وهاب لـ «الشرق الأوسط»: سنشهد قريبا زيارات مكثفة لسورية أولها من الحريري

قال إن مدعي عام محكمة الحريري على شفير الموت.. والناطقة باسم بلمار تؤكد أنه بصحة جيدة

رئيس الجمهورية ميشال سليمان لدى استقباله السفير السعودي علي عواض العسيري في قصر بعبدا أمس (تصوير: دالاتي ونهرا)
TT

أعلن الوزير السابق وئام وهاب، المقرب من دمشق، أنه «يحمل رسائل انفتاح من سورية تجاه اللبنانيين كافة ومن دون استثناء، ذلك أنها تدرك الأخطار المحيطة بلبنان». وقال وهاب الذي يرأس تيار «التوحيد» اللبناني، في اتصال مع «الشرق الأوسط»، إن «سورية مستعدة لمساعدة اللبنانيين في تجاوز الأزمات وفي ترتيب الوضع اللبناني وتأليف الحكومة وترتيب الوضع إلى ما بعد تأليف الحكومة».

وفيما رفض تسمية الذين أبدوا استعدادهم لزيارة العاصمة السورية، قال إنه لمس «استعدادا من أطراف في 14 آذار لفتح صفحة جديدة مع سورية»، ولكنه أضاف أن وضع رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط «مختلف نتيجة العلاقة التي تربط الدروز بسورية»، مشيرا إلى أن «لهذه العلاقة خصوصية سياسية واقتصادية واجتماعية». وكانت حركة وهاب للتوسط بين دمشق وقادة لبنانيين لزيارة العاصمة السورية، قد برزت في الفترة الأخيرة، وقد التقى نائب الرئيس السوري فاروق الشرع مطلع الأسبوع، ونقل أول من أمس إلى جنبلاط دعوة لزيارة دمشق. وكان اجتمع بعدد من أقطاب قوى «14 آذار»، منهم رئيس «حزب الكتائب اللبنانية» أمين الجميل الذي التقاه في دارته في بكفيا في يوليو (تموز) الفائت. كما عقد لقاءات عدة مع رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط. وقال وهاب لـ«الشرق الأوسط»: «خلال المرحلة المقبلة، سنشهد زيارات مكثفة لسورية، أولها زيارة سعد الحريري، تليها زيارات لأفراد من 14 آذار. وبالنسبة إلى جنبلاط، فيمكن القول إن الزيارة تمّت في المضمون ويبقى الشكل. فكل ما حصل خلال السنوات الأربع الفائتة هو الاستثناء. ومن صالح سورية بجنبلاط هو آل الأسد والطائفة الدرزية». وعن اعتراض بعض الأطراف، ومنهم «حزب الكتائب اللبنانية» على أن الانفتاح السوري على لبنان يجب أن يتم على مستوى الدولة وليس على مستوى أفراد وأحزاب، قال: «لا أحد يعرف ماذا دار بيني وبين الرئيس الجميل في اللقاء الذي جمعني به (في دارة الجميل في بكفيا). وقد اتفقنا على عدم تسريب مضمون اللقاء أو مناقشته في الصحف. أما إذا رغب بعض المسؤولين في إبداء آرائهم، فأعتقد أن الأمور الجادة تناقش خلف الأبواب المقفلة. والرئيس الجميل رجل قادر على إطلاق المبادرات ولا يؤمن بالجمود في السياسة. لذلك نؤكد أن الأمور ستتطور لمصلحة لبنان وسورية». وعن مصير الملفات العالقة مع سورية، وكانت قوى «14 آذار» تطالب بها كملف المعتقلين في السجون السورية وترسيم الحدود، قال: «سورية ليست مستعدة للتحدث في أي من هذه البنود أو غيرها من المسائل التي تخص الدولة اللبنانية مع أفراد في 14 آذار. فهناك رئيس لبناني هو العماد ميشال سليمان الذي تحترمه سورية وتقدره وتؤمن بدوره، وهو المخول مناقشة هذا الأمر مع من ينتدب من قبله». وكان وهاب قال أيضا إن بعض القادة اللبنانيين يريدون زيارة سورية، بعد أن «تأكدوا من براءتها في مقتل رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري». وكان تقرير في مجلة «دير شبيغل» الألمانية قد تحدث عن أن المدعي العام في محكمة الحريري دانيال بلمار، سيقدم لائحة اتهام تضم أسماء منتمين إلى حزب الله ولم يأت على ذكر سورية. وقال وهاب أمس: «إن مسار المحكمة الدولية بات واضحا من خلال طريقة التعامل الأميركي والأوروبي مع سورية. لقد أزيل الاتهام الباطل الموجه ضد سورية أولا بخروج الضباط الأربعة في ظل غياب أي دليل. وأعتقد أن هذه المعلومات التي تؤكد أن لا علاقة لسورية (باغتيال الرئيس رفيق الحريري) باتت في عهدة الرئيس المكلف سعد الحريري الذي صار مقتنعا بإقامة علاقات تعاون مع سورية على أسس جديدة». وأضاف: «من جهتها، تجاوزت سورية موضوع المحكمة.. والمهم عدم نقل الاتهام إلى مكان آخر في الداخل اللبناني، كما شعرنا من خلال ما نشرته (دير شبيغل)». وقال وهاب إنه سمع مؤخرا أن بلمار «على شفير الموت وقد نقل بشكل عاجل إلى كندا لتلقي العلاج ذلك أنه مصاب بالسرطان». وأضاف: «هذا يعني، في حال موته، أن الأمور ستستغرق مزيدا من الوقت ريثما يتسنى لخلفه قراءة الملفات من جديد». وكان مكتب المدعي العام قد أعلن في 8 يوليو (تموز) الماضي أن بلمار توجه إلى كندا في إجازة مرضية حيث يتلقى علاجا. ونفت راضية عاشوري الناطقة باسم بلمار زعم وهاب عن مرض بلمار، وقالت إن كلامه «لا أساس له من الصحة»، وأكدت أن المدعي العام بـ«صحة جيدة». وقالت في اتصال هاتفي أجرته معها «الشرق الأوسط» من لندن: «هو في فترة نقاهة في بلده وهذه مسألة طبيعية جدا.. ليس هناك سرطان أو غير سرطان». وقالت إن بلمار سيعاود عمله قريبا جدا «في الأسابيع القليلة المقبلة»، ولكنها أشارت إلى أن ليس لديها موعد محدد لعودته إلى العمل. وأضافت أنه سيتم الإعلان عن ذلك متى يتم تحديد الموعد. وتمنت عاشوري «على الجميع أن لا يخوضوا في مسائل من هذا النوع، لأن مسائل الصحة هي أمور شخصية أولا، وثانيا لأننا كنا شفافين جدا وأعلنا عن هذه المسألة عندما تغيب المدعي العام».