«القاعدة» تصف موقف الجماعة الإسلامية في مصر حيال تفجيرات الجزائر بـ«المغالطات»

شنت هجوما على الجناح المسلح لـ«الإنقاذ».. ومصالحة بوتفليقة

TT

شن تنظيم «القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» هجوما عنيفا على قادة الجناح المسلح بـ«الجبهة الإسـلامية للإنقاذ» الجزائرية سابقا، وعلى الزعيم المسلح سابقا حسان حطاب، ووصفه بـ«الكذاب». وانتقد بشدة موقف الجماعة الإسلامية المصرية من التفجيرات الانتحارية التي نفذها التنظيم المسلح بالجزائر في 2007 و2008.

وكان فرع «القاعدة» في شمال أفريقيا قد نشر وثيقة حديثة بشبكة الإنترنت، يبدي فيها مواقف كثيرة من عدة ملفات متداولة بالجزائر، أهمها «المصالحة» التي اقترحها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة على أفراد الجماعات المسلحة، في مقابل التخلي عن السلاح بدون شرط. وحملت الوثيقة التي اطلعت عليها «الشرق الأوسط» ردودا على قادة مسلحين محليين وعلى الجمــاعة الإســلامية المصرية، وهي أطراف دعت «القاعدة» إلى وقف أعمالها المسلحة وحملتها مسؤولية الدماء التي تسيل في الجــزائر.

ووقع الوثيقة التي جاءت في أكثر من 100 صفحة، شخص يسمى «أبو مسلم الجزائري»، هاجم الجماعة المصرية واصفا بيانات سابقة أصدرتها حول العنف بالجزائر بـ«المغالطات». ومن بين ما قال: «إن المصالحة لم تكن مفتوحة لكل من حمل السلاح ضد النظام، بل كانت صفقة بين الجيش الرسمي وبين جيش الإنقاذ بقيادة مدني مزراق، دون علم القيادة السياسية لهذا الحزب (الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحظورة). والظاهر أن النظام أدار ظهره لهذه الصفقة، بدليل أن من كانوا في جيش الإنقاذ أو في حزبه السياسي ممنوع عليهم جميعا ممارسة السياسة وكذا الدعوة إلى الله»، يقصد مضمون قانون «المصالحة» الصادر في 2006، الذي يمنع قادة «الإنقاذ» دون ذكرهم بالاسم، من العودة إلى السياسة من جديد على أساس أنهم سبب الأزمة الأمنية.

وأصدرت الجماعة الإسلامية في مصر عام 2007 سلسلة من البيانات، بعضها معني برد «قاعدة المغرب الإسلامي»، أهمها: «القاعدة وبوتفليقة والأيادي الممدودة في الهواء» و«من يتحمل هذه الدماء؟». وذكرت الجماعة في البيان الأول أن بوتفليقة «قدم للإسلاميين بالجزائر فرصة ذهبية ولكن بعضهم أضاعوها وما زالوا يصرون على تضييعها»، في إشارة إلى رفض المسلحين سياسة اليد الممدودة من طرف الدولة.

أما بخصوص ما ذكرته الجماعة من أن الرئيس بوتفليقة منح حق الحياة الكريمة للآلاف من أتباع التنظيمات المسلحة بإطلاق سراحهم من السجون، فقد ذكر «أبو مسلم الجزائري»: «الحياة الكريمة ليست مجرد أن تجتمع الأسرة تحت سقف واحد، بل الحياة الكريمة لا تكون إلا في العيش تحت مظلة شريعة الإسلام.. وما قيمة أن يفكوا أسرى بعضهم والبعض الآخر لا يزال في الأسر؟ فالكثير لا يزال في الأسر، إلا إذا كانت دعوة إلى الأنانية». واتهمت «القاعدة» الجماعة المصرية بالخوض في قضايا لا تتحكم فيها تتصل بالشأن الجزائري.

وفي موضوع آخر، جاء في الوثيقة هجوم عنيف على مدني مزراق قائد «الجيش الإسلامي للإنقاذ» المحل بسبب دعوته المسلحين إلى الانخراط في «المصالحة»، ومما قاله «أبو مسلم الجزائري» الذي رجح قياديون سابقون في العمل أن قياديا كتبه باسم مستعار: «لقد سمعت واطلعت بكل أسى على مواقفكم وتصريحاتكم الأخيرة بخصوص دعوتكم لإخواننا المرابطين بتنظيم القاعدة إلى تسليم أسلحتهم والانخراط في المصالحة، كما أنكم ادعيتم أن طريق الجهاد مسدود مستدلين بتجربتكم». وتابع: «يا أخانا مزراق، هل باتت الحزبية هي البديل عندكم؟ ألم تجربوها فكانت طريقها أكثر انسدادا؟.. لماذا تريدون توريط غيركم بعدما ورطتم أنفسكم، أم صار جل اهتمامكم هو الحصول على الفتات؟».

وبخصوص ما تحدث عنه حسان حطاب زعيم «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» الأسبق المستفيد من المصالحة، بشأن «استباحة دماء المسلمين في التفجيرات بالأماكن العامة»، وصفت وثيقة «القاعدة» حطاب بـ«الكاذب» وبأنه «يروج للبهتان».