مؤتمر فتح يؤكد شرعية المقاومة.. وانتخابات «قيادة جديدة» تتميز بجيل الشباب

96 مرشحا بينهم 6 نساء يتنافسون على المركزية.. و617 عضوا بينهم 50 امرأة للثوري * توقعات بتغيير محدود في المركزية وكبير في الثوري لصالح دماء جديدة

عناصر من قوات الأمن الفلسطينية يحرسون مؤتمر فتح في مدينة بيت لحم بالضفة الغربية أمس (رويترز)
TT

وسط اندفاع قوي من الجيل الشاب في حركة فتح، بدأ المؤتمر العام السادس لحركة فتح المنعقد في بيت لحم، أمس، انتخاب قيادة جديدة للحركة. وسيصوت 2355 عضوا في المؤتمر لانتخاب 18 عضوا في اللجنة المركزية، من أصل 96 مرشحا، و80 في المجلس الثوري، من أصل 617 مرشحا بينهم 50 امرأة، وتعتبر المركزية والثوري أعلى هيئتين قياديتين في فتح، اللتين تبنتا برنامجا سياسيا يؤكد شرعية المقاومة ضد إسرائيل.

ومن المفترض أن الانتخابات التي بدأت في الرابعة من عصر أمس، وانتهت فجر اليوم، شارك فيها ممثلو فتح في قطاع غزة عبر الهاتف أو أي آليات اتصال تم الاتفاق عليها مع قيادة غزة. وبث التلفزيون الفلسطيني، أمس كافة أسماء المرشحين للمركزية والثوري في شريط متحرك طوال اليوم، مما يسهل على أعضاء غزة الاطلاع على قوائم المرشحين.

وأجريت الانتخابات في نفس قاعة المؤتمر، وصوت المؤتمرون في 10 صناديق، لاختيار قيادتهم الجديدة، بعدما استجاب 7 أشخاص من مرشحي المركزية، و42 من مرشحي الثوري لنداء من الرئيس الفلسطيني لترشيد أعداد المرشحين، وانسحبوا من المنافسة.

وكان باب الترشح قد فتح الجمعة، وأغلق السبت، وبالإضافة إلى الـ 80 عضوا الذين سينتخبهم الثوري، سيتم تعيين 25 عضوا آخر في أول اجتماع للثوري، بالإضافة إلى أعضاء المركزية، 23، ليصل مجموع أعضائه إلى 128 عضوا. أما في المركزية، فبالإضافة إلى الأعضاء الـ 18، الذين سيجري انتخابهم، تم تزكية رئيس حركة فتح محمود عباس، بدون انتخاب، على أن تقوم اللجنة المركزية بتعيين 4 أعضاء للمركزية في أول اجتماع لها، ليصل عدد أعضائها إلى 23 عضوا.

وخلافا لقائمة أسماء مرشحي اللجنة المركزية، فإن قائمة المجلس الثوري، هي في غالبيتها من الجيل الشاب الذي يسعى لقيادة الحركة، وكان حمل قيادتها الحالية سبب أخطاء الماضي وهزائم فتح المتتالية.

ويرى الجيل الشاب في فتح أن حظوظه تقل في المركزية، لكنها قوية في الثوري، وقال عبد المنعم وهدان، مسؤول الشبيبة في فتح لـ «الشرق الأوسط»، حظوظ الشباب في المركزية أقل، أعتقد أن التغيير سيكون ليس جوهريا هناك، لكن في الثوري، ستتغير المعادلة.

ومعظم مرشحي المركزية من أعضائها الحاليين، بالإضافة إلى مرشحين مخضرمين في فتح، أما الجيل الشاب، فإن حضوره ليس كبيرا. ومن بين الجيل الشاب الذي ترشح للمركزية حسام خضر، وقال خضر لـ«الشرق الأوسط» إنه يتشكك في نجاحه للمركزية، لكنه يضغط من أجل التغيير.

وبدأت أمس صباحا المعركة الانتخابية، قبيل بدء التصويت ووزعت قوائم مشتركة لمرشحين تحالفوا، ووزع البعض برنامجا سياسيا خاصا به. وقال أحد أعضاء المؤتمر، لـ«الشرق الأوسط»، «إن بعض المرشحين أكثر حظا لأن الرئيس يدعمهم، مثل أبو ماهر غنيم وسليم الزعنون»، الذي وجه لهم عباس شكرا خاصا أمس، وهو ما فهم على أنه إشارة منه لانتخابهم. لكن لا أحد من المرشحين واثق كيف ستخرج عليه النتائج هذا اليوم.

وصادق المؤتمر العام السادس لحركة فتح على البرنامج السياسي للحركة الذي يؤكد على حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال وبكل الأشكال، وأوضح بيان لفتح، «أن حركة فتح تتمسك بكونها حركة تحرر وطني تهدف إلى إزالة ودحر الاحتلال وتحقيق الاستقلال للشعب الفلسطيني»، مؤكدا أن الحركة «هي جزء من حركة التحرر العربية ومن جبهة القوى العالمية الساعية إلى حرية واستقلال الشعوب».

وأضاف البيان «تؤكد حركة فتح أن تناقضها الأساسي هو مع الاحتلال الإسرائيلي، وأن أي تناقضات أخرى هي تناقضات ثانوية تحل بالتواصل والحوار». ولم يستبعد البيان القيام بخطوات أخرى للدفاع عن الوحدة الوطنية والشرعية الفلسطينية. وأوضحت حركة فتح في بيانها «نؤكد على الاحتفاظ بالحق في استخدام كل الوسائل المتاحة للدفاع عن الوحدة الوطنية والشرعية الفلسطينية والقرار الوطني الفلسطيني المستقل». ولم يذكر البيان هذه الوسائل، وذلك في إشارة لمحاولة «فتح» استعادة السيطرة على قطاع غزة من حركة حماس التي تسيطر عليه منذ يونيو (حزيران) عام 2007.

وشدد البيان على «التمسك بخيار السلام» لكنه أوضح «أنه على الرغم من تمسكنا بخيار السلام العادل وسعينا من أجل إنجازه، فإننا لن نسقط أيا من خياراتنا وإننا نؤمن بأن المقاومة بكل أشكالها حق مشروع للشعوب المحتلة في مواجهة محتليها».