مجزرة في جنوب السودان ضحيتها 161 قتيلا في هجوم قبلي

الحركة الشعبية: وزيرة الصحة ستذهب لمجلس الوزراء بالبنطلون

TT

أعلن اللواء كوال ديم كوال الناطق الرسمي باسم الجيش الشعبي لتحرير السودان في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن مليشيات قبلية هاجمت مجموعة من المواطنين حين كانوا في رحلة صيد اسماك من نهر مجاور وأطلقوا عليهم النار ما أسفر عن مقتل 161 شخصا، بينهم 100 امرأة وطفل.

وروى كوال ما حدث أول من أمس في مدينة اكوبو في جنوب السودان وقال إن مجموعة من السكان ذهبوا إلى نهر «سيني» المجاور، وعلى بعد 4 كيلومترات جنوب غرب من المدينة لاصطياد السمك من النهر، يتعرضون بين الساعة السابعة والثامنة صباحا إلى هجوم من مجموعات مسلحة، فتحت فيهم النار من كل الاتجاهات، ما أسفر الهجوم مباشرة عن مقتل 150 شخصا حسب معلومات السلطات المحلية في محافظة اكوبو، بينهم 100 امرأة وطفل، و50 رجلا، واعتبرت السلطات المحلية مجموعات من السكان في عداد المفقودين بسبب الهجوم.

وقال إن مجموعة من قوات الجيش الشعبي مكونة من 35 جنديا أعطيت تعليمات لإنقاذ المواطنين الذين تعرضوا للهجوم، ولكن القوة نفسها تعرضت إلى نيران كثيفة من المليشيات المهاجمة ما أسفر عن مقتل 11 من قوات الجيش الشعبي في المكان. وحول هوية المليشيات التي شنت الهجوم، قال كوال إن السلطات المحلية في اكوبو ترجح بأنها من قبيلة «المورلي»، وان الذين تعرضوا للهجوم من قبيلة « للانوير». ويذكر أن المنطقة تشهد صدامات قبلية من وقت لآخر منذ أكثر من عام أطرافها قبائل: «النوير والمولى» أحيانا، وبين «للانوير المولى»، أحيانا أخرى.

وكشف اللواء كوال أن الفرقة الثامنة مشاة من الجيش الشعبي أعطيت تعليمات بإرسال قوة إلى المنطقة للمساهمة في دفن القتلى وتوفير الحماية للسكان والبحث عن المفقودين من السكان. وأعلن كولا أن الجيش الشعبي يدين الهجوم لأنه وقع إلى مواطنين أبرياء وعزل، وقال «ونحن في انتظار التعليمات من القيادة» بشأن الوضع هناك.

في الأثناء، اتهم مسؤول في الحركة الشعبية لتحرير السودان شرطة النظام العام في السودان بمساومة الفتيات اللائي يتم إلقاء القبض عليهن على أنفسهن مستغلين خوفهن من إبلاغ ذويهن، بواقعة إلقاء القبض عليهن. وقال ياسر سعيد عرمان مسؤول قطاع الشمال في ندوة حــاشدة في حي مانيلا، في جنوب الخرطوم بمناسبة ذكرى رحيل زعيم الحركة الشعبية الدكتور جون قرنق قانون امن المجتمع «النظام العام يسيء للمسلمين والمسيحيين على حد سواء»، واعتبر عرمان قانون امن المجتمع ضد كل السودانيين وضد الحرية الخاصة للمرأة، وقال إن شــرطة النظام العام تقوم بمساومة الفتيات بدلا عن الدعوة للفضيلة. في سياق هجومه على القانون كشف عرمان أن وزيرة الصحة السودانية الدكتورة تابيتــا بطرس، وهي قيادية في الحركة الشعبية، قررت أن ترتدي البنطلون وتذهب به باسـتمرار اجتماعات مجــلس الوزراء، في إشارة من عرمان إلى تحدي الحركة لقانـون امن المجتمع. وتأتي تصريحات عرمان في وقت تفصل فيه محكمـة في الخرطوم في قضية رفعتها الســلطات السـودانية ضد صحافية سودانية بتهمة ارتداء زي فاضح، حيث ألقت الشرطة القبض عليها بالزي، وهو «بنطلـون»، أثناء حضور الصحافية لبنى احمد حسين التي تعمل في إعلام البعثة الخاصة للأمم المتحدة «يونمس» حفلا عام في ناد بحي فاخر في العاصمة الخرطوم قبل أســابيع.

وشن عرمان هجوما عنيفا على حكومة الرئيس عمر البشير، وقال «إنها فاقدة للإدارة الجيــدة»، ووصفها بأنها غير عادلة، وأعاب عرمان على الرئيس عمر البشير قيــامه بلقاء قبيلة المسيرية العربية في الخــرطوم بعد إعلان قرار تحكيم تبعية منطقة أبيي المتنــازع عليها بين الشــمال والجنـوب، ولم يلتق بقبيلة دينكـا نقوك، وقـال كان المرفــوض أن يســتقبل القبيلتيـن لأنه رئيس لكل الســودانيين، واعتبر عرمان ما حدث يضر بكل من المسيرية ودينكـا نقوك. ولفت عرمان إلى أن قانون الصحافة الجيد وقعه الرئيس عمر البشير أخيرا بعد إجازته من البرلمان ولكن الوضع ظل كما هو قبل القانون الجديـد».

وامتدح عرمان زعيم الحركة الراحل جون قرنق، وقال إنه قاد حركة التحرر في السودان والمنطقة، وكشف أنه ساهم في تأسيس حركات التمرد في شرق السودان وغربه، وأضاف «إنه كان صاحب نظرية».