البريطانيون سيبقون في أفغانستان من 30 إلى 40 عاماً

وزير الدفاع الألماني يرفض إرسال المزيد من قوات بلاده لأفغانستان

TT

صرح القائد القادم للجيش البريطاني، الجنرال ديفيد ريتشاردز، بأن مهمة بريطانيا في أفغانستان يمكن أن تمتد لمدة 40 عاما. وأضاف الجنرال ريتشاردز في مقابلة مع صحيفة التايمز البريطانية، نشرت أمس أن مشاركة القوات البريطانية، التي يبلغ قوامها حاليا تسعة آلاف، يجب تكون متوسطة المدي. ولكنه قال، إن دور الجيش سوف يتطور. وأكد الجنرال ريتشاردز، الذي سوف يصبح رئيس هيئة الأركان العامة في الثامن والعشرين من الشهر الحالي، على انه ليست هناك فرصة لانسحاب قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو). وأضاف، «إنني اعتقد أن بريطانيا سوف تظل متمسكة بالتزامها تجاه أفغانستان بشكل ما، في صورة دعم التنمية والحكم وإصلاح قطاع الأمن على مدى الثلاثين إلى الأربعين عاما المقبلة. وقال الجنرال ريتشاردز «إننا في حاجة الآن إلى التركيز على تطوير الجيش الوطني الأفغاني والشرطة الوطنية الأفغانية. ومثلما حدث في العراق، فإننا سوف ننسحب عسكريا، ولكن هناك حاجة لان يعلم الشعب الأفغاني وأعداؤنا أن هذا لا يعني تخلينا عن المنطقة». ويذكر أن شهر يوليو (تموز) الماضي كان الأسوأ بالنسبة للخسائر في الأرواح بين صفوف القوات البريطانية في أفغانستان منذ بدء مشاركتها في الحملة العسكرية قبل ثماني سنوات. ولقي 22 جنديا بريطانيا حتفهم هناك في الشهر الماضي. وكان ثلاثة من المظليين قد قتلوا أول من أمس، وبذلك يصل إجمالي عدد الجنود، الذين قتلوا في أفغانستان إلى 195 منذ عام2001. وفي برلين رفض فرانس جوزيف يونج، وزير الدفاع الألماني، مطالب أندرس فوج راسموسين، الأمين العام الجديد لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، بتعزيز القوات العاملة في أفغانستان.

وقال يونج في مقابلة أجراها مع صحيفة «بيلد آم زونتاج» الألمانية الصادرة أمس: «لا يوجد سبب لإرسال المزيد من المال والقوات». وأضاف يونج، أن بلاده رفعت أعداد جنودها المشاركين إلى 4500 جندي، بالإضافة لـ300 جندي آخرين يعملون ضمن طاقم طائرات الإنذار المبكر (أواكس).

وأشار إلى أن برلين تدفع سنويا مساعدات مالية بقيمة 200 مليون يورو منذ عام 2002، وبلغ حجم هذه المساعدات حتى الآن 2,1 مليار يورو. ورأى يونج أنه لا يجب قصر الحديث فيما يتعلق بالوضع في أفغانستان على الناحية العسكرية فقط، مؤكدا على أهمية الناحية المدنية المتمثلة في جهود إعادة البناء هناك «وهو الأمر الذي كان إنجازنا فيه أكبر بكثير مما أنجزه كثير من شركائنا في أوروبا». وكان راسموسين قد طالب خلال مقابلة أجراها أمس مع هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، بإرسال المزيد من الجنود لأفغانستان. وعزا راسموسين مطلبه إلى «الانتصارات الأخيرة على المتمردين في جنوب أفغانستان»، التي تحققت بفضل تعزيز القوات في هذه المنطقة. توقع يونج أن يستمر بقاء القوات الألمانية في أفغانستان لفترة تتراوح ما بين 5 و10 أعوام حتى يستقر الوضع الأمني هناك. وقبل أسبوعين على انتخابات الرئاسة في أفغانستان، طالب الوزير الألماني بتقييم ومراقبة النجاحات، التي تحققت في أفغانستان، وأكد أن المهمة في أفغانستان حققت نجاحا حتى الآن، مشيرا إلى استقرار الوضع في معظم الأقاليم وتقلص مساحة المناطق المهددة في الشمال، حيث تتركز القوات الألمانية إلى نسبة 12% من إجمالي المساحة.