قيادة عمليات بغداد تبدأ حملة لفتح جميع شوارع العاصمة وإزالة الجدران الكونكريتية

مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط»: لا يوجد استثناء.. وجميع الطرق ستفتح خلال 40 يوما

شرطي عراقي يتولى حراسة زوار شيعة في كربلاء أمس (رويترز)
TT

فوجئ المئات من أصحاب البسطيات والمحال التي بنيت باستخدام طريقة البناء الجاهز (الأكشاك) في منطقة سوق الهرج في الباب الشرقي وسط العاصمة بغداد أمس، بتجمع عشرات عربات الهامر والناقلات والجرافات والبدء وبشكل فوري في تجريف هذه البسطيات والأكشاك، وبعدها قامت الآليات التابعة للأمانة وبمساندة أفراد من الجيش العراقي برفع الجدران الكونكريتية التي سبق أن سور بها السوق خوفا على المتبضعين. وجاء هذا التحرك غداة إعلان الحكومة العراقية أول من أمس قرارها فتح جميع الشوارع المغلقة ورفع الجدران الكونكريتية عنها.

«الشرق الأوسط» حضرت عملية رفع الجدران في منطقة الباب الشرقي، وكذلك رفعها من منطقة الكرادة ومناطق أخرى، ضمن حملة واسعة تبنتها خطة فرض القانون وبالتنسيق مع أمانة بغداد لفتح جميع طرق بغداد دون استثناء خلال مدة لا تتجاوز الـ40 يوما. وقال أحد المشرفين على إزالة الحواجز والتجاوزات على الأرصفة في سوق الهرج، لـ«الشرق الأوسط»، إن أمانة بغداد «سبق وأن أنذرت أصحاب البسطيات والأكشاك لعشرات المرات، بل وإن الإنذارات لم تبدأ الآن أو منذ شهر أو اثنين، بل منذ منتصف العام الماضي تحديدا، وأخبرناهم بألا يقوموا بتشييد الأكشاك وصرف مبالغ عليها، فنحن لا نريد خسائر لأحد، لكنهم لم يذعنوا، بل زادوا من تجاوزهم وقاموا بتسقيف السوق الذي هو أصلا شارع رئيسي أغلق بسبب استهدافه لمرات عدة»، مضيفا أنه «لم يعد يوجد الآن مبرر لإغلاق هذه الشوارع والساحات، ونريد الاعتناء بمظهر العاصمة، ومن غير المعقول تنظيم أسواق على الشوارع العامة». وأكد المشرف أن الجميع لمس تراجع حدة الزحام في العاصمة بعد أن تبنت الجهات المعنية فتح الشوارع الرئيسية والفرعية، كما أن عملية التنظيم المروري هي الأخرى شهدت تحسنا بعد التحسن الأمني، وهناك انضباط مروري جيد، وأعيدت الإشارات المرورية وإنارة الشوارع، وهناك مخططات كثيرة لتحسين الواقع الجمالي والتنظيمي والإداري للعاصمة.

لكن أحد أصحاب الأكشاك قال: «إن ما تسميه الأمانة بحملة رفع التجاوزات هو في الأصل حملة لخلق مزيد من الشباب العاطلين عن العمل، فالكل يعرف أن فرص العمل قليلة جدا، ونحن خلقنا فرص عيشنا بأنفسنا ولم نعتمد على أحد، وكلما وجدنا سببا للعيش أتى من يحرمنا منها»، وتساءل: «إلى متى نبقى هكذا مطاردين في عملنا؟ نعم، نحن متجاوزون، لكن على الحكومة أن تجد لنا فرص العيش الكريم، أليس هذا أحد بنود الدستور؟».

من جهتها أكدت خطة فرض القانون وقيادة عمليات بغداد أنه تقرر إعادة فتح الشارع الرابط بين ساحة دمشق والجسر المعلق (شارع 14 تموز)، وكذلك رفع الكتل الكونكريتية من الطرق الرئيسية والفرعية، وحسب الأوامر الصادرة من القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء نوري المالكي. مصدر مخول في عمليات بغداد أكد من جانبه لـ«الشرق الأوسط» أن خطة رفع الحواجز وفتح الطرق تشمل جميع طرق ومناطق بغداد دون استثناء. وردا على شمول الشوارع التي أغلقتها بعض الأحزاب أو وجود دور لمسؤولين، قال المصدر: «نعم، لا يوجد استثناء لأي حزب أو مسؤول، فجميع الطرق ستفتح وسترفع الحواجز».