إنفلونزا الخنازير: وسائل التشخيص الحالية لا تنجح في رصد أكثر من 30% من الإصابات

ثالث شركة عالمية تختبر لقاحاتها الجديدة على البشر

TT

فيما اعلنت ثالث شركة عالمية لإنتاج اللقاحات عن بدء اختباراتها للقاح مضاد لأنفلونزا الخنازير على البشر، حذر خبراء اميركيون من ان الاطباء لا ينجحون في تشخيص اكثر من 30 في المائة من الإصابات في اقل تقدير.

واعلنت شركة «سانوفي باستور»، في وقت متأخر من اول من امس، عن البدء بتجارب لقاحاتها المضادة لفيروس «اتش 1 إن 1» المسبب لأنفلونزا الخنازير، على البشر. واضافت ان التجارب انطلقت الخميس الماضي وشملت 2000 متطوع في الولايات المتحدة. وتتخصص «سانوفي باستور»، التابعة لشركة «سانفي أفانتيس» الفرنسية لصناعة الادوية، في انتاج اللقاحات.

وبذلك تكون «سانوفي» ثالث شركة عالمية تختبر اللقاحات الجديدة، بعد ان اعلنت شركة «نوفارتيس» السويسرية لصناعة الأدوية قبل عدة ايام، أنها بدأت أولى عمليات اختباراتها على لقاح جديد لإنفلونزا الخنازير على 6 آلاف متطوع في الولايات المتحدة واوروبا. وكانت شركة «سي اس ال» قد سبقت شركات الادوية في بدء اختباراتها على البشر في استراليا، الشهر الماضي.

وقالت شركة «سانوفي باستور» في بيان لها انها تختبر سلامة اللقاحات الجديدة، اضافة الى مقدار جرعاتها اللازمة. ويعتقد غالبية الخبراء بأن جرعتين من اللقاح ستكون ضرورية لتحصين الانسان منه. وتنتج «سانوفي» نحو 40 في المائة من لقاحات الانفلونزا الموسمية.

وتقدمت الشركة الفرنسية بطلب الى وكالة الغذاء والدواء الاميركية بهدف ترخيص لقاحاتها الموعودة بسرعة، وفق الأسلوب المتبع عند ترخيص لقاحات الأنفلونزا الموسمية، رغم ان التجارب السريرية على تلك اللقاحات قد تستغرق عاما كاملا او اكثر. من جهتها قالت مؤسسات الرقابة الطبية الأوروبية ان ترخيص مثل هذه اللقاحات قد يتم خلال فترة قد لا تتجاوز 5 ايام، وفقا لوكالة «اسيوشيتد بريس». وقد تعاقدت عدة دول ومنها فرنسا والولايات المتحدة مع «سانوفي» لتجهيزها بلقاحات انفلونزا الخنازير.

وتحتوي اللقاحات التي تطورها «نوفارتيس» و«سانوفي باستور» على عناصر مناعية تهدف الى تعزيز جهاز المناعة لدى الانسان. ولا تستخدم هذه العناصر المناعية عادة في اللقاحات المنتجة داخل الولايات المتحدة، الا ان منظمة الصحة العالمية اوصت باستخدامها في لقاحات انفلونزا الخنازير.

وقال خبراء اميركيون انه لا توجد معلومات وافية عن تأثير اللقاحات التي تحتوي على هذه «العلاجات المناعية المساعدة» adjuvants، على النساء الحوامل والاطفال، وهما فئتان يتهددهما خطر اكبر في الاصابة بأنفلونزا الخنازير. على صعيد آخر قال خبراء في مراكز السيطرة على الامراض والوقاية الاميركية ان الفحوصات التي يجريها الاطباء حاليا لتشخيص فيروس «اتش 1 ان 1» غير كافية، اذ تقع نسبة التشخيص الصحيح في نطاق يتراوح بين 40 و 69 في المائة من الحالات المصابة.

وتؤكد هذه التحذيرات ما اشارت له المراكز سابقا بأن فحوصات وسائل التشخيص الفورية في عيادات الاطباء لا تتسم بكفاءة عالية لرصد فيروس «اتش 1 ان 1». ومع ذلك فإن المراكز تنصح بتوفير العلاج فور ظهور اعراض الانفلونزا.

وقد وجد خبراء المراكز ان ثلاثة من وسائل التشخيص الشائعة الاستخدام تنجح في رصد الانفلونزا الموسمية، اذ رصدت 80 في المائة من حالات الاصابة بفيروس «إتش 3 أن 2» المسبب لها. وقالوا في دراستهم المنشورة في «التقرير الاسبوعي لمراكز السيطرة على الامراض والوقاية حول الوفيات والامراض»، ان «الظهور الحديث لفيروس انفلونزا «اتش 1 ان 1» يؤكد الحاجة الى تقييم وسائل رصد وتشخيص الأنفلونزا المتوفرة على نطاق تجاري».

وقال الخبراء انه ورغم استخدامهم لوسائل أكثر دقة للتعرف على التكوين الجيني للفيروس «فإن النتائج اظهرت انه ورغم رصد وسائل الاختبارات لفيروس «اتش 1 ان 1» الجديد في عينات من مناطق مصابة به في الجهاز التنفسي تحتوي على كميات كبيرة من الفيروس، الا ان حساسية الاختبارات كانت متدنية»، وفقا لما اوردته النشرة الانجليزية لوكالة «رويترز». وبين الأطقم الثلاثة للتشخيص، حقق الفحص بـ «كويك فيو» 69 في المائة من النجاح في رصد فيروس «اتش 1 ان 1» فيما حقق فحص «دايركتجين» 49 في المائة، و«بيناكس ناو» 40 في المائة فقط.

* شكوك في فاعلية العقاقير المضادة للفيروسات

* قال باحثون في جامعة يورك البريطانية ان اهمية عقار «تاميفلو» المضاد لفيروسات، وكذلك اهمية عقار آخر مضاد للفيروسات هو «ريلنزا»، «لا تزال خاضعة للمناقشات»، أي مشكوك بها. ويعطى العقاران بعد الإصابة بأنفلونزا الخنازير لتخفيف الأعراض لدى المصابين بها وتقليل مدة مرضهم. واظهرت دراستهم ان «تاميفلو» قد خفض في المتوسط، من طول فترة استمرار الأعراض بأكثر قليلا من نصف يوم (0.55 يوم)، بينما خفض «ريلنزا» هذه الفترة بـ 0.57 يوم. الا ان الباحثين قالوا ان تحسنا اكثر ظهر لدى المصابين الذين كانوا يعانون من أمراض سابقة في القلب والرئتين، إذ خفض «تاميفلو» فترة استمرار الأعراض بـ 0.74 يوم و«ريلنزا» بـ 0.98 يوم.

ورغم ان الباحثين تدارسوا تأثير هذين العقارين على الأنفلونزا الموسمية فإنهم أشاروا إلى ان النتائج صالحة أيضا لفيروس أنفلونزا الخنازير. ويفترض الدكتورة جين بيرتش والبروفسور ليزلي ستيوارت الباحثان في مركز التقييم والمراجعة في الجامعة، الذين نشروا دراستهم في مجلة «لانسيت ـ الامراض المعدية» الطبية البريطانية، ان المنطلقات الاخرى للحد من أنفلونزا الخنازير مثل اللقاحات المضادة سوف تكون أكثر فاعلية في مكافحة عدواها، ما دامت تأثيرات «تاميفلو» و«ريانزا» تظل «على طاولة المناقشات».