المدعي العام الإيراني يعترف بتعذيب متظاهرين: هذه أخطاء لا يمكن الدفاع عنها

قربان أبادي قال إنه حاول هو وفريقه تغيير الموقف * رئيس الشرطة: وفاة موقوفين في سجن إيراني سببها فيروس

TT

في أول اعتراف رسمي لمسؤول إيراني بارز، أقر المدعي العام الإيراني، أن بعض المعتقلين ممن ألقي القبض عليهم في أعقاب المظاهرات التي تلت الانتخابات، تعرضوا للتعذيب داخل السجون الإيرانية، في خطوة تكشف عن مدى الانقسامات المستمرة داخل الحكومة. لكن رئيس الشرطة الإيرانية قال أمس، إن وفاة اثنين من المتظاهرين المعتقلين في مركز كاهريزاك قبل إغلاقه في يوليو (تموز) سببها فيروس، وليس تعرضهم للتعذيب.

وقال قربان علي دري نجف أبادي المدعي العام الإيراني، إن: «أخطاء قادت إلى بعض الحوادث المؤلمة التي لا يمكن الدفاع عنها، وأن المتورطين فيها لا بد من معاقبتهم». وأضاف: «تشمل تلك الأخطاء حادثة كهريزاك» في إشارة إلى موت عدد من المعتقلين في معتقل كهريزاك جنوب غربي طهران. وتأتي تصريحات نجف أبادي في أعقاب أسابيع من التقارير التي أشارت إلى تعذيب المعتقلين، وأنهم أجبروا على الاعتراف، حيث قامت قوات الحرس الثوري وقوات الباسيج التي لا تقع تحت سلطة النظام القضائي بغالبية هذه الاعتقالات. على الرغم من ذلك، تعتبر تلك التصريحات أشبه ما تكون بالقنبلة في إيران، حيث كانت الاتهامات الموجهة للشاه محمد رضا بهلوي المبرر الرئيسي لثورة عام 1979 التي جاءت بعلماء الدين المتشددين إلى السلطة.

وقد دفعت الاتهامات بالتعذيب ضد المعتقلين إلى قيام تحقيق برلماني في الانتهاكات في معتقل كهريزاك، الذي أغلق الشهر الماضي بأوامر من المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي. ونقلت وكالة «إرنا» الإخبارية عن دوري نجف أبادي قوله، إنه حاول هو وفريقه تغيير الموقف في أعقاب السيطرة على الاعتقالات الشهر الماضي، وأنه حث المواطنين على التقدم بشكاواهم. كما نقلت الوكالة قوله: «ربما تكون هناك قضايا تعذيب في الأيام الأولى التي أعقبت الانتخابات، لكننا على استعداد لمتابعة أي شكاوى».

من جهته قال رئيس الشرطة الإيرانية أمس، إن وفاة المتظاهرين المعتقلين في مركز كاهريزاك قبل إغلاقه في يوليو (تموز) سببها فيروس، وليس تعرضهم للضرب من الشرطيين، بحسب وكالة الأنباء العمالية «إيلنا». وفتحت السلطات الإيرانية تحقيقا إثر وفاة عدة أشخاص في السجن بعد اعتقالهم للمشاركة في تظاهرات الاحتجاج على إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد. وقال رئيس الشرطة إسماعيل أحمدي مقدم «لم تنجم وفاة المعتقلين في المركز عن التعرض للضرب من الشرطة، بل عن مرض معد». ولم يحدد مقدم اسم المرض ولا عدد الأشخاص الذين قضوا بسببه، غير أن مسؤولين إيرانيين أفادوا سابقا أن بعض المعتقلين الذين لقوا حتفهم في السجن أصيبوا بالتهاب السحايا. وأعلن مسؤول إيراني في الشهر المنصرم عن إغلاق المعتقل بأمر من المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، الذي اعتبر أن السجن لم يراع معايير ظروف الاعتقال. وأعلن مقدم في الأسبوع المنصرم عن وفاة الشاب محسن روح الأمين في كاهريزاك، بلا تحديد السبب، وعن توقيف ثلاثة من الحراس. وقال مقدم بحسب وكالة الأنباء الطلابية «إيسنا» «لا أريد التهرب من مسؤولياتي، لكنني أصررت منذ البداية على عدم احتجاز الطلاب في هذا المركز إلى جانب المجرمين». وأضاف «لكن الموقوفين نقلوا إلى هناك بأمر من القضاء». وأكد المدعي العام قربان علي دور نجف أبادي، أن التحقيق في موضوع كاهريزاك مستمر. وصرح نجف أبادي «حتى لو اتضح أن القاضي ارتكب خطأ بإرسال الناس إلى كاهريزاك، فسيذهب التحقيق إلى النهاية». وأوقف نحو ألفي شخص في تظاهرات الاحتجاج على إعادة انتخاب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، حيث قتل 30 شخصا. وأفرج عن أغلبية الموقوفين باستثناء نحو مائتين ما زالوا في السجن. وفي مؤشر آخر على الانشقاق داخل الحكومة الإيرانية، قال إن لجنة قضائية خاصة أوصت بإطلاق سراح سعيد حاجريان، الإصلاحي البارز الذي تقدم بشكاوى يفيد فيها بتعرضه للتعذيب وأبدت مخاوفها من تردي أوضاعه الصحية.

وخلال الأسبوع الماضي قالت السلطات الإيرانية، إن حاجريان نقل إلى مكان يتمتع فيه برعاية صحية. وأشار دوري نجف أبادي إلى أن ما يقرب من 100 شخص كانوا يتعرضون للاعتقال في الأيام التي تلت الانتخابات، وأن هناك جهودا لإطلاق سراح العدد نفسه تقريبا كل يوم. ولم يتبق سوى ما يقرب من 200 معتقل اليوم.