إندونيسيا: مقتل نور الدين توب مدبر اعتداءي جاكرتا

الشرطة تحقق في مقتل المطلوب الأول بعينة من الحمض النووي > العثور على 500 كيلوغرام من المتفجرات أثناء المداهمات

قوات فرقة مكافحة الإرهاب الإندونيسية خارج منزل نور الدين توب، الذي تم مداهمته في قرية بيجي بوسط جاوة أمس (أ. ف. ب)
TT

قتل نور الدين محمد توب المطلوب الاول في اندونيسيا المتهم بتدبير الاعتداءين الداميين في جاكرتا في يوليو(تموز)، في هجوم شنته الشرطة امس على احد مخابئه بوسط مدينة جاوا، بحسب شبكة تلفزيونية محلية. ولم تذكر شبكة «مترو» مصادرها، كما لم تؤكد الشرطة هذا النبأ الذي ورد، فيما كانت سيارات اسعاف تصل الى المبنى الذي يشتبه بأنه مخبأ نور الدين محمد توب، وهو منزل متواضع في قرية بيجي بمنطقة ريفية بوسط جاوا. وقتل ثلاثة اشخاص على الاقل في الهجوم بحسب ما افاد صحافي في وكالة الصحافة الفرنسية شاهد الشرطة تخرج كيسين لنقل الجثث من المنزل وجثة ثالثة ممددة ارضا في الخارج. وكانت الشرطة اعتقلت اول من امس شخصين يشتبه بهما في جوار الموقع. ونسب مراسل تلفزيوني لمصادر في الشرطة قولها في مكان الحادث إنه تم التأكد أن نور الدين كان من بين القتلى الذين سقطوا خلال حملة المداهمة التي نفذت على المنزل الذي يوجد في قرية نائية بجاوة الوسطى. وكشفت قناة «تي في وان» أن نور الدين قتل بعد أن تحصن داخل مرحاض المنزل حيث أصيب بجروح خطيرة. وأظهرت اللقطات التلفزيونية ضباط الشرطة وهم يقفون صفا خارج المنزل ويصافحون بعضهم بعضا. وكانت لقطات سابقة قد أظهرت دخول أجهزة إنسان آلي للكشف عن المتفجرات مزودة بكاميرات إلى المنزل، كما سمع دوي عدة انفجارات. وقالت «تي في وان» إن قناصة كانوا يطلقون النار على المنزل من أحد التلال. وبدأت الشرطة الأندونيسية التحقق من مقتل توب المشتبه به الرئيس في الهجمات الانتحارية شبه المتزامنة التي استهدفت اثنين من الفنادق الفخمة في جاكرتا الشهر الماضي. ونقلت رويترز عن مصدر بالشرطة الأندونيسية أن نور الدين قتل أثناء مداهمات في وسط جاوة استهدفت المسؤولين عن تفجيرات جاكرتا. وبدأت عمليات التحقق من مقتل توب من خلال تحاليل لعينة من الحمض النووي, فيما أعلنت الشرطة التأكد من تحديد هوية جثتي اثنين من الانتحاريين الذين نفذوا الهجمات. كما عثرت الشرطة أثناء عملية الدهم على نحو 500 كيلوغرام من المتفجرات. وأغلقت الشرطة منطقة بمساحة تصل لنحو كيلومتر مربع حول المنزل الذي استهدفته عملية الدهم، ويعتقد أن محمد توب ورفاقه قد تحصنوا به. وهاجمت الشرطة المنزل باكرا صباح امس بعد ان حاصره اكثر من 75 شرطيا طوال 17 ساعة منذ الساعة 00،16 (00،9 بتوقيت غرينتش). وتخلل الحصار دوي انفجارات وتبادل اطلاق نار. وسمع بعدها اطلاق نار كثيف فيما فتح عناصر وحدة النخبة في شرطة مكافحة الارهاب النار على المنزل، ثم رأى شهود شرطيين يقتحمونه. وكانت الشرطة افادت في وقت سابق انه كان هناك خمسة اشخاص داخل المنزل بدون ان تؤكد وجود نور الدين محمد توب الاسلامي المتطرف الذي تعتبره جاكرتا مسؤولا عن الاعتداءات الكبرى التي وقعت في اندونيسيا في السنوات الاخيرة. ونور الدين محمد توب الذي يحمل الجنسية الماليزية هو بحسب الخبراء احد المدبرين الرئيسيين للاعتداءات الدامية التي نفذتها الجماعة الاسلامية مطلع العقد وبينها اعتداءات بالي (202 قتيل عام 2002) والاعتداء على فندق ماريوت في جاكرتا (12 قتيلا عام 2003). كما يشتبه بأن هذا المحاسب السابق الأربعيني هو الرأس المدبر للاعتداءين اللذين استهدفا فندقين فخمين في جاكرتا في 17 يوليو (تموز) (سبعة قتلى). وكانت مجموعة تطلق على نفسها اسم «القاعدة اندونيسيا» تبنت في نهاية يوليو(تموز) اعتداءي جاكرتا في مدونة الكترونية يشتبه انها تابعة لنور الدين محمد توب، غير انه لم يكن في وسع الشرطة تأكيد صحة الرسالة. من جهة اخرى، اعلنت الشرطة انها قتلت خلال عملية نفذتها صباح امس في جاكرتا انتحاريين يشتبه بأنهما كانا يخططان لشن عملية انتحارية بالسيارة المفخخة قرب العاصمة «خلال الاسبوعين المقبلين». وقال رئيس الشرطة بامبانغ هندارسو دانوري ان الرجلين قتلا فيما كانا يستعدان لتفجير قنبلتين يدويتي الصنع اثناء هجوم الشرطة، موضحا ان العملية اتاحت اكتشاف مخبأ للمتفجرات تابع لتنظيم نور الدين محمد توب ويحتوي على قنبلة زنتها مائة كلغ وعبوات مفخخة وسيارة «اعدت لتكون قنبلة متحركة». ويشتبه بضلوع الرجلين في اعتداء استهدف سفارة استراليا في جاكرتا عام 2004. كذلك افادت الشرطة عن توقيف 3 رجال في وقت سابق، قام احدهم بحجز غرفة الفندق التي استخدمها الانتحاريون خلال اعتداءي جاكرتا. ونجحت اندونيسيا قبل وقوع اعتداءي جاكرتا في يوليو (تموز) في تسديد ضربات قاسية للحركات الاسلامية المسؤولة عن موجة اعتداءات شهدتها البلاد منذ عام 2000 ولم تعد تظهر كبلد ينطوي على مخاطر ارهابية كبرى. واعتقلت اندونيسيا مئات من عناصر الحركات الاسلامية ومؤيديها، غير انها لم تتمكن من العثور على بعض القياديين ومنهم نور الدين توب.