مؤتمر فتح ينتخب 18 للمركزية وعباس رئيسا لها.. ويعين 4 آخرين لمواجهة «أزمة غزة»

أبو مازن بعد انتخابه رئيسا بالتزكية: المؤتمر سينجح غصبا عن حماس.. والقدومي أخي

الرئيس الفلسطيني محمود عباس يتلقى التهاني بعد انتخابه رئيسا لحركة فتح بالتزكية في مؤتمر الحركة في بيت لحم أمس (إ.ب.أ)
TT

انتخب مؤتمر فتح، أمس، الرئيس الفلسطيني محمود عباس رئيسا للحركة، بالتزكية، بعد أن أجمع الحاضرون على ذلك، وبناء عليه فإن عباس سيحتفظ بكرسيه في اللجنة المركزية وبرئاسة هذه اللجنة دون أن يضطر للترشح.

وصادق المؤتمر على انتخاب 18 من أعضاء المركزية انتخابا، وتعيين 4 آخرين، بالإضافة إلى عباس، وبذلك يصبح عدد أعضاء المركزية 23 عضوا.

واضطر عباس للتدخل لتوضيح السبب الذي اقترحت من أجله المركزية تعيين 4، وقال إن هذا التعيين معمول به في فتح، وليس بدعة، وجاء مراعاة لبعض الظروف الصعبة.

وأضاف عباس، ردا على مداخلات قالت إن من شأن هذا الاقتراح أن يقسم فتح جغرافيا: «لا أحد يزايد علينا، نحن اجتمعنا ليالي لبحث كل ما يعترضنا من أزمات، وهناك أزمة لم تحل ويمكن أن تنفجر في أي لحظة»، (يقصد أزمة منع أعضاء غزة من المشاركة).

وكانت «الشرق الأوسط» نشرت أن اللجنة المركزية ستلجأ إلى التعيين في محاولة للتغلب على مشكلة غزة، بهدف تعيين أعضاء من القطاع إذا لم تأت الانتخابات مرضية لقيادة فتح هناك ولا تمثل الثلث.

وقال عباس إن مبدأ التعيين يأتي لمواجهة ما يمكن أن يطرأ بعد المؤتمر. وكان عدد من قيادات غزة قالوا إنها لن تشارك في المؤتمر، وستقاطع، ومن بينهم القيادي المعروف عبد الله أبو سمهدانة، الذي أخبر «الشرق الأوسط» بأنه ومعظم أقاليم غزة سيقاطعون المؤتمر ولن يشاركوا فيه عن بعد، محملا القيادة الفلسطينية مسؤولية «ظلم غزة».

وقال أبو مازن للمؤتمرين، بعد أن طلب منهم عدم إجراء مداخلات، إنه يمكن أن «نتقاتل ونتصايح ونرفع صوتنا في هذه القاعة، والوقت لا يضغط علينا».

وحينها مرر أحد مساعدي عباس ورقه له تخبره بأن حديثه يبث على الهواء، ولم يكن أبو مازن يعرف ذلك، ضحك وقال «على الهوا أنا» وتابع، «ما دمنا على الهوا فما زالت حماس تمارس اعتداءاتها على أبناء الحركة، وعلى الرغم من ذلك نجح وسينجح المؤتمر.. غصبا عنهم».

ووافق المؤتمرون على اقتراح التعيين في المركزية، ولم يعارضه سوى 65 عضوا فقط، لكن المؤتمر أقر أن يتم ترشيح هؤلاء المعينين بأغلبية ثلثي أعضاء المركزية، أما تعيينهم نهائيا فلا يتم إلا بعد موافقة المجلس الثوري للحركة. وقال عثمان أبو غربية، رئيس المؤتمر، للمؤتمرين، إن أي عضو لا يحالفه الحظ بالانتخابات لن يتم تعيينه في المركزية.

بعدها انتخب المؤتمر بالإجماع عباس رئيسا لحركة فتح، وبعد انتخابه علت الأصوات التي أخذت تهتف، «أنا ابن فتح ما هتفت لغيرها»، وأقيمت بعض حلقات الدبكة، وزغرد بعض النسوة من العضوات، وصفق الحضور لأبو مازن الذي عانقه أعضاء اللجنة المركزية الحالية.

وقال الرئيس إنه وحده لن يحمل المسؤولية «يجب أن نحمل المسؤولية جميعا لننجح، وإن لم نحمل المسؤولية معا فلن ننجح، ولن نستطيع أن نصل إلى هدفنا الذي نسعى إليه».

واعتبر عباس أن المؤتمر يشكل انطلاقة جديدة لحركة فتح، تأتي بعد عدة انطلاقات كثيرة ونكسات كثيرة، وأضاف «كنا نصل إلى حافة الحافة ويقول الجميع والناس انتهت هذه الظاهرة وتعود الحركة أقوى مما كانت عليه».

وخاطب عباس الحضور «اليوم لدينا انطلاقة جديدة في هذا المؤتمر العظيم، وأحيي هنا من لم يتمكن من حضور هذا المؤتمر، لأنه ليس كل من حضر يستحق، وليس كل من لم يحضر لا يستحق.. وإن كنت أخص أهلنا في غزة الذين منعوا، لكن هذا الأمر لن ننساه».

وأضاف عباس «نريد أن نقول للعالم إن فتح صاحبة المشروع الوطني، صاحبة الرؤية الصائبة، صاحبة المواقف الحقيقية الموضوعية، نقول للعالم نحن بدأنا المسيرة بهذه الرؤية بهذه العقلانية وبهذه الموضوعية، وسنكملها نحن لنصل إلى الدولة الفلسطينية المستقلة».

وتوجه عباس بالتحية لاثنين من أعضاء اللجنة المركزية، آثرا عدم ترشيح نفسيهما مرة أخرى لعضوية اللجنة، وهما هاني الحسن وصخر حبش، وكلاهما يعاني من مشاكل صحية. أما بقية أعضاء اللجنة فرشحوا أنفسهم مرة أخرى، باستثناء فاروق القدومي، الذي يعارض عقد المؤتمر، ومحمد جهاد الذي قال إن أي دعوة لم توجه له، وكلاهما من معارضي عباس.

وقال عباس «قبل حوالي شهر، كدنا نتعرض لعملية انشقاق، وكان واضحا أن معالم هذا الانشقاق بدأت تظهر، والعالم حاول أن يبدأ بنعي فتح ويقول إنها انتهت وانشقت، وكبارها اختلفوا وتفرقوا، لكن فتح رقم صعب على الانشقاق». وتابع «حاولوا أن يتاجروا بأسماء كبيرة لامعة، لها تاريخ، لها بصمات، لكن أخوينا أبو ماهر (غنيم) القيادي العائد، وأبو الأديب (سليم الزعنون، رئيس المجلس الوطني) أصرا أن يبقيا في فتح ومع فتح، وقالا نحن هنا ولسنا هناك، نحن هنا مع رجالنا وجنودنا، مع أسرانا وشهدائنا هنا، وسنبقى هنا، وسنقاتل هنا في أرض الوطن، وسنبقى نقاتل لنؤكد للعالم أن فتح غير قابلة للانقسام».

وبالطبع كان أبو مازن يريد القول إن أبو ماهر غنيم، الذي كان يختلف معه، وأقرب إلى القدومي، وأحد أبرز قادة الحركة ومفوض عام فتح، انتصر للحركة ولعباس شخصيا في مواجهة تيار القدومي».

ووجه عباس رسالة إلى القدومي نفسه، الذي كان اتهمه سابقا (إلى جانب القيادي في فتح محمد دحلان) بأنه تواطأ في اغتيال الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، وقال «نقول لأخينا أبو اللطف فاروق القدومي، نحن بشر، كلنا بشر، وكلنا نخطئ ونصيب، وكلنا خطاؤون وخير الخطائين التوابون، وأنت تبقى أخانا».