زعيم قبلي: مقتل حكيم الله محسود وولي الرحمن و24 متمرداً خلال اجتماع لمجلس شورى طالبان باكستان

واشنطن: أدلة شبه قاطعة على وفاة محسود

حكيم الله محسود، المتحدث باسم طالبان باكستان يطلق النار من بندقية في صورة التقطت يوم 26 نوفمبر «تشرين الثاني» 2008، أمام مجموعة من ممثلي الإعلام حيث يتردد أن حكيم الله قتل أثناء تبادل لإطلاق النار خلال اجتماع لاختيار خليفة لبيت الله محسود زعيم الحركة (ا. ف. ب)
TT

قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيم جونز أمس، إن هناك أدلة شبه قاطعة على أن زعيم باكستان طالبان بيت الله محسود قد توفي. وأضاف جونز في مقابلة مع برنامج تذيعه محطة «ان.بي.سي» ردا على سؤال عما إذا كان محسود قد قتل في هجوم صاروخي أميركي يوم الأربعاء: «نعتقد ذلك، نرجح ذلك بنسبة 90 في المائة». مضيفا، أن باكستان أكدت وفاته. إلى ذلك أكد القائد المسلح المعارض لجماعة بيت الله محسود، مقتل قيادات طالبان الثلاثة، سواء في الهجمات الجوية التي شنتها الطائرات الأميركية من دون طيار، أو أثناء المعارك التي دارت بين عناصر الجماعة خلال الأسبوع الماضي، بينما أعلن أحد المساعدين المقربين لبيت الله محسود، أن تلك الأنباء ما هي سوى شائعات تبثها الحكومة الباكستانية. وأخبر تركستان بيتاني عضو لجنة السلام لجنوب وزيرستان وأحد قيادات إحدى المجموعات المنافسة لجماعة محسود وسائل الإعلام، بأن محسود قتل في هجوم لطائرة أميركية من دون طيار ليلة الأربعاء؛ ثم قتل اثنان من قادته البارزين، وهما حكيم الله وولي الرحمن في تبادل لإطلاق النيران بين الجماعات المتصارعة في حركة طالبان. وأضاف: «لقد تم قتل بيت الله محسود ومساعديه الأربعين في هجوم صاروخي، بينما قتل حكيم الله محسود ومفتي ولي الرحمن في مجلس شورى انتهى بتبادل لإطلاق النيران». ويقول تركستان بيتاني، إن محسود ومساعدوه الأربعون قتلوا في هجوم صاروخي ليلة الأربعاء، وأن محسود دفن في منزله. ويقول بيتاني، إن مفتي ولي الرحمن وحكيم الله محسود قتلا لاحقا في مجلس شورى، لاختيار الأمير الذي سوف يخلف بيت الله محسود، تطور إلى شجار عنيف وتبادل لإطلاق النيران.

وأفاد بيتاني بأن قاري حسين، العقل المدبر للعمليات الانتحارية في المدن الباكستانية، أصيب إصابة بالغة في تبادل لإطلاق النيران بين المجموعات المتصارعة وكذلك 24 متمردا. وكان تركستان بيتاني عضوا نشطا في لجنة السلام التي ترعاها الحكومة، ولكنه كان قبل ذلك عضوا في جماعة عبد الله محسود، المجموعة المنافسة لجماعة بيت الله محسود. وكانت قوات الأمن الباكستاني قد تمكنت من تحديد موقع عبد الله محسود وقتله في 2007، بناء على معلومات تلقتها من بيت الله محسود.

من جهة أخرى، رفض قادة طالبان في باكستان تحدياً حكومياً بإثبات أن زعيم الحركة بيت الله محسود ما زال على قيد الحياة، على اعتبار أن ذلك محاولة من جانب الحكومة لإخراجهم إلى العلن من أجل استهدافهم. وقد تحدى وزير الداخلية الباكستاني رحمن مالك حركة طالبان باكستان بتقديم أدلة تثبت أن زعماءها ما زالوا على قيد الحياة، وذلك بعد صدور تقارير تتحدث عن مقتل اثنين منهم في قصف صاروخي أميركي وقع قبل خمسة أيام. وأضاف المسؤول الباكستاني لـ«بي بي سي»: «جاءتنا هذه المعلومات من مصادر في وزيرستان الجنوبية ومن منطقة لادها على وجه التحديد». إلا أن الوزير مالك اعترف بأن الحكومة لم تحصل بعد على الأدلة المادية التي تؤكد موت محسود. وقال إن المعلومات الاستخبارية تشير إلى أن «شجارا» اندلع بين عدد من الطامحين إلى خلافة محسود، تطور إلى مواجهة بالأسلحة النارية، قتل فيها احدهم وهو حكيم الله محسود. وقد أكدت وسائل الإعلام المحلية وقوع هذه الحادثة. وأضاف الوزير: «من الجلي أننا لم نختلق هذا الحادث، فلا بد أن هذه المعركة قد وقعت فعلا بسبب الصراع على الخلافة». وقال مالك، إن حكيم الله محسود وولي الرحمن (وهو الطامح الآخر إلى خلافة بيت الله محسود) كانا يكنان العداء لأحدهما الآخر. وقال رحمن مالك، الوزير الباكستاني، إن الحكومة تلقت تقارير حول الاشتباك ومقتل حكيم الله. وقال «لقد تقاتلا في الماضي ولدينا معلومات بوجود عداوة بين ولي الرحمن وحكيم الله منذ كانا يتقاتلان في وادي كورام، وأحل بيت الله محسود ولي الرحمن محل حكيم الله. وقال الوزير إن مسؤولين باكستانيين حصلوا على أدلة تثبت بأن زعيم حركة طالبان باكستان بيت الله محسود قد قتل يوم الأربعاء الماضي، في هجوم صاروخي نفذته طائرة أميركية من دون طيار. وقال الوزير الباكستاني إن المعلومات الاستخبارية التي حصلت عليها السلطات تفيد بأن معركة بالأسلحة النارية نشبت بين الطامحين إلى تبوؤ موقع محسود قتل فيها احد هؤلاء. من ناحية أخرى بدا الاضطراب سائدا أمس في صفوف طالبان باكستان، الذين بدأوا بحسب السلطات، صراعا داخليا على خلافة زعيمهم محسود، الذي رجح مقتله الأربعاء في إطلاق صاروخ أميركي. وأفيد أن قادة حركة طالبان في باكستان تجمعوا في وزيرستان الجنوبية منذ إعلان عدة مصادر عن مقتل زعيمهم محسود لتعيين خلف له. من جهتها رجحت الحكومة الباكستانية مقتله، مؤكدة أنها ستنتظر نتائج التحقيق لتأكيد الخبر رسميا.