واشنطن تركز على إنجاح الانتخابات الأفغانية لتطبيق استراتيجيتها الجديدة في كابل

طالبان للأفغان: توجهوا لخنادق المقاومة لا لمراكز الاقتراع

أفغانيان يطلان من حافلة في طريقهما لحضور تجمع انتخابي للمرشح الدكتور عبد الله عبد الله، وزير الخارجية الأسبق المنافس الرئيسي للرئيس كرزاي. وظهرت ملصقات تحمل صورا لمرشحتين (أ.ب)
TT

مع اقتراب موعد الانتخابات الأفغانية، تركز الإدارة الأميركية على إنجاحها والاستعداد لتثبيت الحكومة المقبلة من أجل تطبيق الاستراتيجية الأميركية الجديدة في البلاد. ويعتبر الممثل الأميركي الخاص لأفغانستان وباكستان ريتشارد هولبروك أن هذه الانتخابات جوهرية في تحديد مسيرة أفغانستان والعمل على استقرار البلاد، مؤكدا أنها الأولوية بالنسبة للولايات المتحدة الآن. وشددت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون على أهمية الانتخابات الأفغانية خلال لقائها مع وزير الخارجية ديفيد ميليباند أول من أمس، قائلة إنه من الضروري أن «تكون الانتخابات عادلة وحرة وشرعية إلى أكبر قدر ممكن». ولفتت إلى أنه «من الصعب إجراء انتخابات خلال نزاع، ونحن نحاول أن نشارك مع مساعدة كثير من الدول والمنظمات لتنفيذ هذه الانتخابات، وبعدها سيكون لدينا حكومة نتطلع للعمل معها». وقد أرسلت الإدارة الأميركية السفير تيم كارني إلى كابل ليترأس وحدة خاصة للانتخابات، وقدم كارني تقريرا لمجلس الأمن القومي الأميركي حول الاستعدادات للانتخابات. من جهته، قال ميليباند: «من الضروري أن تكون الانتخابات ذات مصداقية، لأنها تمثل فرصة لإعادة تثبيت غرض وجودنا في أفغانستان، وهو لدعم حكومة أفغانية شرعية وديمقراطية». وسيكون شهر أغسطس (آب) مهما بالنسبة للسياسة الأميركية في أفغانستان على صعيدين، إذ إنه سيشهد الانتخابات الرئاسية الأفغانية وتقديم الجنرال الأميركي الجديد في أفغانستان الجنرال ستان ماكريستال تقييمه للرئيس الأميركي باراك أوباما حول البلاد. ومن القضايا المتوقع أن يثيرها ماكريستال عند تقديم «تقرير ماكريستال» هي عدد القوات الأميركية هناك والحاجة لزيادتها، إلا أن المسؤولين الأميركيين يرغبون في التركيز على تقوية القوات الأفغانية ورفع عديدها بدلا من الحديث عن إرسال المزيد من القوات. وكان المسؤولون الأميركيون قد امتنعوا في السابق عن إعطاء تقييم للاستراتيجية في أفغانستان، قبل أن يقدم الجنرال ماكريستال تقييمه الرسمي للأوضاع هناك الشهر المقبل. إلا أن هذا الأسبوع، أطلقوا تصريحات حول تحسن الأوضاع لكسب التأييد للمهمة، وقالت كلينتون: «التقارير المبكرة من قادتنا مشجعة، لقد أحرزنا تقدما مهما في المناطق التي يوجدون فيها». من جهته، قال هولبروك الذي قام بزيارات عدة إلى أفغانستان إن زيارته الأخيرة إلى أفغانستان أظهرت نتائج التعديلات في الاستراتيجية الأميركية. وأوضح: «لقد رأيت أول دلائل ملموسة في أهم تغير سياسي للولايات المتحدة منذ الانتخابات الرئاسية الأميركية». ومن بين التغييرات في الاستراتيجية الأميركية في أفغانستان التي أخذت تطبق منذ دخول أوباما البيت الأبيض هي وقف تدمير حقول الخشخاش التي يعتمد عليها المزارعون الأفغان للحصول على لقمة العيش. وقال هولبروك: «قوات الولايات المتحدة وقوات إيساف (التابعة لحلف الناتو) لن تساعد أو تشارك في تدمير حقول الخشخاش بعد الآن»، مضيفا: «الولايات المتحدة بذرت المئات من الملايين من الدولارات في تلك السياسية، إذ تقدر تكلفة تدمير هكتار من حقول الخشخاش بـ44 ألف دولار». وتابع: «كل ما فعلناه هو عزل مزارعي الخشخاش الفقراء الذين يزرعون أفضل نبات للحصول على الأموال.. وكنا ندفعهم نحو طالبان». ولفت إلى أن السياسة الجديدة تعتمد على مكافحة صنع الأفيون وبيعه بالإضافة إلى دعم الزراعة في البلاد، لإعطاء فرصا أخرى للمزارعين. وما زالت التطورات في باكستان تحمل أهمية خاصة بالنسبة للاستراتيجية الأميركية في أفغانستان. ولفت هولبروك إلى أن السفير الأميركي لدى أفغانستان كارل ايكنبيري والجنرال ماكريستال يزوران باكستان بشكل متواصل، موضحا أن مهمتهما «ليست فقط للتشاور مع الحكومة بما فيها الجيش الباكستاني، ولكن من أجل التأكد أن مع تفاقم هجوم قوات إيساف، سيكون الباكستانيون جاهزين، كي يكونوا على علم وكي يعرفوا أين تحدث العمليات العسكرية ليستعدوا لأية تأثيرات منها». من جهة اخرى دعت حركة طالبان أمس، في بيان، الأفغان إلى مقاطعة الانتخابات الرئاسية ومجالس الولايات المقررة في 20 أغسطس (آب)، و«الانضمام إلى صفوف الجهاد» من «أجل تحرير بلدهم الذي يحتله الغزاة». وقال البيان الذي وزع بالبريد الإلكتروني، «يجب على جميع الأفغان، بوصفهم أفغانا ومسلمين، مقاطعة هذه العملية الأميركية الكاذبة»، في إشارة إلى الانتخابات. وأضاف البيان بتوقيع «إمارة أفغانستان الإسلامية» أن «لإعادة إرساء استقلال حقيقي بدلا من التوجه إلى مراكز اقتراع وهمية، يجب على (الأفغان) الانضمام إلى صفوف الجهاد والمقاومة وتحرير بلدهم، الذي يحتله الغزاة». وتابع أن «المشاركة في هذه الانتخابات تعني التعاطف مع الغزاة الأميركيين ودعمهم، وبالتالي إضفاء شرعية على الاجتياح الأميركي». وأكدت طالبان أنه «يجب على جميع المجاهدين التأكد من فشل هذه العملية، ويجب عليهم شن عمليات على قواعد الأعداء ومنع الناس من المشاركة في الانتخابات، وإقفال جميع الطرق أمام كل السيارات الحكومية والمدنية عشية الانتخابات. ويجب عليهم إبلاغ السكان». وبذلك تؤكد حركة طالبان، التي قادت البلاد من 1996 إلى 2001، دعوتها قبل عدة أشهر لمقاطعة الانتخابات.