تونس: منافسة مفتوحة بين الأحزاب من أجل نصف مليون ناخب إضافي

أبدت اهتمامها بفئة الشباب

TT

تبدي مختلف الأحزاب السياسية في تونس خلال هذه الفترة اهتماما خاصا بالفئات الشبابية التي قد ترجح الكفة لصالح المرشحين في الانتخابات التشريعية المزمع تنظيمها في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. وتعمل كل الأحزاب على استقطاب المزيد من الشباب، خاصة الذين سيشاركون في الانتخابات لأول مرة والتي تتراوح أعمارهم بين 18 و20 سنة، الذين مكنهم التعديل الأخير للمجلة الانتخابية من المشاركة في العملية الانتخابية.

ويقدر عدد الشبان التونسيين الذين سيشاركون لأول مرة في الانتخابات قرابة نصف مليون ناخب وهم في معظمهم من طلاب المدارس والجامعات. بعض الملاحظين يرون أن عملية استقطابهم تصطدم بعدة عراقيل لعل أبرزها أن هذه الشريحة تكاد تكون مستقيلة عن العمل والتنظيم السياسي، إضافة إلى أن نسبة هامة منها لم تقبل على التسجيل بالقائمات الانتخابية ربما لعدم معرفتها بأهمية العملية أو كذلك لعدم رغبتها في الانخراط في العمل السياسي.. إلا أن الأحزاب السياسية التونسية لم ترم المنديل وسعت بوسائل عديدة للوصول إلى هذه الشريحة الاجتماعية وسطر كل حزب استراتيجية عمل رغبة في استقطاب أكبر عدد منهم.

ومن جهته، قال هشام الحاجي، عضو المكتب السياسي لحزب الوحدة الشعبية المعارض (له 11 مقعدا نيابيا) لـ«الشرق الأوسط»، إن الشباب من تلك الفئة العمرية يعد احتياطيا هاما من الناخبين، وهم يمثلون جزءا هاما من مستقبل العمل السياسي في تونس لذلك عمل الحزب على استقطاب أكبر عدد منهم وذلك بالتحسيس منذ أشهر بضرورة التسجيل في القائمات الانتخابية، كما توجه إلى وسائل الاتصال الحديثة (إنترنت ـ فيس بوك ورسائل قصيرة) لمخاطبة الشباب ودعوتهم لتقديم مقترحاته والإجابة على أسئلتهم المعلقة.. ويقر الحاجي بوجود صعوبات في الاتصال بالفئات الشابة وخاصة من الأعمار التي تقل عن 20 سنة، لذلك تم التعويل على أن يتوجه الشباب إلى نظرائهم من الشبان باعتبار وحدة الخطاب بينهم، وقد حققت هذه الطريقة نتائج إيجابية. ويعتبر الحاجي أن اتهام الفئات الشابة باللامبالاة تجاه العمل السياسي في تونس مسالة مبالغ فيها، وهي نسبية في معظم الحالات.

ومن جهة ثانية، صرح أحمد بوعزي عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي المعارض (غير ممثل بالبرلمان) لـ«الشرق الأوسط» بأن محاولة الحزب استقطاب الشباب الذين تقل أعمارهم عن 20 سنة قد أعطت بعض النتائج الإيجابية إلا أنه كان بالإمكان أن تكون أفضل لو سعت السلطات التونسية إلى حث الشباب على التسجيل بالقائمات الانتخابية وهو ما لم يتم بشكل طبيعي.

وقال بوعزي إن حزبه نظم مجموعة من الدورات التكوينية لفائدة الشباب ركزت على كيفية التصويت وطرق مراقبة الانتخابات وذلك في محاولة لإدخالهم في عالم السياسة. أما أنور بن نوة عضو المكتب السياسي لحركة التجديد (3 مقاعد برلمانية) قال لـ«الشرق الأوسط»، إن توجه الحركة للفئات الشابة لا يرتبط بالمواعيد السياسية فحسب بل هي عملية متواصلة تقوم على تكريس «بعد المواطنة» والوقوف إلى جانب الشباب المهدد والمهمش على غرار شباب الحوض المنجمي.

وفي إطار التحضير للحملة الانتخابية ستنظم الحركة ملتقى للشباب من 12 إلى 14 أغسطس (آب) الحالي.

وحول المصاعب التي تعترض الأحزاب في استقطاب الشباب، قال بن نوة إن هذا العائق يعترض جميع الأحزاب التونسية ولا تختلف الوضعيات سوى في طريقة معالجة الموضوع وفي التوجه المباشر للفئات الشابة وطرح مشاغله الاجتماعية والفكرية. وأضاف أن حركته تحاول تسويق صورة شابة عبر مختلف أنشطتها وقد حققت في ذلك عديد النتائج الإيجابية.