«سي آي إيه» اقتربت من تصفية محسود 3 مرات خلال 18 شهرا

مقتله ضربة نفسية قوية لحركة طالبان باكستان

TT

دون أن يطلق رصاصة واحدة على أميركيين، تمكّن بيت الله محسود من أن يحوز اهتمام وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه). وعلى مدى ثمانية عشر شهرا، اقتربت الوكالة ثلاث مرات من قتل مسؤول حركة طالبان باكستان الذي يبلغ طوله خمسة أقدام وبوصتين، ورصدت 5 ملايين دولار كمكافأة لمن يقوم بقتله أو أسره. ويقول مسؤولون استخباراتيون أميركيون وباكستانيون إنه فيما يبدو فقد نجحت الوكالة هذا الأسبوع في ذلك عندما أُطلق صاروخ من طائرة من دون طيار تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية على شرفة الطابق الثاني بفيلا تقع شمال غرب باكستان حيث كان يحصل محسود، الذي يعاني من مرض السكري، على رعاية طبية. ويعتقد أن الصاروخ قتل إرهابيا يشتبه أنه يقف وراء اغتيال رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بي نظير بوتو، علما بأن محسود على رأس قائمة المطلوبين لدى باكستان. وعلى الرغم من أن محسود كان يُنظر إليه بالأساس على أنه تهديد لباكستان، فقد كان أيضا عنصرا محوريا في شبكة التنظيمات الإرهابية الدولية الجنوب آسيوية التي كانت عملياتها تتميز بالتنسيق خلال الأشهر الأخيرة. وقد أظهر تحالف التنظيمات الإرهابية اهتماما وقدرة متزايدة على ضرب الأهداف في الغرب، حسب ما قاله خبراء في شؤون الإرهاب ومسؤولون أميركيون سابقون وحاليون. ويقول مسؤول استخباراتي كبير سابق ساعد على التخطيط لعمليات تهدف إلى محاربة الإرهاب: «كنا نرى تهديدات مختلفة داخل المنطقة، جميعها يأتي مع بعضها بعضا وجميع هذه التنظيمات كانت مرتبطة وتعمل تحت رئاسة محسود».

وينظر محللون باكستانيون وأميركيون إلى هذه الضربة التي يبدو أنها كانت ناجحة – حيث يقول مسؤولون أميركيون إنه ربما يتعذر الحصول على دليل قاطع ما لم يتم استعادة الجثة – على أنها انتكاسة قوية لتحالف يضم 13 فصيلا تابعين لطالبان باكستان كان يديرهم محسود. وهذه التنظيمات القبلية ذات صلة بنحو ستة تفجيرات انتحارية وقعت في باكستان وأدت إلى مقتل العشرات من المواطنين، بينهم بعض الأميركيين. ويقول خبراء في مكافحة الإرهاب إن موته سوف يؤدي لا محالة إلى ارتباك في عمليات حركة طالبان داخل باكستان على المدى القصير، كما أنه يمثل ضربة رمزية ضد القاعدة والتنظيمات التابعة لحركة طالبان داخل أفغانستان. ويمكن أن يساعد ذلك أيضا على ضمان دعم باكستان للجهود الأميركية المستمرة لقتال القاعدة وتنظيمات طالبان المتحالفة معها عبر باكستان، حسب ما تقوله مصادر. ويقول بول بيلر، وهو مسؤول سابق بوكالة الاستخبارات المركزية كان مختصا بمكافحة الإرهاب: «عندما تقتل شخصا معروفا، فإن ذلك يعطي إحساسا بأن هناك زخما في جانب الطيبين وضد الأشرار، ففي هذه الصراعات يسعى المواطنون على الأرض إلى معرفة من سيفوز ومن سيخسر لأنك تريد أن تكون مع من سوف يكونون في المقدمة».

ويقول مسؤولون باكستانيون وأميركيون إن الهجوم الصاروخي كان سببا في صراع من أجل الخلافة بين فصائل طالبان الباكستانية وأعضاء طالبان. ويقول جون ماك لولين، وهو نائب مدير سابق بوكالة الاستخبارات المركزية، إنه على الرغم من أن أي نائب لمحسود يمكنه أن يشغل الفراغ، فإنه يحتمل أن يؤدي مقتله إلى حالة من الخوف والشكوك بين أتباعه. ويضيف: «يتنازع الناجون حول التكتيكات والاستراتيجية والقيادة المستقبلية مع الشعور بالقلق من أن شخصا ما في «الداخل» ربما يكون قد خانهم». ولم تقم وكالة الاستخبارات المركزية ولا إدارة أوباما بالتأكيد علنا على دور الوكالة في الغارة الجوية.

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ «الشرق الأوسط»