راسموسن: حريصون على التعاون مع المتوسط.. ومنع تحول أفغانستان إلى مركز للإرهاب

بدأ مهامه كقائد جديد للناتو.. وشكل لجنة برئاسة أولبرايت لوضع تصور بشأن مستقبل الحلف

TT

أكد الأمين العام الجديد لحلف شمال الأطلسي، الدنماركي أندرس فوغ راسموسن، أمس، حرصه على تعزيز التعاون الأطلسي المتوسطي، وشدد على التزام الحلف في أفغانستان «حتى لا تعود مسرحا للإرهاب الدولي». وتطرق في مؤتمر صحافي، عقده في بروكسل بمناسبة توليه مهامه، إلى عدة ملفات دولية أبرزها الوضع في أفغانستان، والعلاقات مع روسيا، ومكافحة الإرهاب، والوضع في البلقان، ومستقبل التعاون مع الدول العربية والإسلامية، وباقي الدول الأعضاء في الحوار الأطلسي ـ المتوسطي ومبادرة اسطنبول.

فبداية، أشار راسموسن إلى اعتزازه بالنجاحات «التاريخية» التي حققها الحلف «الناتو» على مدى عمله منذ 60 عاما. ولدى تطرقه إلى الوضع في أفغانستان، شدد على أهمية «تجنب أن يعود هذا البلد من جديد مسرحا للإرهاب الدولي». وقال أيضا: «أريد للناتو أن يخطو خطوات أكبر في أفغانستان، ونريد مساعدة هذا البلد للعودة من جديد لممارسة دوره في المجتمع الدولي، والقضاء على الإرهاب، مع الالتزام بملف حقوق الإنسان». وتطرق إلى الانتخابات المنتظرة في أفغانستان الشهر الحالي، والدور الذي يقوم به الحلف في هذا الإطار، وقال: «أعتقد أنه، أثناء فترة عملي، يجب على الأفغان أن يكون لهم دور أكبر في الإطار الأمني وتحقيق الاستقرار، وعلينا أن نقدم لهم الدعم والمساندة اللازمة سواء من خلال التدريب أو غيره، كما يجب علينا أن نساعد الأفغان على التصدي لطالبان». وأضاف: «من جانبه سيقدم الأطلسي بضفتيه الدعم اللازم، لكنه لن يستطيع أن يفعل كل شيء بمفرده. إنها مهمة تستدعي تضافر جهود المجتمع الدولي لتحقيق النجاح المطلوب في هذا الملف».

ثم انتقل إلى الحديث عن العلاقات مع روسيا، فشدد على اهتمام الحلف بالعمل من أجل تطوير الشراكة والعمل المشترك مع موسكو في المجالات المختلفة، ومنها الوضع في أفغانستان، ومكافحة الإرهاب. ونوه بإمكانية أن تلعب روسيا دورا كبيرا إلى جانب الأطراف الدولية المختلفة، في تحقيق الاستقرار في مناطق متفرقة، تشهد نزاعات أو عدم استقرار. وقال: «يجب أن يفهم القادة في موسكو، وكذلك الشعب الروسي، أن الناتو ليس عدوا لهم وليس موجها ضدهم، وأن من مصلحتنا تطوير شراكة استراتيجية أطلسية ـ روسية». وأكد أن الحرب على جورجيا الصيف الماضي تركت «آثارا سلبية» على العلاقات بين موسكو والناتو. وقال «من الصعب التفكير بأن العلاقات ستعود بسرعة إلى سابق عهدها، لكننا نريد العمل مع روسيا لإعادة بناء الثقة ودفع التعاون على المسرح الدولي، خاصة بشأن مصادر قلقنا». وأضاف: «على روسيا احترام التزاماتها الدولية بشأن عدم انتهاك سيادة ووحدة أراضي الدول المجاورة لها»، مؤكدا أن هذا الأمر يعد من «أهم نقاط الخلاف والتوتر» بين الحلف والقيادة الروسية.

ثم تحدث الأمين العام عن العلاقات مع الدول الأعضاء في الحوار المتوسطي، ومنها دول عربية وإسلامية، وقال إنه حريص على تطوير التعاون والشراكة مع تلك الدول، سواء من خلال مبادرة اسطنبول أو الحوار الأطلسي ـ المتوسطي، لدعم الشراكة والعمل المشترك من أجل السلام ومكافحة الإرهاب وأمور أخرى. وأوضح راسموسن أنه وجه الدعوة إلى سفراء الدول الـ11 الأعضاء في الحوار، لاستقبال كل منهم على حدة والحوار معهم، وشدد على أهمية أن يستمع كل طرف إلى الآخر. وفي ملف الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للإسلام، وتداعيات ذلك على العمل مع تلك الدول، قال إن هذا الملف أصبح من الماضي، ولا يجب أن نتذكره الآن، بل علينا أن ننظر إلى المستقبل وإلى تطلعات الطرفين في محاربة الإرهاب ومنع انتشار أسلحة الدمار الشامل.

وأعلن الأمين العام الجديد لحلف الأطلسي أيضا أن مادلين أولبرايت، وزيرة الخارجية الأميركية السابقة، ستترأس مجموعة مكونة من 12 خبيرا لإجراء مناقشات حول الاستراتيجية المستقبلية للحلف. وقال راسموسن «الناتو في حاجة إلى فكر استراتيجي جديد. لقد عينت مجموعة مكونة من 12 خبيرا برئاسة مادلين أولبرايت لإجراء مشاورات حول الناتو». وكانت آخر مرة وضع فيها حلف شمال الأطلسي استراتيجية شاملة عام 1999، أي قبل وقوع هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001.

وتحدث راسموسن أيضا عن دول البلقان، موضحا أن باب الحلف مفتوح للجميع، طالما توفرت الشروط المطلوبة للحصول على عضوية الحلف. وأشار إلى الاختلاف بين مهمة الحلف في كل من كوسوفو وأفغانستان، وشدد على أن المهمة الأطلسية في كوسوفو أصبحت ذات طابع إنساني أكثر من أي شيء آخر». وجدير بالذكر أن راسموسن كأمين عام جديد للناتو، سيرأس عملية خفض عدد قوات الحلف في كوسوفو، والإشراف على مفاوضات التحاق بلدان غرب البلقان بعضوية الحلف.