كلينتون تتعهد بدعم الحكومة الصومالية وتحذر إريتريا إذا واصلت تدخلها

حركة الشباب تهاجم شريف وتصف وزيرة الخارجية الأميركية بوكيل فرعون العالم

وزيرة الخارجية الأميركية والرئيس الصومالي خلال المؤتمر الصحافي في السفارة الأميركية بنيروبي أمس (رويترز)
TT

قدمت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون دعما قويا أمس إلى الحكومة الصومالية، متعهدة بأن تقدم واشنطن دعما للحكومة الانتقالية في مواجهة الإسلاميين المتطرفين، محذرة من أن المتطرفين يسعون إلى تحويل الصومال قاعدة لشن هجمات إرهابية على مستوى العالم. وقالت إن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما ستقدم المساعدات العسكرية وغيرها إلى الحكومة الانتقالية وكذلك القوة الأفريقية هناك. وللتدليل على مخاوف انتشار الإرهاب في العالم من الصومال أشارت إلى الخلية التي اعتقلتها أستراليا أخيرا والتي لها ارتباطات بالأصوليين في الصومال.

كما قالت كلينتون في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي شيخ شريف أحمد إن تدخل إريتريا في الصومال غير مقبول، ويجب أن تتوقف. وقالت عن أسمرة «نوضح تماما أن تصرفاتهم غير مقبولة. ننوي اتخاذ إجراءات صارمة إذا لم يتوقفوا».

وكان الرئيس الصومالي شريف شيخ أحمد التقى أمس في العاصمة الكينية نيروبي مع هيلاري كلينتون، واستمر اللقاء الذي عقد في السفارة الأميركية في نيروبي قرابة الساعة ونصف الساعة، وبحث الطرفان خلاله التطورات السياسية والأمنية والإنسانية التي تشهدها الصومال. وبعد نهاية اللقاء عقد الرئيس الصومالي ووزيرة الخارجية الأميركية مؤتمرا صحافيا مشتركا. وكان الرئيس الصومالي قد التقى في نيروبي في وقت سابق أمس مع كل من الرئيس الكيني مواي كيباكي ورئيس الوزراء الكيني «رائيلا أودينغا».

«وقالت كلينتون إن الولايات المتحدة قدمت مبلغ 150 مليون دولار كمساعدة لقوات حفظ السلام الأفريقية، وإن واشنطن ستضاعف هذا الدعم في المستقبل».

من جانبه قال الرئيس الصومالي إنه مسرور بالنتائج التي تمخض عنها الاجتماع، وإن ذلك يمثل بداية مرحلة جديدة في العلاقات بين الولايات المتحدة والصومال. وأشاد الرئيس شريف بدور الولايات المتحدة في دعم عملية السلام في الصومال ودعم للحكومة الانتقالية، مؤكدا أن دعم واشنطن للصومال في المجالات السياسية والأمنية والإنسانية ضروري، ويدفع باقي دول العالم للمضي قدما في هذا الاتجاه لمساندة الحكومة الانتقالية الصومالية. ودعا الرئيس شريف إريتريا إلى أن تحل خلافاتها مع جوارها بطرق أخرى غير التدخل في الصومال، في إشارة إلى نزاع إريتريا مع إثيوبيا، وسخر الرئيس الصومالي من سؤال وجهه إليه أحد الصحافيين حول مصافحته لوزيرة الخارجية هيلاري كلينتون وقال إن هذا سؤال تافه.

وكانت كلينتون قد قالت قبل لقائها مع الرئيس شريف إن المباحثات بين الطرفين ستركز كيف يمكن أن يساعد المجتمع الدولي في تحقيق الاستقرار في الصومال. وأضافت «نعرف أننا نواجه صراعا صعبا للغاية، كما نعرف أن وجود حركة الشباب وعناصر إرهابية في الصومال يمثل تهديدا لدول المنطقة ولاستقرار أفريقيا وغيرها، لذا فإن هذا اللقاء مجال سنتعاون فيه عن كثب». وقال مسؤول أميركي كبير يرافق كلينتون إنه خلال الاجتماع أكد أن واشنطن تسعى لتقديم المزيد من المساعدات المالية، ومن بينها شحنات إضافية من الأسلحة على الرغم من أن ذلك كان مقررا سلفا. وكانت الولايات المتحدة الأميركية قد زودت الحكومة الصومالية بمساعدات عسكرية بلغت 40 طنا من الأسلحة والذخيرة، بقيمة 10 ملايين دولار، كما عرضت واشنطن تدريب قوات الأمن الصومالية ومساعدات لوجيستية أخرى.

وكان هذا اللقاء هو الأول من نوعه على هذا المستوى بين حكومتي الولايات المتحدة والصومال، وهذه هي المرة الأولى التي تقرر فيها الولايات المتحدة التعامل مباشرة مع السلطة الرسمية الصومالية التي تراها واشنطن أفضل فرصة لتحقيق السلام والمصالحة والاستقرار في الصومال حسبما جاء على لسان مساعد وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون الأفريقية «جوني كارسون» قبل أيام. وينتظر الصوماليون ما إذا كانت الأريحية التي اتسمت بها تصريحات المسؤولين الأميركيين في الفترة الأخيرة، وما أسفر عنه هذا اللقاء بين الرئيس شريف والوزيرة كلينتون، ستتم ترجمته إلى أفعال وخطوات عملية أم لا.

في هذه الأثناء، نددت حركة «الشباب المجاهدين» ذات الأفكار المتشددة باللقاء الذي جرى بين الرئيس شريف شيخ أحمد وهيلاري كلينتون، وفي مؤتمر صحافي عقده المتحدث باسم الحركة الشيخ «علي محمود راجي» ذكر أن ذلك اللقاء «يأتي في سياق مؤامرات دولية ضد المشروع الإسلامي في الصومال»، وأضاف «من المؤسف جدا افتخار شخصيات تدعي المسؤولية باللقاء مع امرأة تعد وكيلا لفرعون العالم»، في إشارة إلى اللقاء الذي جرى أمس في نيروبي.

وندد المتحدث باسم حركة الشباب المجاهدين أيضا بتصريحات مبعوث الأمين العام للأم المتحدة إلى الصومال «أحمد ولد عبد الله» بإنشاء منطقة خضراء بالعاصمة مقديشو، تتمركز فيها هيئات ومنظمات الأمم المتحدة العاملة في الصومال، وقال الشيخ علي راجي «هذا يدل على افتقار الحكومة الانتقالية لأي سلطة تذكر». وتحدث الشيخ راجي أيضا عن اللجنة الأمنية المشتركة التي أنشئت للمرة الأولي في العاصمة مقديشو أخيرا، والتي تضم الأمم المتحدة، والاتحاد الأفريقي، والحكومة الصومالية، وقال « إن هذا المشروع مصيره الفشل».

وتضم هذه اللجنة من الجانب الصومالي وزراء الدفاع والداخلية والأمن وقيادات الجيش والشرطة والمخابرات، ومن جانب الأمم المتحدة ممثلين عن المكتب السياسي للأمم المتحدة في الصومال، ومن طرف الاتحاد الأفريقي ممثلين عن قوات الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام في مقديشو، ومهمة هذه اللجنة هي تطوير أداء المؤسسات الأمنية التابعة للحكومة الصومالية، وكذلك وضع قائمة بالاحتياجات الأمنية للحكومة الصومالية، وتعزيز المؤسسات الأمنية من خلال تدريب قوات الأمن الصومالية. ونفى المتحدث باسم تنظيم الشباب أي علاقة للتنظيم مع الشبان الصوماليين الذين اعتقلتهم السلطات الأسترالية أول من أمس بتهمة التخطيط لهجمات على منشآت عسكرية في مدينة ملبورن الأسترالية. وكانت قوات الأمن قد اعتقلت ثلاثة شبان صوماليين ولبنانيين بخصوص هذه القضية.