أحد قادة البوليساريو المنشقين يقول إن قادة آخرين يتحينون الفرصة للعودة إلى المغرب

ولد السويلم لا يتوقع شيئا من مفاوضات فيينا بين الجانبين.. وتحدث عن مجاعة في مخيمات الصحراويين

TT

قال أحمدو ولد السويلم، شيخ قبيلة أولاد الدليم بالصحراء وأحد القادة المؤسسين لجبهة «البوليساريو»، إنه لا يتوقع شيئا من جولة جديدة من المفاوضات بين المغرب والبوليساريو ستعقد خلال هذا الشهر في العاصمة النمساوية فيينا برعاية من الأمم المتحدة، وقال إن قادة البوليساريو «يراوغون ويتعنتون ويخادعون ولا يريدون حلا للنزاع» على حد قوله. وكان السويلم انشق عن البوليساريو وعاد إلى المغرب قبل أيام واستقبل من طرف العاهل المغربي الملك محمد السادس، وهو يعد واحدا من أبرز العائدين إلى المغرب منذ سنوات. وردا على سؤال حول احتمال أن يكون عضوا في الوفد المغربي خلال الجولة المقبلة من المفاوضات في فيينا، قال «ليس المهم أن أكون عضوا في الوفد، لكن الأكثر أهمية هو أن يكون المغرب في الموقف الصحيح الذي يساعد على إيجاد حل للمشكلة»، مشيرا إلى أنه يضع نفسه رهن إشارة العاهل المغربي، إذا كانت هناك ضرورة لحضوره ضمن الوفد المفاوض.

ووصف القائد المنشق الأوضاع في مخيمات تندوف (جنوب غربي الجزائر) بأنها «كارثية وتقترب من حالة المجاعة»، مشيرا إلى أن «هذه الوضعية هي التي تفسر نداءات الاستغاثة لتحسين أوضاع اللاجئين، موضحا في الوقت نفسه أن هناك استغلالا للمساعدات الإنسانية بغرض الثراء».

وقال ولد سويلم الذي كان يتحدث في مؤتمر صحافي عقده أمس بالرباط، إن مشروع الحكم الذاتي الذي طرحه المغرب، كإطار لحل قضية الصحراء بأنه زرع أملا في نفوس الصحراويين الذين كانوا يعيشون على حافة اليأس، وأضاف «الاقتراح لم يسقط من السماء بل جاء بعد مقاربات عديدة».

وقال إن «الصحراويين يؤيدون هذا الاقتراح لأنه سيضع حدا لمأساتهم، ويحررهم من البقاء في المخيمات» وقال إن هناك قادة آخرين غيره يتحينون الفرصة للعودة إلى المغرب وأردف قائلا «أنا أعرفهم وأعرف مشاعرهم، ونظرا لضرورة الحفاظ على أمنهم وحتى لا يتعرضوا للمخاطر لا أستطيع أن أصرح بأسمائهم».

وقال ولد السويلم «المتتبع لتطورات مشكلة الصحراء لا بد أن يميز بين موقفين، إذ هناك من يبادر لطرح حلول للمشكلة وهناك من يعرقل ويخادع كسبا للوقت». وتطرق ولد السويلم إلى تلويح البوليساريو بالحرب، فقال إن ذلك موجه فقط للاستهلاك الداخلي، «الحرب انتهت ولن تعود» على حد قوله، وعزا ذلك إلى عجز البوليساريو عن الحرب، وليس رغبة منها في السلام، وزاد قائلا «البوليساريو قطعة جليد ذابت». واعتبر ولد سويلم رفع دعاوى قضائية في إسبانيا ضد شخصيات مغربية من طرف البوليساريو «مجرد عملية دعائية». وبشأن التحولات التي أثارت انتباهه لدى عودته إلى المغرب بعد غياب سنوات طويلة، قال إنه ليس بحاجة ليدرك أن المغرب قطع أشواطا تنموية كبيرة «على الرغم من المصاعب التي يعانيها وكيد الكائدين» على حد تعبيره وقال إن البلاد «تتحول إيجابيا وبخطى ثابتة وبقدرات تثير حسد الآخرين».