تخوف في أفغانستان من أعمال عنف تلي الانتخابات الرئاسية

مقتل 12 وإصابة 26 في انفجار قنبلة بإقليم هرات

حراس أفغان يقفون أمام ملصق دعائي للمرشح الرئاسي الدكتور عبد الله عبد الله وزير الخارجية الأسبق في تجمع انتخابي باستاد العاصمة كابل أمس (أ.ب)
TT

حذرت الحكومة الأفغانية أمس من أنها ستتعامل «بحزم» مع من يلجأون إلى العنف للاعتراض على نتائج الانتخابات المحلية والرئاسية المقررة في 20 أغسطس (آب)، مع تزايد المخاوف من حدوث اضطرابات شبيهة بتلك التي وقعت في إيران. وجاء في بيان صدر أول من أمس أن «وزارة الداخلية ستتعاطى بحزم مع كل من يحاول فرض إرادته على الشعب الأفغاني بقوة السلاح». ونقلت صحف غربية الأسبوع الماضي عن خبير أفغاني قوله إنه لو لم يقبل عبد الله عبد الله، وزير الخارجية السابق وخصم الرئيس المنتهية ولايته حميد كرزاي، نتائج الانتخابات التي يترشح لها الخصمان، فقد تشهد البلاد احتجاجات عنيفة. وورد أيضا قول الخبير هارون مير «لن تكون هناك مظاهرات سلمية في كابل. سينزل الناس بأسلحة الكلاشينكوف. كل بيت في كابل يملك سلاحا». وحذرت وزارة الداخلية المسؤولة عن حفظ الأمن خلال الانتخابات من أن التصريحات التي قد تتسبب في «أعمال تدمير أو نهب تزعزع أمن المواطنين»، سوف تلاحق قضائيا وقد تعاقب بالإعدام. وكانت الوزارة قد نسبت خطأ التصريح الصادر عن الخبير الأفغاني إلى أحد أعضاء حملة عبد الله. ونفى هذا الأخير أي علاقة له بالتصريح في مؤتمر صحافي أمس. وتواجه الحملة الرئاسية عبئا آخر، إذ استغل وزير المال السابق، أشرف غاني، الفرصة وطالب بوضع معايير لتقييم مشروعية الانتخابات والتفكير بطريقة للتصرف في حال لم تكن نتائجها موثوقة. وقال الوزير السابق إن «أمتنا لن تحتمل حالة من عدم الاستقرار». ويطرح مراقبون تساؤلات بشأن مصداقية الانتخابات منذ أسابيع. وشكا عدد من المرشحين من تمكن كرزاي من الوصول إلى الموارد الحكومية. كما يمكن أن يقوم المتمردون الأفغان، ومن بينهم عناصر طالبان الذين طردوا من السلطة في أواخر عام 2001 على يد ائتلاف بقيادة الولايات المتحدة، بعرقلة وصول الناخبين إلى صناديق الاقتراع، مما يؤثر على نسبة المشاركة في الانتخابات. وأطلقت اتهامات حول عمليات غش واسعة النطاق على صعيد تسجيل المواطنين على لوائح الشطب كما أن سكان قرى بأسرها لم يحصلوا بعد على البطاقات الانتخابية. يذكر أن الاحتجاجات على انتخاب محمود أحمدي نجاد في إيران قد أسفرت عن مقتل ثلاثين شخصا، بحسب الأرقام الرسمية.

من جهته قال مسؤول أمني بأفغانستان، إن قنبلة على الطريق انفجرت مما أسفر عن مقتل 12 وإصابة 26 في إقليم هرات بغرب البلاد أمس. وصرح الجنرال عصمت الله علي ضائي القائد الأمني لهرات، بأن امرأة وطفلا كانا من بين القتلى في الانفجار، وأن قائد شرطة المنطقة أصيب بجروح خطيرة. وقال قاري محمد يوسف المتحدث باسم طالبان إن الحركة التي تعهدت بإفساد انتخابات الرئاسة هذا الشهر في أفغانستان وراء الهجوم. وأضاف أن خوجة عيسى قائد شرطة المنطقة كان مستهدفا في الهجوم. وتصاعد العنف في أفغانستان خلال الشهر المنصرم، في الوقت الذي زادت فيه الولايات المتحدة وحلفاؤها من حجم القوات التي يقودها حلف شمال الأطلسي لتأمين المناطق المضطربة في البلاد قبل الانتخابات الرئاسية التي تجرى في 20 أغسطس (آب). وكان ثلاثة أميركيين بين خمسة من الجنود الأجانب الذين قتلوا في أفغانستان أول من أمس.

ومن جهة أخرى في باريس، جدد وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير، تأييده إجراء حوار بين السلطات الأفغانية والمعتدلين من حركة طالبان أمس، في وقت تزداد فيه الهجمات على قوات حلف شمال الأطلسي المتواجدة في أفغانستان.

وقال كوشنير في مقابلة مع صحيفة «لو فيغارو»: «بالطبع علينا التفاوض مع طالبان. على الأقل مع أولئك الراغبين بإلقاء أسلحتهم والتحاور. ليست مسؤوليتنا أن نقوم نحن بذلك، بل هي مسؤولية السلطات الأفغانية المنتخبة»، مضيفا «المحاولة الوحيدة للتفاوض المدعومة من الرئيس (الأفغاني حميد) كرزاي لغاية اليوم، كانت في السعودية». وتابع «حاول البعض في الداخل (الأفغاني) إجراء اتصالات بطالبان لأسباب مختلفة، عسكرية، وتنظيمية محلية. يجب تنسيق الأمر مع الحلفاء، وتوفير الشروط الملائمة لذلك. يجب أن لا يغيب عن الأذهان أن هذه مسؤولية الأمم المتحدة، ولن يكون هناك أسوأ من التفاوض بشكل أحادي».