اعتقالات حماس لأعضاء فتح في غزة تؤجل المؤتمر حتى الثلاثاء

انسحابات ومحاولات لترشيد عدد المرشحين الكبير.. ويهودي مرشح للثوري

TT

أربكت استدعاءات حركة حماس لقياديين في فتح في قطاع غزة بينهم مرشحون للجنة المركزية، قيادة الحركة المجتمعة في بيت لحم، واضطرت إدارة المؤتمر السادس إلى تأجيله حتى الثلاثاء. لإعطاء فرصة لأعضاء غزة بالمشاركة، رغم أن بعضهم أعلن سلفا مقاطعة المؤتمر.

وكانت حركة حماس، استدعت عددا من قيادات حركة فتح وأمناء سر أقاليمها في غزة، بعد أن قررت اللجنة المركزية مشاركة أبناء فتح في غزة عبر الهاتف، ومن بين المستدعين القيادي في فتح عضو اللجنة القيادية العليا إبراهيم أبو النجا، الذي رشح نفسه لعضوية اللجنة المركزية لفتح. كما اعتقلت حماس محافظ الوسطى القيادي عبد الله أبو سمهدانة، وأمين سر فتح لإقليم غرب غزة أبو جودة النحال، وآخرين. وتقول فتح إن حماس تحاول أن تخرب على مؤتمر فتح بكل الطرق، وتريد منع مشاركة غزة.

ومن المفترض أن تجري الانتخابات للجنة المركزية والمجلس الثوري، اليوم، وتركزت جهود قيادة فتح أمس، في ترشيد عدد المرشحين لتسهيل العملية الانتخابية.

وكان عدد مرشحي المجلس الثوري وصل إلى 650 مرشحا، وعدد مرشحي المركزية وصل إلى حوالي 100، لكن بعض المرشحين بدأوا بالانسحاب أمس، بعدما اتضح إلى أي حد تبدو «المعركة الانتخابية» شرسة. وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، خاطب المؤتمرين بنفسه راجيا عليهم ترشيد الترشيحات، وقال أبو مازن، متسائلا، «700 مرشح للثوري؟..كلهم أفاضل، فكروا وادفعوا بعضكم بعضا ولا تتدافعوا، فكروا حتى نتمكن من إنجاز هذا المؤتمر».

وقالت مصادر في فتح، إن المؤتمر سيلجأ إلى سن قوانين تحد من عدد المرشحين، عبر وضع شروط معينة، إذا لم يتم ترشيد الأعداد. وبدأت فعلا أمس محاولات كبيرة للضغط على بعض المرشحين للانسحاب وتشكيل جبهات موحدة قبل يوم من موعد الانتخاب.

وأعلن عباس أمس، أنه تلقى رسالتين منفصلتين من هاني الحسن وصخر حبش عضوي اللجنة المركزية للحركة، يعلنان فيهما أنهما لن يترشحا مجددا لعضوية اللجنة المركزية. كما أعلن زكريا الأغا، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، عن عدم ترشيح نفسه لعضوية اللجنة المركزية في المؤتمر السادس. وقرر صلاح التعمري الذي رشح نفسه فعلا للمركزية الانسحاب.

أما عبد الله أبو سمهدانة عضو اللجنة الحركية العليا لحركة فتح في قطاع غزة، فأعلن عن رفضه ترشيح نفسه لعضوية اللجنة المركزية لحركته بعدما كان ينوي ذلك، احتجاجا على «واقع القطاع المظلوم». وناشد أبو سمهدانة، الرئيس عباس والمؤتمر بأن لا يظلموا قطاع غزة المظلوم أصلا بواقعه، مضيفا «أبناء فتح ظلموا في غزة مرتين الأولى بسبب سيطرة حماس على السلطة وملاحقتها لأبناء فتح، والثانية في منع حماس لأعضاء مؤتمر فتح من الوصول إلى مدينة بيت لحم للمشاركة في أعمال المؤتمر»، مطالبا قيادة المؤتمر وفي مقدمتها الرئيس واللجنة المركزية بأن لا يشكل المؤتمر السادس ظلما جديدا لهم.

ومن بين المرشحين للمجلس الثوري في فتح، يهودي، عضو في الحركة، وهو أوري ديفيز، المولود في القدس عام 1943، من أب يهودي بريطاني وأم يهودية من تشيكسلوفاكيا، وانضم ديفيز لفتح في بداية الثمانينات، وعين عضوا مراقبا في المجلس الوطني، واختير عضوا في مؤتمر فتح السادس، وأخيرا رشح نفسه للمجلس الثوري. وقال ديفيز إنه قرر الترشح وفق الديمقراطية التي تمنحها فتح لكافة أعضائها بغض النظر عن الدين والعرق واللون. ويعيش أوري اليوم في مدينة رام الله وقد تزوج في العام الماضي من فلسطينية تنتمي لفتح.

ويواصل مؤتمر فتح تبني وثائق تقدمها اللجان المختلفة، حول الدولة والأسرى والقدس والكفاح المشروع. ويحتد النقاش ويكاد ينفجر حول ملفات صعبة، وربما كان ملف سقوط غزة من أبرز الملفات التي نوقشت وأكثرها سخونة. ودافع القيادي المثير للجدل محمد دحلان عن تهم موجهة له بالمسوؤلية عن «سقوط» غزة بيد حماس، محملا المستوى السياسي مسؤولية سقوط غزة لصالح حركة حماس، من دون أن يتحرك أحد للدفاع عن القطاع.

وهاجم دحلان المركزية قائلا إن أعضاءها رفضوا الذهاب إلى غزة، كما اتهم لجنة التحقيق التي شكلت في هذا الإطار بأنها حاسبت الضعفاء ولم تحاسب الأقوياء وأضاف «أنها أدانت من قاتل وفشل، ومن قاتل وهرب، لكنها لم تدن من خان وتواطأ مع حماس وتسبب بسقوط غزة».

وهاجم دحلان السلطة التي لم تحرك ساكنا وجوعت جنودها بينما كانت حماس تبني قوتها. وخاطب دحلان المؤتمرين، «أنا تعرضت لحملة تشويه قاسية جدا ليس من قبل حماس فحسب بل من قبل أصدقاء وفتحاويين وأن ما تحملته لم تحتمله الجبال».