البنتاغون: تأجيل المراجعة الأمنية في أفغانستان إلى ما بعد الانتخابات

مقتل 21 مدنيا في انفجار قنبلة بهلمند.. والأمين العام لـ«الناتو» يتعهد بتخفيض الضحايا المدنيين ومستعد لمفاوضة «المعتدلين»

موظف في المفوضية الأفغانية للانتخابات يوزع وسط العاصمة كابل أمس نماذج من برامج المرشحين للانتخابات الرئاسية المقررة يوم 20 اغسطس (آب) (أ. ب)
TT

وسط تزايد حدة الهجمات التي يشنها مسلحو حركة طالبان ضد قوات التحالف في أفغانستان، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون» امس، عن تأجيل المراجعة الأمنية الدورية، التي يقدمها قائد الجيش الأميركي، إلى ما بعد الانتخابات الأفغانية. وأكد المتحدث باسم البنتاغون، جيف موريل، أنه كان من المقرر أن يقدم الجنرال ستانلي ماكريستال أول تقرير له حول الوضع الأمني في أفغانستان، إلى وزير الدفاع روبرت غيتس، والأمين العام لحلف شمال الأطلسي «الناتو» أندرس فوغ راسموسن، منتصف أغسطس (آب) الجاري، ولكن تقرر تأجيله إلى وقت لاحق. وقال موريل، في تصريحات للصحافيين مساء اول من امس: «إنه (غيتس) يريد منه (ماكريستال) أن يضع في تقريره بعض التطورات الأخيرة»، ومن بينها الانتخابات الأفغانية المقرر إجراؤها في 20 من الشهر الجاري، وهو ما يعني أن التقرير قد لا يتم تقديمه قبل حلول سبتمبر أيلول المقبل. وحول ما إذا كانت المراجعة الأمنية تتضمن طلباً لزيادة القوات الأمريكية في أفغانستان، قال موريل: «سوف يركز التقييم على الموقف على الأرض، والطريقة التي سيتم سلوكها مستقبلاً، ولكنه لن يقدم مطالب معينة للموارد أو التوصيات»، موضحاً أن أي طلب لمزيد من الجنود سيصدر بشكل منفصل من خلال القنوات المعتادة. إلى ذلك، ذكر مسؤول عسكري أميركي أن وزير الدفاع، الذي طلب من ماكريستال تقديم تقريره بعد 60 يوماً من تعيينه قائداً للقوات الأميركية في أفغانستان، قال إن انتظار ما ستسفر عنه الانتخابات، يُعد أحد الأسباب الرئيسية وراء تأجيل تقديم تقرير المراجعة الأمنية. ويواجه الجنرال ماكريستال ضغوطا لتحقيق نتائج في افغانستان حيث تتعرض القوات الدولية الاميركية والاطلسية لخسائر متزايدة في مواجهة التمرد الاسلامي. وينتشر حوالى 90 الف جندي اجنبي، 64500 تحت قيادة الحلف الاطلسي والباقي تحت قيادة التحالف الاميركي، في افغانستان لمحاربة المتمردين ودعم الحكومة. وقد قتل 75 منهم في يوليو (تموز) الشهر الاكثر دموية بالنسبة للقوات الاجنبية منذ عام 2001 بحسب موقع مستقل. وذكر المتحدث باسم البنتاغون أن وزير الدفاع يخشى من فرض وجود عسكري اميركي كبير جدا في افغانستان «تخوفا من ان لا ينظر الينا كمحررين او حلفاء بل كمحتلين». لكنه اضاف ان غيتس لا يريد الحد «اعتباطيا» من عدد القوات في افغانستان مشيرا الى «انها طريق ضيق». الى ذلك اعلنت وزارة الدفاع الافغانية ان 21 مدنيا قتلوا واصيب ستة بجروح اول من امس في انفجار قنبلة لدى مرور عربتهم في جنوب افغانستان. وقال المتحدث باسم الوزارة الجنرال محمد عظيمي لوكالة الصحافة الفرنسية ان الانفجار وقع في سانغين في ولاية هلمند وهي من الولايات الاخطر والاكثر اضطرابا في البلاد. واضاف ان «القنبلة انفجرت بجرافة وقاطرة ما ادى الى مقتل 21 شخصا واصابة ستة اخرين، وجميع الضحايا من المدنيين«. وفي 17 يوليو (تموز) قتل 11 مدنيا بينهم خمسة اولاد بالطريقة نفسها في ولاية قندهار المجاورة. وكانت القنبلة انفجرت بالشاحنة التي كانت تقلهم الى ضريح. والقنابل اليدوية التي تزرع على جانب الطرقات هي السلاح الاكثر فتكا للتمرد الافغاني بقيادة حركة طالبان التي اطيح بها من السلطة في نهاية 2001 بتدخل عسكري دولي. من جهة اخرى اجرى الامين العام الجديد لحلف شمال الاطلسي الدنماركي اندرس فوغ راسموسن اول من امس اول زيارة له الى افغانستان، حيث وعد بـ«بذل جهود عسكرية ومدنية اكبر» لاقرار الامن في هذا البلد. وتأتي زيارة راسموسن قبل اسبوعين من الانتخابات الرئاسية في 20 اغسطس (آب)، فيما سجلت اعمال العنف مستويات قياسية منذ سقوط نظام طالبان في نهاية 2001. ويزداد القلق بشأن الانتخابات ويخشى المراقبون تدني نسبة المشاركة فيها بسبب انعدام الامن. وقال راسموسن خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده مع الرئيس الافغاني حميد كرزاي ان «قوة ايساف جاهزة للانتخابات وبوسعي ان اؤكد لكم ان جنودنا سيبذلون كل ما في وسعهم لضمان افضل الشروط الامنية لاجراء الانتخابات». واضاف راسموسن انه «ليس هناك من خيار في الوقت الراهن سوى بذل جهود عسكرية ومدنية اكبر في افغانستان لمواجهة ارتفاع وتيرة اعمال العنف». واضاف ان اجراء مفاوضات مع بعض المتمردين سيكون خيارا يسمح بإنهاء العنف. وفي نهاية الاسبوع الماضي اقترح راسموسن حوارا مع طالبان «المعتدلين». وهذه الدعوات تتضاعف منذ اسابيع في الغرب. لكن الحركة لا تزال تشترط انسحاب القوات الاجنبية قبل بدء اي مفاوضات. واوضح «اعتقد ان الشرط المسبق هو ان تتمكن الحكومة من اجراء هذه المفاوضات من موقع قوة» مضيفا انه الى ذلك الحين «ليس هناك من خيار الا مواصلة الجهود العسكرية وتعزيزها». وقال «علينا ان ندرك ان الحل العسكري ليس الخيار الوحيد في افغانستان. اننا بحاجة الى مقاربة اوسع شاملة يتم خلالها بذل جهود عسكرية ومدنية اكبر مع التزام اكبر من الاسرة الدولية». وعلى عكس الاصوات التي تنادي بالانسحاب من افغانستان في مستقبل قريب، قال راسموسن «سنبقى الوقت اللازم لانجاز مهمتنا وتسليم الحكومة دولة مزدهرة وآمنة».