الصين تنشر قائمة مطلوبيها الإيغور: مهلة 10 أيام.. وإغراءات للمتعاونين

اتجاه لإعادة طبع مذكرات ربيعة قدير «دراغون فايتر».. بسبب إقبال الأميركيين عليها

الناشطة الإيغورية ربيعة قدير تتحدث إلى أنصارها، عبر الفيديو، في طوكيو أمس، قبيل مغادرتها اليابان باتجاه الولايات المتحدة حيث تقيم (أ.ف.ب)
TT

نشرت الصين قائمة بأسماء وصور 15 من الإيغور المطلوبين لدورهم في الاضطرابات التي تسببت الشهر الحالي في مقتل نحو 200 في إقليم شينغيانغ الذي تقطنه غالبية المسلمين في الصين. وجاء هذا في وقت كشفت فيه دار نشر في الولايات المتحدة عن أنها تعتزم طبع نسخ جديدة من كتاب مذكرات المنشقة الإيغورية المقيمة في المنفى ربيعة قدير، لأنه حقق نجاحا كبيرا منذ طرحه في الأسواق الأميركية قبل شهرين.

ونشر مكتب الأمن العام في أورومتشي عاصمة إقليم شينغيانغ مذكرة حذر فيها الدفعة الأولى من الهاربين «ألا يأملوا أن يحالفهم الحظ كثيرا ويفلتوا» من السلطات. وجاء في المذكرة، التي نشرتها وسائل إعلام صينية رسمية، أمس، أن السلطات ستلجأ إلى الرأفة مع من يسلمون أنفسهم خلال عشرة أيام وأن العقوبة ستخفف على من يتعاونون. وقالت المذكرة «من يرفض تسليم نفسه سيلقى معاملة شديدة طبقا للقانون». وعرضت الحكومة أيضا مكافآت لمن يقدم معلومات عن مثيري الشغب.

وفي أسوأ أعمال عنف عرقية يشهدها إقليم شينغيانغ، هاجم الصينيون الإيغور، الصينيين من عرق الهان، وهم أغلبية في البلاد، في العاصمة أورومتشي في الخامس من يوليو (تموز) الحالي بعد أن نزلوا إلى الشوارع في احتجاجات على هجمات تعرض لها عمال من الإيغور في مصنع بجنوب الصين في يونيو (حزيران) الماضي وقتل فيها اثنان من الإيغور. وبعد يومين من هجمات الإيغور في أورومتشي شن الهان هجمات انتقامية. وخلفت أعمال العنف 197 قتيلا غالبيتهم من الهان وأكثر من 1600 مصاب. واحتجزت السلطات الصينية نحو 1000 شخص غالبيتهم من الإيغور في الحملة الأمنية التي أعقبت أعمال العنف. وذكرت وسائل إعلام صينية أنه خلال الأيام القليلة الماضية احتجزت السلطات 253 شخصا سلمهم «سكان محليون ينتمون إلى جماعات عرقية مختلفة».

وأثارت أعمال العنف الأخيرة في أورومتشي اهتماما كبيرا بمذكرات المنشقة الإيغورية المقيمة في المنفى ربيعة قدير، حسبما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن دار نشر الكتاب. وأعلنت «كايلز برس» فرع «دبليو دبليو نورتون آند كومباني» ومقرها كاليفورنيا، بغرب الولايات المتحدة، أنها تنوي طبع نسخ جديدة من كتاب «دراغون فايتر» الذي طرح في الأسواق في الولايات المتحدة قبل شهرين. وتساءل كنيث كايلز ناشر الكتاب «يريد الجميع أن يعرف من هي قدير، والكتاب أفضل وسيلة للرد على هذا السؤال».

وقدير، 62 سنة، التي تعتبر نفسها «ابنة الشعب الإيغوري» هي المدافعة عن المسلمين الناطقين بالتركية الذين يشكلون أغلبية في شينغيانغ الصينية. وتقيم قدير، الأم لـ 11 ولدا، والتي أصبحت جدة، في المنفى في الولايات المتحدة، حيث انضمت إلى أسرتها في مارس (آذار) 2005 بعد أن سجنت في الصين لست سنوات. وتصف قدير بشكل لافت في الكتاب تجربتها في السجن.

وتعتبر الصين قدير «انفصالية» واتهمتها بالتحريض لأعمال العنف العرقية التي شهدتها عاصمة شينغيانغ. وتنفي قدير، التي كانت سيدة أعمال ناجحة في الصين، هذه الاتهامات وتنتقد «القمع» الذي يتعرض له الشعب الإيغوري.

ومنذ نشر مذكراتها بالإنجليزية ترجم الكتاب إلى الإيطالية والكورية على أن ينشر قريبا بالفرنسية واليابانية والإيغورية، كما قال كايلز، الذي لم يكشف أرقام المبيعات حتى الآن. وأصلا طرحت دار نشر «راندوم هاوس» كتاب «دراغون فايتر» في الأسواق بالألمانية في 2007 بالتعاون مع الكاتبة ألكسندرا كافيليوس.