمنية، المنضوية في إطار تكتل اللقاء المشترك، أمس، تعليقها للحوار السياسي مع حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم. وأرجع «المشترك» هذه الخطوة إلى التطورات الأخيرة التي تشهدها المحافظات الجنوبية ومحافظة صعدة الشمالية، وتحديدا أحداث مدينة زنجبار بمحافظة أبين، التي راح ضحيتها أكثر من عشرين قتيلا، في قمع السلطات مهرجانا لـ«الحراك الجنوبي» وكذا سقوط قتلى وجرحى في مواجهات بين القوات الحكومية والحوثيين في صعدة، خاصة في صفوف القوات المسلحة.

وقال نايف القانص، الناطق الرسمي باسم أحزاب اللقاء المشترك لـ«الشرق الأوسط»، إنه كان تم الاتفاق على عقد جلسة حوار جديدة في ضوء اتفاق فبراير (شباط) الماضي، إلا أنه وقعت «مجزرة زنجبار وسقوط ضحايا في صعدة». واتهم القانص السلطات اليمنية بـ«تأزيم الأوضاع» خلافا لما تم الاتفاق عليه من أن تجري تهيئة الساحة السياسية للحوار بين المشترك والحزب الحاكم. وأضاف القانص متهما المؤتمر بممارسة الاستفزاز بحق المعارضة، من خلال إرسال رسالة لتحديد زمان ومكان جلسة الحوار، وكانت بلغة آمرة، حيث قال حزب المؤتمر الشعبي الحاكم في رسالته للمعارضة كلمة «عليكم».

وفي الوقت الذي لم يصدر أي تعليق حتى اللحظة عن حزب المؤتمر الشعبي بشأن قرار «المشترك» تعليق الحوار، فإن مصادر أكدت لـ«الشرق الأوسط» أن قيادات الحزب الحاكم في اليمن عقدت مساء أمس اجتماعات على مستويات مختلفة لتدارس الرد المناسب على القرار. ومن جهة اخرى, اتهم مصدر محلي في قيادة محافظة صعدة الحوثيين بقتل وجرح وخطف المئات من المواطنين اليمنيين في فترة حددها المصدر بأكثر من عام.

وقال المصدر المحلي في هذه المحافظة التي يسودها الاضطراب وعدم الاستقرار منذ أكثر من 5 أعوام إن عدد الضحايا من قبل الحوثيين منذ ما يزيد على عام من الآن بحسب الإحصائيات المسجلة ضد الحوثيين وصلت إلى 300 قتيل و200 جريح و500 مخطوف، مشيرا إلى أن المخطوفين في غضون هذه الفترة هم من اليمنيين والأجانب.

وقال المصدر المحلي في صعدة عبر موقع وزارة الدفاع اليمنية أمس إن الحوثيين قتلوا 4 نساء وأصابوا امرأة خامسة أول من أمس وأن النسوة هن من قرية الجرشة من ولد عامر بمديرية غمر التي كانت ساحة لمواجهات عنيفة بين القوات الحكومية والقبائل المتعاونة مع هذه القوات وبين الحوثيين أخيرا حيث سيطر الحوثيون بحسب المصادر المحلية على مكتب البريد والمدارس والمقار الحكومية في مدينة غمر. وقال المصدر المحلي في صعدة إن الحوثيين قتلوا هؤلاء النسوة بدم بارد في عملية إعدام وحشية ترفضها كل القيم الدينية والأخلاق الإنسانية. كما قتل الحوثيون أحد المواطنين الجرحى في منطقة رازح واسمه عزيز يحيى الفرح وقال المصدر إن الحوثيين صبوا على رأس الجريح 20 رصاصة بعدما كتفوا عزيز وصلبوه لعدة ساعات من الجروح التي أصابوه بها قبل القبض عليه من قبل الحوثيين الذين سبق أن قتلوا وجرحوا العشرات من المواطنين من أبناء المحافظة بصعدة بينما اتهم ذات المصدر الحوثيين باقتراف العديد من الخروقات بصورة مستمرة على المواطنين وعلى المشاريع التنموية التي تقيمها الدولة في العديد من المديريات كما يقوم الحوثيون بحسب المصدر المحلي بقيادة هذه المحافظة بقطع الطرق والاعتداء على أفراد القوات المسلحة وقوات الأمن والدوريات والنقاط الأمنية في محاولة للسيطرة على بعض المدارس والمساجد لخدمة أهدافهم التخريبية وقال إنهم يحتضنون تجار ومهربي المخدرات ويستخدمون عائداتها لأغراض وصفها المصدر بالدنيئة كما يحتضن عبد الملك الحوثي القائد الميداني للحوثيين عناصر مطلوبة للسلطات القضائية والأمنية على ذمة جرائم إرهابية وجنائية. وحذرت السلطة المحلية الحوثيين من مغبة الاستمرار في عمليات التخريب فيما طالب الحوثيون بالعودة إلى تحكيم العقل والرشد والعودة فورا عن تلك الأعمال التي تهدد الأمن والاستقرار وتلحق الأضرار الفادحة بالتنمية في محافظة صعدة. وبينما ترتفع درجة التوتر بين الحوثيين والسلطة المحلية في صعدة شهدت محافظة الجوف المجاورة لمحافظة صعدة زيادة حدة المواجهات بين الحوثيين في الجوف وقبائل من ذات المحافظة في مديرية الزاهر التي شهدت الأسبوع قبل الماضي سقوط عشرة من الحوثيين وحزب التجمع اليمني للإصلاح في صراع بين الجانبين على مسجد زين العابدين في مدينة الزاهر، وقالت مصادر قبلية في هذه المديرية إن معارك اندلعت بين الحوثيين وقبائل من نفس المديرية يقودها آل الضمين استخدمت فيها مختلف الأسلحة وخلفت قتيلين من القبائل وضحايا من الحوثيين فيما أعلنت قبائل دهم عن تصديها لمن سمتهم الغزاة القادمين من صعدة، وقال البيان إن الحوثيين استباحوا الأرض والعرض وأزهقوا الأرواح البريئة ونسفوا المنازل وعاثوا في الأرض فسادا، وأكدت القبائل عبر هذا البيان وقوفهم إلى جانب الدولة بعد أن امتد شر هذه الفئة التي يقصد بها الحوثيين.