الشيخ المؤيد ورفيقه زايد في طريقهما إلى صنعاء بعد إطلاق السلطات الأميركية سراحهما

صنعاء تنفي الموافقة على نقل معتقليها في غوانتانامو إلى السعودية

TT

من المنتظر أن يعود الشيخ محمد المؤيد ورفيقه زايد إلى صنعاء اليوم أو غدا بعد أن أمضيا 7 سنوات بين الحجز والاعتقال في ألمانيا والولايات المتحدة الأميركية. وقالت المصادر اليمنية إن المؤيد اتصل بأسرته في العاصمة اليمنية صنعاء بعد أن تسلمته ومرافقه السفارة اليمنية في واشنطن على خلفية القرار الأميركي بالإفراج عن الشيخ محمد المؤيد وأنه سيتم نقل المعتقلين اليمنيين السابقين إلى اليمن على الطيران الإماراتي عبر الإمارات, ثم ينقلان إلى اليمن فيما تجري التحضيرات الخاصة باستقبال المؤيد ومرافقه من قِبل اللجنة الشعبية التي تشكلت للدفاع عن المؤيد بعد اعتقاله ومن المنظمات المدنية والحزب الحاكم المؤتمر الشعبي العام وأحزاب اللقاء المشترك.

وقالت ذات المصادر إن المحاميتين الأميركيتين اللتين دافعتا عن المؤيد أمام القضاء الأميركي سترافقانه في رحلته إلى صنعاء وهما تيتا سوفت ولميس جميل، ويُتوقع أن يكون بين المرافقين للشيخ المؤيد طبيب أميركي نظرا إلى حالته الصحية.

ونقلت وكالة «سبأ» اليمنية الرسمية عن الناطق الرسمي باسم سفارة اليمن بواشنطن محمد الباشا, أن الشيخ محمد علي المؤيد ومرافقه محمد زايد سيصلان غدا الثلاثاء، بعد أن تم الإفراج عنهما من سجن بولاية كلورادو في ضوء القرار الذي اتخذته السلطات القضائية الأميركية الجمعة الماضية».

وكان نائب المندوب الدائم لليمن لدى الأمم المتحدة عبد الله فضل السعدي التقى اليوم في مقر البعثة اليمنية بنيويورك الشيخ محمد علي المؤيد ومرافقه محمد زايد.

وكانت السلطات القضائية الأميركية قررت الجمعة الماضية إطلاق سراح الشيخ محمد علي المؤيد ومرافقه محمد زايد, اللذين كانا مسجونَين بموجب حكمين قضائيين صدرا ضدهما قبل سنوات من القضاء الأميركي. وجاء قرار المحكمة الاستئنافية في مدينة نيويورك الأميركية بإطلاق سراحهما بعد اتفاق التسوية بين الملتمسين والقاضي. وبناء على التسوية فقد أقر الشيخ المؤيد ومرافقه بعدد من التهم الموجهة إليهما، وحكمت القاضية الأميركية بتخفيف عقوبتهما إلى خمس سنوات احتسبت فترة العقوبة من تاريخ إلقاء القبض عليهما وإيداعهما في السجن.

وكانت جولات من المفاوضات المكثفة التي جرت بين سفارة اليمن في واشنطن ومسؤولي وزارة العدل الأميركية من جهة، ومحامي المؤيد وزايد والادعاء الأميركي من جهة أخرى، تمخضت عن إبرام اتفاق تسوية بين الملتمسين والقاضي. وكان المؤيد ومرافقه سلمتهما ألمانيا إلى الولايات المتحدة بعد أن استدرجهما عميل مباحث أميركي أوهمهما بوجود متبرع لجمعياتهما.

وعلى صعيد الموقف الرسمي للحكومة اليمنية في ما يتعلق بوضع المعتقلين اليمنيين في المعتقل الأميركي في غوانتانامو بخليج الخنازير فقد نفى مصدر حكومي المعلومات التي نشرها الموقع الإنترنتي لحزب الإصلاح المعارض بموافقة الحكومة اليمنية على نقل المعتقلين اليمنيين في السجن إلى السعودية لإعادة تأهيلهم. واعتبر المصدر اليمني هذه المعلومات غير صحيحة، وأشار ذات المصدر إلى أن موقف اليمن هو تسلُّم مواطنيه المعتقلين لدى الولايات المتحدة وترتيب أوضاعهم وإعادة تأهيلهم في اليمن. وكان الموقع قد ذكر أن الحكومة اليمنية وافقت على نقل المعتقلين اليمنيين إلى السعودية وأن الدفعة الأولى من المعتقلين سيصلون يعد شهرين من الآن، فيما كانت مصادر قد قالت إن الرئيس علي عبد الله صالح بذل جهودا كبيرة لإقناع الرئيس الأميركي باراك أوباما بعدم اتخاذ أي قرار من الإدارة الأميركية بإرسال المعتقلين اليمنيين من غوانتانامو إلى أي بلد آخر غير بلدهم، فيما عبّر الكثير من أسر المعتقلين عن رفضهم نقل معتقليهم إلى بدل آخر غير اليمن، مشيرين إلى أن مثل هذا الإجراء هو بمثابة سجن جديد للمعتقلين اليمنيين. بينما كانت مصادر معارضة قد ذكرت في وقت سابق إن اليمن رفض تسلم المعتقلين حيث اشترطت السلطات اليمنية على الولايات المتحدة الحصول على دعم مالي قُدر بـ100 مليون دولار لقاء أن ينشئ اليمن مركزا لتأهيل المعتقلين بعد عودتهم إلى بلادهم من السجن وربما أن صدى المطلب اليمني وصل إلى بعض المعتقلين اليمنيين وهو ما جعل المعتقل اليمني عبد السلام الحيلة وهو ضابط سابق في الأمن اليمني اعتُقل في القاهرة في عام 2002 يعبّر عن استغرابه في اتصال مع أسرته من المعتقل قبل عدة أسابيع في أن يطلب اليمن من الأميركيين أمولا مقابل أن يتسلم اليمن أبناءه، وإذا كانت المسألة بحسب ما قال الحيلة مسألة أموال «فليجمعوها من التجار، أما إذا كانت المسألة تتعلق بالسيادة الوطنية فنحن نحرص على مصلحة اليمن ونفدي ديننا ثم وطننا بأنفسنا وأرواحنا».

ويشار إلى أن من بين المعتقلين اليمنيين عبد الرحيم الناشري الذي كان المسؤول الأول في تنظيم القاعدة في منطقة الخليج واعتُقل في دولة الإمارات العربية عام 2002، وكان قد أدين بضلوعه في الهجوم الانتحاري الذي استهدف المدمرة الأميركية «كول» التي كانت راسية قبالة ميناء عدن في 12 من أكتوبر (تشرين الأول) من عام 2000 وقتل 17 بحارا من قوات المارينز وجرح 33 من القوات البحرية الأميركية وحكمت محكمة البدايات المتخصصة بقضايا الإرهاب وأمن الدولة اليمنية بإعدام الناشري بعد محاكمته بصورة غيابية أمام هذه المحكمة وأيدته المحكمة الاستئنافية بعد ذلك.

وكان اليمن قد أبدى استعداده لتسلم واستقبال اليمين بتهيئة الظروف لإعادة تأهيلهم بالعمل على إدماجهم في المجتمع اليمني من خلال برنامج متكامل لتحقيق عملية الإدماج، وقالت السلطات اليمنية إنه يجري في الوقت الراهن تجهيز مركز خاص سيناط به القيام بعملية التأهيل ويتضمن البرنامج الحكومي استراتيجية ترمي إلى محاربة الإرهاب من خلال تغيير قناعات المعتقلين وتقديمهم كنموذج للمتشددين والمتطرفين بالعودة عن قناعاتهم المؤيدة للعنف.