17 قتيلا في مواجهات قبلية في معقل للقراصنة على الساحل الصومالي

السفينة الألمانية تصل إلى مومباسا بعد 4 أشهر من احتجازها

السفينة الألمانية (ام في) «هانزا ستافانجر» وصلت إلى ميناء مومباسا في كينيا أمس بعد إطلاق قراصنة الصومال سراحها (أ.ب)
TT

قال شهود، إنه نشبت معارك بالأسلحة بين أفراد ميليشيات قبلية، مما أدى إلى مقتل 17 شخصا على الأقل وإصابة 30 أمس، في معقل للقراصنة على الساحل الصومالي.

وقال فرح ادن، وهو أحد السكان المحليين لـ«رويترز» بتليفون يعمل بالأقمار الصناعية، إن القتال بدأ في الليلة الماضية، وازداد شدة في الصباح، مما أجبر الكثير من السكان على الفرار من هارارديري.

وقال: «القبيلتان تخوضان قتالا بشأن الأرض، وفتاة تعرضت للاغتصاب في الغابة. ومع الأسف امتدت المعارك إلى البلدة، القتال مستمر بشراسة».

ويعمل القراصنة الصوماليون، الذين يهاجمون السفن التي تستخدم ممرات ملاحية إستراتيجية تربط أوروبا وآسيا من خلال خليج عدن، من عدة قواعد في المنطقة من بينها هاراديري.

وقال قرصان في الميناء الصومالي، الذي يغيب عنه القانون بوسط البلاد، إنه يشعر بالقلق من أن إراقة الدماء ستضر بأرباح القراصنة.

وقال قرصان ذكر أن اسمه محمد لـ«رويترز» بتليفون يعمل بالأقمار الصناعية من هاراديري، «نحن نخشى أن يتوقف نشاطنا، إذا استمرت الاشتباكات». وأضاف «نحن جميعا أعضاء في القبيلتين، ونشعر بالقلق من أن هذه المعركة قد ينتهي بها المطاف بحيث تمتد إلى المحيط».

وتقاتل قوات الأمن التابعة للرئيس الصومالي ضد متمردين إسلاميين متشددين، من بينهم جماعة الشباب التي تتهمها واشنطن بأنها تقاتل بالوكالة عن تنظيم القاعدة في الصومال.

وأمرت جماعة الشعب 4 من وكالات المساعدة الأجنبية بوقف نشاطها، قائلة إنها تتعاون مع وكالات المعونة التابعة للأمم المتحدة، التي طردت من المناطق الخاضعة لسيطرتهم.

وذكر الشيخ أينانشي حسين، القيادي في جماعة الشباب في بلدة جمامي الجنوبية، أن الأربعة هم: جمعية ميرسي الخيرية الأميركية، ومنظمة التعاون الدولي الإيطالية، وأوكسفام البريطانية، وجماعة معاونة المسلمين الدولية التي مقرها بريطانيا.

وأبلغت منظمة صومالية شريكة في أعمال المساعدة، هي مؤسسة جوبا، بأن عليها أن توقف نشاطها. وقال حسين: «هذه الوكالات صمت آذانها عن تحذيراتنا واستمرت في أعمالها غير القانونية».

وأصدر شيخ حسن ضاهر عويس، الزعيم البارز لجماعة متمردة أخرى هي حزب الإسلام، بيانا في مقديشو اليوم السبت، ندد فيه بالسياسة الأميركية وتعهد بمواصلة القتال.

وقال عويس، إنهم اعتقدوا أن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، ستغير بإيجابية السياسة نحو الصومال، لكنها ازدادت سوءا.

وقال إن الولايات المتحدة تريد استعمار جميع حكومات العالم، خاصة الدول الإسلامية لنهب مواردها الطبيعية. وأضاف أنهم سيواصلون القتال إلى أن يصلوا إلى هدفهم.

ومن جهة أخرى، وصلت سفينة الشحن الألمانية، التي أفرج عنها القراصنة الصوماليون الاثنين الماضي، بعد 4 أشهر من احتجازها، إلى ميناء مومباسا الكيني.

وقال مسؤول أمني بالميناء لوكالة «الأنباء الألمانية»، إن سفينة الشحن «هانزا ستافانجر» وصلت في وقت متأخر مساء أمس للميناء، وخضعت لعملية تفتيش عن الأسلحة قبل أن ترسو في الميناء.

واختطفت السفينة «هانزا ستافانجر» في الرابع من أبريل (نيسان) على مسافة نحو 400 ميل بحري، قبالة السواحل الصومالية بين كينيا وجزيرة سيشل. ورافقت الفرقاطة «براندنبرغ» التابعة للبحرية الألمانية السفينة، وعلى متنها طاقم مكون من 24 فردا، من بينهم خمسة ألمان.

وقال تورستن ايتيس، قبطان «براندنبرغ»، إن الطاقم بحالة جيدة بعد انتهاء محنتهم. وأضاف، «إنهم يستعيدون ابتسامتهم تدريجيا، وهم متفائلون جدا بشأن استعادة حريتهم، واتخاذ أولى خطواتهم بعد الأسر». وقال بيتر بين، متحدث باسم بعثة أتلانتا لمكافحة القرصنة التابعة للاتحاد الأوروبي، في حديث لوكالة «الأنباء الألمانية»، إن مسؤولي الشرطة الاتحادية الألمانية سيصعدون للسفينة بمجرد وصولها، حيث إنها تعتبر «مسرح جريمة». ومن المتوقع أن يتم نقل طاقم السفينة بعد ذلك إلى مكان لم يفصح عنه في مومباسا، للخضوع لاختبارات طبية ونفسية.

واتخذت إجراءات أمنية مشددة في محيط الميناء، في الوقت الذي أحضرت فيه شركة «انتشكاب» المحلية للشحن أفراد حراسة خاصة إلى الميناء.

وكان أحد أفراد عصابة القراصنة قد قال لوكالة «الأنباء الألمانية» إنه تم إطلاق سراح السفينة بعد دفع فدية قيمتها 2.7 مليون دولار. واختفى خاطفوا السفينة بعد 12 دقيقة من تسلمهم الفدية. وتعرضت شركة «ليونهارت وبلومبرغ» مالكة السفينة ومقرها هامبورغ لانتقادات شديدة بسبب دفع فدية للقراصنة، الأمر الذي يعد تشجيعا للقرصنة قبالة السواحل الصومالية. يذكر أن طاقم السفينة، التي تبلغ حمولتها 20 ألف طن، يضم 5 ألمان، و3 روس، وفلبينيين اثنين، وأوكرانيين اثنين، و12 من جزيرة توفالو.