الماليزي نور الدين توب أخطر المطلوبين في آسيا

محاسب وخبير متفجرات قيادي «الجماعة الإسلامية» كان بارعاً في تجنيد الانتحاريين

نور الدين توب المطلوب الأول في آسيا (إ. ب. أ)
TT

تعتقد الشرطة الإندونيسية، أن الماليزي نور الدين توب، هو العقل المدبر للتفجيرات الانتحارية، التي استهدفت فندقين في جاكرتا الشهر الماضي، وأسفرت عن مقتل تسعة أشخاص بينهم انتحاريان. وكان ثلاثة استراليين من بين الضحايا. ويعتقد أن نور الدين توب بين القتلى الذين سقطوا في غارة على منزل في قرية نائية في منطقة تيمانجونج في جاوة الوسطى أمس. ويقول مسؤولو مخابرات إن توب وزميله الماليزي أزهري حسين، وهو صانع قنابل قتل في عام 2005، كانا يتوليان زعامة شبكة الجماعة الإسلامية المتشددة، التي ينسب إليها سلسلة هجمات قنابل في اندونيسيا منذ عام 2002. ويعتقد أن توب خطط لهجمات قنابل سابقة على فندق جيه دبليو ماريوت في جاكرتا عام 2003، وعلى السفارة الاسترالية في جاكرتا في عام 2004، وفي بالي في عام 2005. وقال كين كونبوي وهو مستشار أمن مقره جاكرتا إن توب كان شخصية رئيسية لشبكة المتشددين، بسبب مهاراته في تجنيد مفجرين انتحاريين. ويقول الخبراء، إن نور الدين محمد توب الماليزي الجنسية هو احد ابرز منظمي الاعتداءات التي نفذتها الجماعة الإسلامية منذ عشر سنوات، ومن بينها الاعتداءات في بالي (202 قتيل عام 2002)، وفي فندق ماريوت في جاكرتا (12 قتيلا في 2003). ويعتبر هذا المحاسب السابق (40 عاما) بمثابة «المطلوب الأول في اندونيسيا»، ويعرف ببراعته في تجنيد الانتحاريين، ويتهم بارتكاب الاعتداء المزدوج، الذي استهدف فندقين فخمين في جاكرتا في 17 يوليو تموز (7 قتلى). ويعتبر نور الدين محمد توب، القائد الفكري لأعنف جناح للجماعة الإسلامية، وقد دارت الشكوك حوله بسبب ما قيل عن تورطه في الهجمات على إندونيسيا بين عامي 2002 و2005، بما في ذلك تفجيرات بالي وجاكرتا. ولكن بعد أول تفجير كبير منذ 4 سنوات، فإن الشبهات تحوم أيضا حول عناصر أخرى في خلايا الجماعة المسلحة، التي تعرف باسم الجماعة الإسلامية. ومن هؤلاء قادة كبار وعشرات من المتشددين الذين أطلق سراحهم من سجون جنوب شرقي آسيا، حسبما أفاد مسؤولون في مكافحة الإرهاب. ونور الدين توب قيادي «الجمــاعـة الإسلاميــة» في آسيا، التي يشتبه في تورطها في الاعتداءين اللذين وقعا في جاكرتا 17 يوليو (تموز) الماضي، وهي شبكة سرية تريد فرض الخلافة وقيام دولة إسلامية على قسم كبير من منطقة جنوب شرقي آسيا. والمنظمة متهمة أيضا بارتكاب عدد من الهجمات الدامية منذ بداية العقد في إندونيسيا، بينها هجمات بالي في أكتوبر (تشرين الأول) 2002، التي أسفرت عن سقوط 202 قتيل بينهم 88 أستراليا. كما نسبت السلطات الهجوم على فندق ماريوت في جاكرتا (12 قتيلا في الخامس من أغسطس (آب) 2003) والسفارة الأسترالية (11 قتيلا في التاسع من سبتمبر (أيلول) 2004) إلى ناشطين مسلمين يعتقد أنهم أعضاء في الجماعة الإسلامية. وأسس الجماعة الإسلامية في 1993 أبو بكر باعشير، رجل الدين الإندونيسي ومدير إحدى المدارس القرآنية في جاوة، وعبد الله سنغر، وهي تسعى إلى إقامة دولة إسلامية تضم ماليزيا وإندونيسيا وسلطنة بروناي وجنوب الفلبين وجنوب تايلاند. وقد تولى باعشير منصب «أمير» الجماعة فور وفاة سنغر عام 1999. ولا تزال أجهزة الاستخبارات الإندونيسية وكذلك استراليا، تعتبرانه المرشد الروحي للجماعة. وأدين باعشير الذي يلقى احتراما كبيرا في أوساط الأصوليين الإندونيسيين «بالتآمر» في اعتداءات بالي. لكن هذه الإدانة ألغيت في ديسمبر (كانون الأول) 2006. وأسقط القضاء الإندونيسي في 2004 تهمة قيادة الجماعة عن باعشير. ويرى خبراء أن توب بات ينشط بشكل مستقل «منشقا عن الجماعة الإسلامية» بحسب سيدني جونس، المتخصص في الإرهاب الإسلامي في منطقة جنوب شرقي آسيا. ويرى خبراء آخرون، أن هذه الحركة المتطرفة «تملك الدافع السياسي والأيديولوجي» في تصميمها على «إقامة دولة إسلامية» في جنوب شرقي آسيا. ويعتقد أن الجماعة الإسلامية مرتبطة بشبكة القاعدة بزعامة أسامة بن لادن. ويبدو أنها تتألف من عدد من الخلايا الصغيرة المستقلة، التي يمكنها تحريك «عناصرها القاعديين»، الذين يتم تجنيدهم من المدارس القرآنية في إندونيسيا. وللجماعة مئات الناشطين وعدد من كوادرها من الإندونيسيين الذين قاتل بعضهم في أفغانستان. وقد تم إحباط العديد من محاولات الاعتداء للجماعة ضد سفارات في بانكوك ومنتجعات بحرية في تايلاند وفي سنغافورة. وفي السنوات الأخيرة، تمكنت الدولة الإندونيسية بمساعدة الولايات المتحدة واستراليا من توجيه ضربات قاسية إلى الجماعة وأوقفت عددا كبيرا من ناشطيها ومؤيديها. لكنها لم تنجح في توقيف بعض قادتها مثل الماليزي نور الدين محمد توب. وبين القادة التاريخيين للجماعة رضوان عصام الدين، الملقب بحنبلي، الذي أوقف في 14 أغسطس (آب) 2003 في تايلاند. وحنبلي اعتقل لدى وكالة الاستخبارات المركزية لسنوات ونقل إلى غوانتانامو في سبتمبر (أيلول) 2006.