ميدفيديف يهدد قادة جورجيا بـ«عقاب قاس».. وساكاشفيلي يتهم بوتين بأنه يريد قتله

الرئيس الروسي يدعو الدول الكبرى لعدم تشجيع ضم جورجيا للناتو

الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي خلال احتفال في الذكرى الأولى للحرب بين جورجيا وروسيا في غوري (أ.ب.أ)
TT

قال الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف، إن القادة الجورجيين سينالون «عقابا قاسيا»؛ لصراعهم مع روسيا في اوسيتيا الجنوبية العام الماضي، في وقت اتهم فيه الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي رئيس الوزراء الروسي، فلاديمير بوتين، بأنه يريد قتله. وقال الرئيس الروسي في تصريح لقناة تلفزيونية محلية: «أنا على يقين انه عندما يحين الأوان سينال من أعطى هذه الأوامر المجرمة عقابا قاسيا وستتحقق العدالة». وحذر ميدفيديف الغرب مجددا من تصدير السلاح لجورجيا، وذلك بمناسبة مرور عام على حرب جنوب القوقاز بين روسيا وجورجيا. وجاء ذلك في خطاب وجهه ميدفيديف للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، ونشرته وكالة الأنباء الروسية «انترفاكس» أمس. وطالب ميدفيديف الدول المعنية «بالتصرف بمسؤولية» وعدم تشجيع جورجيا، التي تسعى للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي «ناتو»، على خوض مغامرات عسكرية جديدة من خلال إعادة تسليحها.

وكان ساركوزي قد بذل جهود وساطة بين جورجيا وروسيا في مثل هذا الشهر من العام الماضي، بوصفه الرئيس الدوري للاتحاد الأوروبي آنذاك؛ للتوسط إلى وقف لإطلاق النار. ولم يستبعد ميدفيديف في خطابه لساركوزي احتمال السماح بعودة المراقبين التابعين لهيئة الأمم المتحدة ومنظمة الأمن والتعاون الأوروبي إلى أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية، شريطة اتفاق كل الأطراف على «النقاط الأساسية لنشاط هذه المؤسسات الدولية الهامة».

وكانت روسيا قد عطلت الشهر الماضي صدور قرار في مجلس الأمن الدولي بتمديد مهمة هؤلاء المراقبين؛ بسبب الخلاف على اسم المهمة التي سيعملون من خلالها. يذكر أن نحو 200 مراقب تابعين للاتحاد الأوروبي يرابطون في جورجيا قبالة أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية؛ لمراقبة وقف إطلاق النار. من جهته، قال رئيس جورجيا إن بوتين لا يزال مصمما على قتله، وذلك كجزء من طموحاته لاستعادة الإمبراطورية السوفيتية سابقا. وأضاف ساكاشفيلي في مقابلة أجرتها معه صحيفة التايمز البريطانية نشرته أمس، بمناسبة مرور عام على الحرب الروسية الجورجية، أن «بقاء جورجيا كدولة مستقلة يمثل تهديدا لسمعة بوتين كحاكم قوي». وأشار إلى أن التأييد المستمر من جانب الولايات المتحدة وأوروبا منع الغزو الروسي من استعادة نظام حكم «دمية» موال له في جورجيا.

وعلق ساكاشفيلي على التوتر المتزايد بين روسيا وجورجيا، على طول الحدود بينهما في إقليمي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا بالقول، إن الكرملين يختبر عزيمة الغرب. وأشار إلى أن بوتين يرغب في تدمير جورجيا من أجل تدعيم سيطرته على منطقة القوقاز، التي تعد طريقا حيويا للأنابيب التي تتجاوز المرور بالأراضي الروسية، حاملة النفط والغاز من جمهوريات آسيا الوسطى وبحر قزوين إلى أوروبا.

ولم يأت ساكاشفيلي على ذكر الرئيس الروسي ميدفيديف، الذي أكد أول من أمس، أنه هو الذي اتخذ قرار شن الحرب على جورجيا وحده، في وقت يعتقد المراقبون أن بوتين لا يزال هو الحاكم الفعلي لروسيا. وتعم حالة من القلق في الأوساط الدولية من احتمال تجدد القتال بين البلدين، وهو ما دعا الرئيس الأميركي باراك اوباما قبل يومين للاتصال بميدفيديف لمناشدته ضبط النفس، فيما قام نائب الرئيس جو بايدن بالاتصال بالرئيس الجورجي لحثه على الهدوء. كما ناشد الاتحاد الأوروبي الجانبين التزام الهدوء؛ لتفادي وقوع أي أزمة جديدة يمكن أن تؤثر على العلاقات مع روسيا، وتصل بها إلى أدنى مستوياتها منذ الحرب الباردة.

وفي اوسيتيا الجنوبية التي كانت مركز المعارك بين موسكو وتبليسي، وهي إقليم انفصالي في جورجيا، وأعلنت استقلالها عنها بعد الحرب ولم يعترف بها سوى روسيا، أحيا سكانها ذكرى الحرب من خلال حفلات موسيقية وأمسية على ضوء الشموع وافتتاح «متحف الإبادة». بدأت الاحتفالات بإضاءة الشموع في العاصمة تسخينفالي في وقت متأخر من ليل الجمعة، عند الساعة 35،23 (35،19 تغ)، وهي الساعة التي بدأ فيها الهجوم الجورجي على المدينة قبل سنة. ووضعت الشموع في عبوات صواريخ فارغة حول بركة الساحة. وعرضت شاشة كبيرة صورا من الأرشيف عن الحرب تظهر الرئيس الجورجي والمنازل المدمرة ونساء مسنات يبكين، فيما كان موسيقيون يعزفون أنغاما حزينة.

وتوجه الرئيس الاوسيتي الجنوبي ادوارد كوكويتي لمئات الأشخاص الذين بدا التأثر عليهم، وقال «هدف العملية الجورجية كان تدمير الشعب الاوسيتي الجنوبي ونفيه».