تيار المستقبل ينفي اعتكاف الحريري أو اعتذاره عن التأليف

الوضع الحكومي بانتظار المعالجات الداخلية والإقليمية

TT

بعد المفاجأة التي فجرها الزعيم الدرزي النائب وليد جنبلاط يوم الأحد الماضي بإعلان خروجه من فريق 14 آذار، ثم تراجعه بعد أربعة أيام عن موقفه، لا يزال الغموض يلف مصير الحكومة الجديدة التي لم تشكل بعد، التي تعرقل تأليفها أكثر بعد إعلان جنبلاط، بانتظار بلورة صورة الاتصالات الداخلية والإقليمية ومعرفة نتائج زيارة وزير الإعلام والثقافة السعودي عبد العزيز الخوجة إلى بيروت مطلع الأسبوع الحالي.

وفي هذا الوقت أكد تيار المستقبل أن رئيسه سعد الحريري لم يعتكف ولن يعتذر عن تأليف الحكومة وهو ماضٍ في مهمة التأليف، في حين تظهر الوقائع أن سفر الحريري «الاحتجاجي» إلى فرنسا أربك كل الفرقاء خصوصا الذين احتفوا بانقلاب الزعيم على حلفائه. وقد أثار هذا السفر مخاوف المعارضة من «اعتكاف» رئيس الحكومة المكلف في الخارج احتجاجا على غرار ما كان والده الراحل رفيق الحريري يفعل عندما تشتد عليه الضغوط لتغيير قناعاته في ملف ما. وقد عبر العديد من قادة المعارضة، وتحديدا رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون عن هذه المخاوف.

غير أن عضو كتلة المستقبل النائب سمير الجسر أشار إلى «أن زيارة الرئيس سعد الحريري إلى فرنسا الاثنين الماضي كانت مقررة من قبل، وقد أخرها يوما، وكان من المفترض أن يكون مساء الأحد». وأضاف: «هي زيارة خاطفة وسيعود قريبا إلى بيروت.. ليس للزيارة علاقة بالأزمة. وهو أراد أن يكون بعيدا عن السجال ليس أكثر من ذلك». ونفى الجسر ما يقال في أوساط المعارضة، من أن طول غياب الحريري يمكن أن يعتبر اعتكافا، وقال: «لن يعتكف ولن يتراجع عن أي أمر وهذا كلام موثوق وسيعود إلى بيروت أواخر هذا الأسبوع».

ورأت كتلة التوافق الأرمني النيابية في اجتماع عقدته في مجلس النواب أمس «أن دقة المرحلة تتطلب من كل الأطراف اللبنانيين أن يكونوا على قدر المسؤوليات الوطنية المطلوبة منهم، من خلال المساهمة الجدية في تعزيز الاستقرار وترسيخ حضور الدولة من خلال حكومة وحدة وطنية قادرة على العمل ومواجهــة التحــديات والاســتجابة لمتطلبات الناس على المستوى الاقتصادي والمالي والحياتي». وإذ شددت على «ضرورة بذل كل الجهود الممكنة للمساعدة على إتمام تشكيل الحكومة»، دعت إلى إزالة كافة العراقيل والحواجز من أمام التشكيلة الحكومية، وأكدت «ثقتها بالرئــيس المكلف ســعد الحريري الذي يعكس أداؤه السياسي قناعته الحقيقية بإرساء الشفافية وتعميم مناخ الديمقراطية وتحقيق العدالة وإنتاج التوافق بين اللبنانيين وبناء الثقة بالوطن».

بدوره اعتبر النائب فادي الأعور (عضو كتلة النائب الدرزي المعارض طلال أرسلان) أن «موضوع الحكومة يبدو طويلا بعض الشيء، والمسألة بين جنبلاط والحريري بحاجة لبعض الوقت وبالأخص أن جنبلاط قسم فريق الأكثرية إلى قسمين، وأعلن الطلاق النهائي مع مسيحيي 14 آذار لا سيما مع قرنة شهوان والفريق المحيط بها وأبقى على خطوط تواصل مع آل الحريري وفاء للرئيس الحريري».

وحول عدم استبعاد رئيس مجلس النواب نبيه بري ولادة الحكومة في منتصف الأسبوع المقبل أعرب الأعور عن اعتقاده بأن بري «يستند إلى الخريطة العامة ومن الممكن أن يكون وليد جنبلاط إلى جانب سعد الحريري مستقبلا بالحكومة والمسألة سياسية». وقال: «كان الخلاف على الساحة اللبنانية حول الثلث الضامن أو الثلث المعطل في الحكومة وكل التسميات التي مررنا بها ولكن اليوم انتقلنا إلى مرحلة جديدة في الاصطفافات، فالرئيس المكلف سيفكر بالضمانات العملانية التي تجعله ينطلق بحكومته والرئيس بري يعتبر أن الاصطفاف السياسي العام حول الحكومة هو الذي يشجع على إطلاق ورشة العمل الحكومية وتشكيل الحكومة ولكن هذه الأمور دونها مسافات ودونها حوارات للتمكن من الوصول إلى المكان المطلوب بين كل الأفرقاء».