قيادي في حماس: وفدنا في القاهرة له أجندته الخاصة.. ومصادر ترجح أن السبب ملف شاليط

حماس وفتح يتفقان حول موعد قيام مؤتمر المصالحة ويختلفان حول نجاحه

TT

رجحت مصادر إسرائيلية وفلسطينية أن تكون زيارة وفد حماس المفاجئة إلى القاهرة مرتبطة بصفقة تبادل الأسرى مع إسرائيل، والتي ستضمن في حال نفذت الإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، مقابل نحو 1000 أسير فلسطيني يجري الإفراج عنهم على مرحلتين.

وقالت مصادر فلسطينية وإسرائيلية إن وفد حماس توجه إلى القاهرة تحت حراسات أمنية مشددة، في محاولة من أجل التقدم في صفقة شاليط. وإن هذه الزيارة جاءت بعد يوم فقط من اجتماع إسرائيلي أمني عالي المستوى جرى الجمعة الماضي، وجمع نتنياهو مع كبار القادة الأمنيين الإسرائيليين، في سرية كاملة، وتطرق كذلك إلى ملف شاليط.

وكانت إسرائيل تكتمت على نتائج الاجتماع الذي رأسه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووصف بأنه بالغ الأهمية، وقد استدعي له وزير الدفاع إيهود باراك، و5 وزراء آخرون من المجلس الأمني المصغر، إلى جانب قائد هيئة الأركان العسكرية غابي اشكنازي، ورئيس جهاز الموساد مئير دغان، ورئيس جهاز الشاباك يوفال ديسكن، وقائد هيئة الاستخبارات العسكرية عاموس يدلين، وقائد المنطقة الجنوبية يؤاف جلنت، وعدد آخر من قادة كبار الجيش الإسرائيلي.

وقالت مصادر أمنية إسرائيلية إن الاجتماع استمع وناقش تقارير أمنية من قبل قادة الجيش والمسؤولين حول الوضع في الساحات المختلفة في الشرق الأوسط (حزب الله، غزة، إيران)، إلا أن أيا من المصادر لم يتطرق لما جرى بحثه بالتفصيل، واكتفت وسائل الإعلام الإسرائيلية بالقول إن الاجتماع يدل على وجود تطورات أمنية بالغة الأهمية بالنسبة لإسرائيل يجب حسمها في القريب العاجل.

وسألت «الشرق الأوسط» القيادي في حماس، يحيى موسى، فقال إن الوفد الذي غادر إلى القاهرة له أجنداته الخاصة. وردا على سؤال حول ما إذا كانت الزيارة لإنقاذ الحوار «المهدد»، قال موسى: «لا لا»، وأكد موسى أن الوفد سيبحث مع مصر كل الملفات محل الاهتمام المشترك، ملفات التهدئة والمعابر وتبادل الأسرى. وعند سؤال موسى حول أي تطورات في ملف شاليط تحديدا، قال إنه «ليس لدي معلومات دقيقة».

وفي غزة ذكرت مصادر فلسطينية مطلعة أن الوفد يجري حاليا مشاورات في القاهرة تمهيدا لجلسة الحوار الحاسمة التي ستجرى في الخامس والعشرين من الشهر الجاري. وأكدت المصادر أن الوفد الذي يرأسه الدكتور محمود الزهار عضو المكتب السياسي للحركة أجرى مشاورات مع كبار قادة جهاز المخابرات العامة المصرية الذين يتولون التوسط بين فتح وحماس بشأن مستقبل حل الانقسام الفلسطيني الداخلي، وسيتوجه الوفد بعد ذلك إلى دمشق لتنسيق المواقف مع قيادة الحركة هناك عشية التئام جلسة الحوار الحاسمة.

وقالت مصادر في المقاومة لـ«الشرق الأوسط»، إن أي تطور حقيقي لم يطرأ، لكن الحوارات مستمرة حول صفقة التبادل، وأضاف المصدر: «في النهاية من يقرر في هذا الشأن الجناح المسلح وليس السياسي».

أما ملف المصالحة فقال موسى إنه لا جديد فيه، معتبرا أن موعد الحوار ظل في موعده، وقال موسى: «من جهة حماس الحوار ما زال قائما ولم يصدر عنا وعن مصر ما يفيد بعكس ذلك، ونحن بانتظار دعوات من الإخوة المصريين».

وتشكك قيادة فتح في إمكانية عقد جولة الحوار القادم في موعده، وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط» إن الحركة تبحث مع مصر هذا الملف، وتميل إلى تأجيل هذه الجولة.

وكان عزم الأحمد، المرشح للجنة المركزية في فتح، شك في أن تدعو مصر لجولة الحوار في موعدها، معتبرا أنه لا حوار مع عصابة، وأن على حماس أن تصحح «الجريمة» التي ارتكبتها بحق أعضاء فتح في غزة بمنعهم من السفر للمشاركة في أعمال المؤتمر. وقال الأحمد: «إن حماس تريد استغلال الحوار على الطريقة الإسرائيلية، فإسرائيل تفاوض من أجل التفاوض، وتغرقنا بالتفاصيل والقضايا الجانبية حتى لا نصل إلى نتيجة، وحماس تتبع نفس الأسلوب».

واعتبر الأحمد أن بدائل فتح عن الحوار ستكون صعبة، ومنها ما هو معلن ومنها ما سيبقى خفيا. ورد صلاح البردويل الناطق باسم كتلة التغيير والإصلاح في المجلس التشريعي، على الأحمد بقوله إن حركة حماس غير قلقة كثيرا من التهديدات الأخيرة، متهما الأحمد بأنه يهدد تحت مظلة الاحتلال وبنوع من أنواع السقوط في وحل العمالة.

وتحفظت مصر على سبب زيارة وفد حماس بقيادة الزهار إلى القاهرة، واستقبل الوفد الحمساوي قيادات أمنية مصرية رفيعة، ومن المفترض أن يتوجه وفد حماس إلى دمشق للقاء رئيس المكتب السياسي لحماس، وقد يزور دولا عربية.

ومن ناحيته شدد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل على حرص حركته على المصالحة الفلسطينية «على أساس التمسك بمنهج المقاومة والثوابت الوطنية». وفي كلمة له عبر الهاتف في مهرجان التفوق العاشر الذي نظمته الكتلة الإسلامية، الذراع الطلابي لحركة حماس في مدينة بخان يونس جنوب القطاع، مساء أول من أمس، قال مشعل: «نسعى للمصالحة الفلسطينية ونريد أن نخرج من حالة الانقسام، لنتوحد صفا فلسطينيا مقاوما للاحتلال، نتوحد على طريق التمسك بمنهج المقاومة والجهاد وحقوقنا وثوابتنا».