كلوتيلد ريس.. طالبة لامعة مولعة بإيران بسبب مربيتها

والدها: ابنتي غير مسيسة.. ولا يمكن اعتبارها ناشطة

كلوتيلد ريس
TT

الفرنسية كلوتيلد ريس التي تمثل مع المتهمين الذين يحاكمون في إيران لمشاركتهم في حركة الاحتجاج على إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد، طالبة جدية ومتحفظة وبعيدة كل البعد عن الاتهامات بالتجسس التي أطلقتها طهران، حسبما يؤكد أقرباؤها. وقالت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إيرنا) إنها «متهمة بجمع معلومات وتشجيع المشاغبين» خلال الحركة الاحتجاجية التي تلت إعادة انتخاب الرئيس المحافظ المتشدد في 12 يونيو (حزيران).

وقال والدها ريمي ريس لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «كلوتيلد ليست مسيسة ولا التزام لديها حيال هذه المنطقة ولا يمكن اعتبارها ناشطة». وأضاف أن ابنته البالغة من العمر 24 عاما «لا تتمتع بطباع سياسية مشاكسة» بل هي «غير أنانية ومتمسكة بالقيم ولا تتعاطى السياسة».

وتابع أن ريس التي أوقفت في الأول من يوليو «بريئة بالتأكيد ولا مأخذ عليها ودوافعها هي الفن والثقافة والتعرف على إيران». ويعود تقرب هذه الشابة من الثقافة الإيرانية إلى طفولتها عن طريق مربية لها كانت متحدرة من هذا البلد، وقد درست اللغة الفارسية وزارت إيران عدة مرات. وتتناول أطروحتها لنهاية الدراسة في معهد العلوم السياسية في ليل (شمال) حيث نالت شهادة في 2008، النظام التعليمي الإيراني والمناهج المدرسية منذ الثورة الإسلامية.

وقال مدير هذا المعهد بينوا لاغينيه «كانت طالبة مجدة ومتحمسة للدراسة. طالبة ممتازة حصلت في كل سنواتها على درجة ممتازة». وتذكر صوفي تابوني إحدى زميلاتها السابقات في ليل أنها كانت «فتاة متحفظة وهادئة وجدية». وأكد والدها أن «كلوتيلد تزور إيران حاليا في إطار التعاون الفرنسي الإيراني لتعليم اللغة الفرنسية» في جامعة أصفهان بوسط إيران. وتابع «كان يفترض أن تعود إلى فرنسا. وبما أنها عملت خمسة أشهر كانت تريد أن تمضي عطلة لتزور لبنان وتركيا».

وذكرت وزارة الخارجية الفرنسية أن السلطات الإيرانية تأخذ على ريس التقاطها صورا بهاتفها الجوال لتظاهرات جرت في أصفهان بعد إعادة انتخاب أحمدي نجاد. وقالت رفيقة لها في ليل تدعى كاميل لوكالة الصحافة الفرنسية بدون أن تذكر اسم عائلتها، إنها تلقت من كلوتيلد «رسالة إلكترونية بسيطة جدا تروي فيها ما تراه كمتابعة أو كشاهدة للتظاهرات الضخمة». وأضافت أن الرسائل «تتضمن روابط تقود إلى مدونات طلاب تتضمن بعض الصور». وتابعت «لم نر أي شيء غير ما عرضته وسائل الإعلام والصحف في فرنسا». وقالت ليلى أنور الأستاذة المحاضرة بالفارسية في المعهد الوطني للغات والحضارات الشرقية في باريس والتي كانت كلوتيلد طالبة لديها «إنها شابة لطيفة ومتحمسة ومهتمة جدا بالثقافة ولا تملك أيا من صفات العملاء أو الجواسيس». وأضافت «إنها طالبة يحلم كل الأساتذة بالتدريس لمثلها.. شابة هادئة جدا». وقالت ليلى أنور إن «سوء التفاهم» نجم على الأرجح عن «حضورها التظاهرات والتقاط بعض الصور وإرسالها».