كلينتون: جهود السلام مختلفة اليوم بسبب وجود التزام أميركي ومبادرة السلام العربية

وزير الخارجية الأردني شدد على ضرورة وقف الاستيطان ووقف طرد العائلات العربية من القدس

TT

عبرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون عن التزام بلادها بإحلال السلام في الشرق الأوسط، قائلة إن «الجميع يعلم ما هو مطلوب لسلام شامل مبني على حل الدولتين، ولكن الأمر مختلف اليوم على جهتين، أولا التزام الولايات المتحدة من أول يوم من هذه الإدارة والقول بأن هذه من أهم أولوياتنا والالتزام من خلال مبادرة السلام العربية التي لم تكن موجودة في التسعينات من القرن الماضي.. هذه المرة لدينا فرصة كبيرة لتحقيق السلام». وأضافت: «نريد كلا الطرفين من أي إجراءات قد تجعل عملنا أصعب في حل كل القضايا التي من الصعب حلها». وجاء ذلك في مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية الأردني ناصر جودة الذي شدد على أن «الجميع لديه مسؤولية للمساعدة في الكلام والأفعال وإظهار القيادة في دعم جهود» الولايات المتحدة لإطلاق السلام. وأضاف: «يجب ألا نعمل من أجل الوصول إلى ما كنا عليه في السابق، بل يجب أن نتقدم إلى ما كان علينا أن نصل إليه بموجب اتفاق مدريد، حدود التسوية النهائية معروفة للجميع». واعتبر كل من كلينتون وجودة أن طرد عائلات عربية من القدس الشرقية والعمل على بناء وحدات استيطانية في شيخ جراح أمر مرفوض. وقالت كلينتون: «هذه التصرفات مؤسفة جدا وقد قلت في السابق إن طرد العائلات وهدم المنازل في القدس الشرقية لا يتماشى مع الواجبات الإسرائيلية وأناشد الحكومة الإسرائيلية والمسؤولين المحليين الامتناع عن هذه الإجراءات المستفزة». وأضافت: «الخطوات الأحادية الجانب من أي من الطرفين لا يمكن أن تستخدم لتحديد نتائج المفاوضات ولن يعترف بها كتغيير الواقع»، موضحة: «نحن نعمل جاهدين للوصول إلى طاولة المفاوضات، وعندما تبدأ المفاوضات كل الأمور ستكون على طاولة التفاوض». وأشارت كلينتون إلى أن التحركات الإسرائيلية الأخيرة تأتي في سياق الاستعداد للمفاوضات، قائلة: «كنت محامية في السابق والكثير من الأحيان الأطراف المختلفة يدخلون المفاوضات بمواقف شديدة وصعبة ونحن نتفهم كل ذلك وسنبقى في المسار الذي نحن عليه». وحذر الوزير الأردني من الاعتماد على «إجراءات جزئية لا تحرز السلام»، مشددا على أهمية سلام شامل يخدم مصالح الولايات المتحدة والمجتمع الدولي بالإضافة إلى العالم العربي. وقال جودة إن في بعض الأحيان «هناك تشديد أكثر من الضروري أحيانا على الإشارات بدلا من السلام الشامل»، مضيفا: «يجب أن نوقف الأفعال الضارة، بالإضافة إلى خطوات لإعادة بناء الثقة بالمفاوضات، ومواصلة الاستيطان ليس فقط غير شرعي وغير قانوني بل أيضا لا يساعد في إعادة الثقة، والإجراءات في الأراضي المحتلة وخاصة في القدس الشرقية مثل هد البيوت وطرد العائلات والحفر تحت المواقع الإسلامية والمسيحية المقدسة غير مقبول». وذكر جودة مجددا بالتزام الدول العربية والإسلامية بمبادرة السلام العربية، قائلا: «اليوم في 2009 على إسرائيل أن تبادل» الجهود العربية. وطالب جودة بـ«إطلاق مفاوضات سلام جدية بجدول زمني محدد على كل المسارات من حيث ما تركت المفاوضات». وأشار جودة إلى تصريحات وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في واشنطن الأسبوع الماضي، قائلا إن «الأمير سعود كان واضحا، وأنا سأكون واضحا، وهو أن مبادرة السلام العربية تضع العلاقات الطبيعية في نهاية المطاف وكلنا متفقون أن علينا أن نخلق البيئة الملائمة لإطلاق المفاوضات». ومن جهة أخرى، رفضت كلينتون الإفصاح عن أي إجراءات أو عقوبات جديدة قد تفرض على إيران لدفعها لوقف برنامجها النووي، قائلة: «نحن لن نعلق على ما يمكن أن يحصل، لقد أوضحنا كثيرا أننا نريد أن نتواصل مع الإيرانيين». وأضافت كلينتون: «نحن نراقب إيران عن كثب وقد عقدت مشاورات عبر الهاتف مع دبلوماسيينا المطلعين على إيران للتشاور حول ما يحصل هناك»، موضحة: «في حال عدم وجود إيجابية إيرانية سنتخذ إجراءات وقد تشمل عقوبات جديدة». وفي ما يخص الأميركيين الذين اختفوا على الحدود العراقية ـ الإيرانية، قالت كلينتون: «إلى حد الساعات الأخيرة لم نحصل على تأكيد رسمي بأن الحكومة الإيرانية أو جماعة تعمل لصالحها اعتقلت الأميركيين المفقودين». وأضافت: «لقد طلبنا من شركائنا السويسريين الذين يمثلون مصالحنا في إيران أن يستفسروا لنا لتحديد موقع المفقودين الثلاثة، وبالطبع نحن قلقون ونريد حل هذه القضية في أسرع وقت ممكن ونطالب الحكومة الإيرانية بمساعدتنا في تحديد مكانهم وإعادتهم بأسرع وقت ممكن». ومن جهة أخرى، أشادت كلينتون بمساعدة الأردن في استقرار العراق، مشيرة بشكل خصوصي إلى اللاجئين العراقيين في الأردن. وقالت: «نشيد بشكل خاص بمساعدة الأردن للاجئين العراقيين ونعمل مع الحكومة العراقية لمساعدة العراقيين الذين تركوا ديارهم ولكن يريدون العودة الآن».